لا يخفى على الكل أن مفتاح تطور الأمم ورقيها، هو ذاك السلاح الذي متى ما تسلح به الإنسان أصبح أكثر قوة على مواجهة صروف الحياة، وأكثر فهما ووعيا لما حوله مما يجعله في مصاف المتقدمين والمتميزين. ذاك السلاح هو أول ما أمر الله به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، عندما نزل عليه الروح الأمين جبريل عليه السلام في مكة، حين قال له (اقرأ). إنه العلم، سلاح كل زمان ومكان مهما تغير الزمن وتطور، كيف لا؟ وهو سبيل العزة والرفعة للأمم بعد إذن الله تعالى. فمجتمع بلا علم كروح بلا جسد وقلب ومتى ما انتشر العلم النافع في أي مكان، فاعرف أنك حينها بتوفيق الله سوف تحقق ما تصبو إليه في نفسك ومجتمعك. وأثناء لقائي الصحفي بالدكتورة هدي عصمت(مدرس كلية العلوم الطبية التطبيقية) قالت أن التعليم يؤثر في تحسين ظروف الحياة المختلفة بما فيها المجالات الإقتصادية، ويأتي ذلك من خلال تطوير القدرات والكفاءات والمؤهلات لدى الأفراد والتي يتطلبها سوق العمل، حيثُ يُضيف التعليم للفرد تجارب عدة في مجالات مختلفة بما فيها التجارب الشخصية والخبرات المتعددة التي تعمل على إعداد الفرد لمواكبة تطورات سوق العمل بما يمتلكه من مهارات فنية أو علمية مختلفة كي يحصل على وظيفة مناسبة لتقوم بدورها في رفع المستوى المعيشي للفرد وتحقيق النمو الإقتصادي والصناعي للمجتمع. هناك رابط قوي بين التعليم وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع، وهذا التعليم يجب أن يشمل تنمية كافة المهارات اللازمة لدى الطلاب بالإضافة إلى إمكانية مواكبة التكنولوجيا، واستخدام الحاسوب، وغيرها من المهارات. وعلاة علي ذلك أضافت الدكتورة هدي إن بناء الإنسان يجب أن يكون على أسس علمية وأول لبنة لهذا البناء هو وضع خطه استراتيجية للتعليم وهذه الخطة يجب أن تتضمن الأسس القوية لنقل التعليم والعلوم إلى النشء لبناء مجتمع متعلم متقدم ليكون القاعدة القوية للدولة وعنوان تقدمها وتطورها على شرط أن تكون الخطة والمسيرة التعليمية شاملة كل مناحي الحياة وكل ما له علاقة بالدولة والمجتمع على المستويين الداخلي والخارجي. وهذا يجعل أبناء الدولة أقوياء متسلحين بالعلم والمعرفة وهم يقودون مفاصل الدولة في مختلف المناحي الحياتية. و متى ما استطاعت قيادة الدولة من وضع خطة إستراتيجية تعليمية لابنائها فإنها حتما سوف تقطف ثمار التقدم والتطور والازدهار وهذا ما يثبت أن سلاح الدولة وأساسها هو مجتمع متعلم مثقف - ودليلنا على ذلك هو العودة إلى الماضي البعيد والقريب من خلال قراءة التاريخ وسوف نجد أن هناك دولا كانت في وقتها متقدمة استطاعت بناء حضارات شهد لها التاريخ حتى وقتنا هذا والسبب في ذلك هو أن تلك الدول والحضارات كان أساسها العلم والمعرفة وطرق نقل تلك العلوم والمعارف إلى أبنائها. ومن جهة أخري أكدت الدكتورة هدي عصمت هناك أمر هام جداً يجب أن يدركه الأشخاص الذين يتبوئون مناصب قيادية في الوزارات والمؤسسات بأنهم مشمولون بعملية التعلم المستمر وعليهم أن لايترفعوا عن ذلك بحجة مناصبهم أو تعليمهم العالي فالجميع يحتاج لمواكبة التطورات العلمية والتي ستساعدهم في قيادة مؤسساتهم وتطويرها بشكل كبير. لذلك من القواعد الرئيسية في مفهوم التعليم المستمر أنه لايقتصر على عمر معين ولا مستوى تعليمي معين أي أنه يتجدد ولاينتهي ويجب أن يلجأ اليه كل الأفراد وتلجأ اليه جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والحرص على زج منتسبيها في دورات خاصة بالتعليم المستمر من ضمن اختصاصاتها لغرض تحقيق نتائج ايجابية في تطوير قابليات أفرادها والتي تصبّ بالنتيجة في تطوير المؤسسة ذاتها من جميع النواحي. ومما لا شك فيه أن القضاء على مفهوم الطالب الآلة الذى يجب عليه حفظ أكبر كمية من المعلومات لسكبها فى كراسة الإجابة بالامتحان، وذلك بإكسابه العلم بجانب الأخلاق وزيادة الثقة فى النفس والقدرة على الفهم والمبادرة والابتكار وحب النظام والعمل عن طريق التركيز على الشق التطبيقى وتكنولوجيا المعلومات بجانب الشق النظرى كشرط أساسى للنجاح. وعلى سبيل المثال، استغلال حب الطلاب لوسائل تكنولوجيا المعلومات الحديثة لتكون حافزاً لهم على تعلم البرمجة وتطبيقاتها، ومتابعة ودراسة أحدث الابتكارات والاختراعات في كافة المجالات لجعلهم أكثر قدرة وتنافسية على ملاحقة علوم العصر مما يؤدى إلى ربط مخرجات النظام التعليمى باحتياجات سوق العمل الداعم للاقتصاد المعرفى.