المتأمل في أحوال الناس عموماً وفي الأزمنة الأخيرة خصوصاً يرى تفوات كبير وهوة شاسعة بين ما كانوا عليه من الأخلاق وبين ما أصبحوا عليه الأن.
تلك الحقيقة التي نتعرض لها ونراها بأم اعيننا واضحة جلية .
فثمة خصال دخيلة طرأت علي مجتمعنا أصبحنا نلحظها في تجمعاتنا وفي وسائل النقل وكذلك الأسواق وغيرها.
تجد الألفاظ النابية التي تخدش الحياء وتعكر صفو الذوق العام.
والغريب أنها لم تعد مرتبطة بسنٍ معين يقولها الصغير والكبير ، بل أحيلك إلى ما هو أغرب أن تلك الألفاظ لم تعد مرتبطةً بفئة إجتماعية معينة أيضا .
بالأمس ربما كان يتلفظ بها فئة مطحونة لم يحالفها الحظ لكي تنهل من العلم والقيم والمبادئ ما يجعلها تدرك ما تقول أما في وقتنا الحاضر فقد غاب هذا المعيار فلا تتعجب إن سمعت تلك الكلمات من بعض وجهاء القوم وعلية الناس مدراءٍ ووزراء.
إذا هناك خلل يستوجب الاصلاح ولكن يجب قبل الإصلاح الإعتراف بداية بوجوده حتى نتمكن من علاجه والقضاء عليه إن أردنا.
فأقسم غير حانث أن ترويض بعد الوحوش والأسود أصبح أيسر من معاملة بعض البشر لما طرأ عليهم من الخصال الذمية وغياب الضمير.
وإن كنا بمعرض الحديث عن العلاج فلا سبيل إلى ذلك إلا بالعودة للقيم الفضيلة والتعاليم السامية التي نجدها مسطرة بأحرف من نور في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وفي نهج رسل خصهم الله بعظيم الأخلاق وأحسنها لتجد خاتم الأنبياء يقول أقربكم مني منزلةً يوم القيامة أحسنكم أخلاقا.
فحريٌ بنا أن نربى أولادنا على ذلك حتى تشب لنا أجيال تغرس القيم والمبادئ في وقت ما أحوجنا إلى ذلك.
أيضا يجب علينا أن ننقى مناهج التعليم من كل دخيل عليها لتعود لغتنا العربية لتتبوء مكانتها الحقيقة وكفانا شرفا وتعظيما أن القرأن نزل بلسان عربي مبين.
كذلك وجود القدوة من أهم العوامل التي تساعد الرجوع إلى الطريق المستقيم والخلق القويم،فكونوا قدوة ومثلاً يحتذى به خيرٌ من أن نكون عبرة وتمضى فينا سنة الأولين.