أصبح لإنجلترا أمير جديد اسمه أيضا... هاري. لكن الأمير الأشقر ليس سليل عائلة ويندسور الملكية الحاكمة، ولا يرتبط بأي شكل من الأشكال بحفيد الملكة إليزابيت الثانية. الحديث هنا عن هاري كاين الذي قاد بهدفيه، منتخب "الأسود الثلاثة" لكرة القدم للفوز في المباراة الأولى له في مونديال روسيا 2018 على حساب تونس. دشن كاين (24 عاما) سجله مع انكلترا في بطولة كبرى مساء الاثنين، مسجلا هدفين في مرمى المنتخب التونسي (2-1)، أحدهما رأسية قاتلة في الوقت بدل الضائع منحت منتخب "الأسود الثلاثة" بداية مثالية في المجموعة السابعة.
أضحى المهاجم الفارع الطول أول لاعب يسجل في مباراة واحدة ضد حارسين (معز حسن الذي خرج بسبب الاصابة، وفاروق بن مصطفى)، منذ الأوروغوياني دييغو فورلان ضد جنوب أفريقيا المضيفة في مونديال 2010.
رفع كاين بهدفيه الأولين في كأس العالم رصيده الى 15 هدفا في 25 مباراة دولية، وآخر لاعب إنكليزي يسجل 15 هدفا أو أكثر في هذا العدد من المباريات كان غاري لينيكر الذي سجل 20 في مبارياته الـ25 الأولى.
أثبت كاين قدرته على حمل عبء القيادة في ثاني مشاركة له مع المنتخب في بطولة كبرى بعد كأس أوروبا 2016 حيث فشل في بلوغ الشباك خلال أربع مباريات. ورغم تألقه اللافت وتسجيله 59 هدفا في الدوري الممتاز خلال موسميه الأخيرين، عجز كاين حتى الآن عن الفوز بأي لقب، وأفضل نتيجة له مع توتنهام كانت نهائي كأس الرابطة الانكليزية 2015. فشله في احراز أي لقب حتى الآن كان محور اهتمام أحد الصحافيين الروس بعد مباراة الإثنين ضد تونس، فكان جواب كاين "قد أكون جالسا هنا بعد أربعة أسابيع ومعي الذهبية الكبرى"، في إِشارة الى كأس العالم التي لم تحرزها إنكلترا منذ تتويجها الأول والأخير بها عام 1966 على أرضها.
أظهر كاين مرة أخرى غريزته التهديفية القاتلة لأن هدفيه كانا من محاولتيه الوحيدتين على المرمى، ما دفع بمدرب تونس نبيل معلول الى الاشادة به بالقول انه "كان دائما متواجدا في الوقت المناسب" وفي المكان المناسب. نجح التونسيون في احتواء كاين طيلة اللقاء بشتى الطرق حتى إن لزم الأمر طرحه أرضا كما حصل في الشوط الأول من اللقاء دون أن يمنحه الحكم ركلة جزاء أو يستعين بتقنية المساعدة بالفيديو "في ايه آر".أفلت مهاجم توتنهام العملاق مرتين من رقابة الدفاع التونسي ودفع "نسور قرطاج" الثمن غاليا، ما دفع معلول الى القول بأنه "المهاجم المثالي".
- تخطى روني في مباراة واحدة! -
لم يكن كاين راضيا عن طريقة معاملته من الدفاع التونسي، لاسيما ياسين مرياح الذي تولى مراقبته طيلة اللقاء، وهو أعرب عن امتعاضه بعد المباراة بالقول "من المخيب للآمال ألا يصدر أي قرار من الحكم بشأن الذي كان يحصل خلال الركلات الركنية، لم يكن باستطاعتي إزاحتهم (المدافعون) عني".
وأردف "كل ما بإمكاني فعله هو مواصلة اللعب. كان بالإمكان احتساب أكثر من ركلة جزاء لاسيما إذا نظرتم لركلة الجزاء التي حصلوا عليها"، في اشارة لهدف تونس الذي سجله الفرجاني ساسي (35) من ركلة جزاء حصل عليها فخر الدين بن يوسف اثر ما بدت انها ضربة بالكوع من المدافع كايل ووكر، وشدد الأخير على انه كان يقوم بالالتفاف على نفسه فقط. وأقر كاين "اعتقدنا بأنه سيكون أحد الأيام التي تعاكسك فيها الأمور. لكن لهذا السبب تعمل بجهد كبير، لكي تتمكن من تحقيق الفوز حتى بعد مرور الدقائق التسعين. حالفنا الحظ وحصلنا على الهدف في نهاية المطاف".
ومنذ مباراته الأولى في كأس العالم، دون كاين اسمه الى جانب أساطير الكرة الإنكليزية، لأن اللاعب الأخير الذي يسجل ثنائية للمنتخب الوطني خلال مباراة في كأس العالم كان لينيكر عام 1986 ضد الكاميرون في طريقه لاحراز جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف (6). وفي مباراة واحدة، تفوق كاين على واين روني، أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني بـ53 هدفا، الا انه سجل واحدا فقط في ثلاث مشاركات في كأس العالم (2006 و2010 و2014). أرقام كاين لافتة، فهو سجل 8 أهداف في 6 مباريات خاضها وشارة القائد على ساعده، و11 في مبارياته الثماني الأخيرة بقميص "الأسود الثلاثة".
بالنسبة للمدرب غاريث ساوثغيت "لو لم يسجل، كنت مضطرا للاجابة على تساؤلات بخصوص قدرته على التسجيل في البطولات"، في اشارة الى عجزه عن الوصول الى الشباك في مبارياته الأربع خلال كأس أوروبا.
ويأمل كاين في مواصلة هوايته التهديفية في الاختبارات المقبلة، أولها ضد بنما ولاعبيها المشاكسين الأحد في نوفغورود، ثم ضد بلجيكا ونجومها "الإنكليز"، ومنهم زملاؤه في توتنهام المدافعان توبي ألديرفيرلد ويان فيرتونغن ولاعب الوسط موسى ديمبيلي.