تفاعل كبير للرياضيين الفلسطينيين مستنكرين قيام الاحتلال بالاتفاق مع منتخب الارجنتين لاجراء مباراة ودية بكرة القدم على ارض القدس" المالحة" في سابقة خطيرة يقدم عليها الاحتلال غير ابه بالانظمة والقوانين الدولية الخاصة بالفيفا وان القدس هي عاصمة فلسطين وارض محتلة، لذلك أكد االلواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، على رفضة واستنكاره لما أقدمت عليه حكومة الاحتلال الاسرائيلي على إقامة مباراة منتخبها الودّية لكرة القدم مع المنتخب الارجنتيني في القدس، والمقررة في التاسع من حزيران الجاري وعبر العديد من الاعلاميين الرياضيين عن سخطهم ومؤازرتهم للرجوب في هذا الموضوع.
الاعلامي المخضرم محمود السقا: القدس المحتلة وميسي
يَضرب رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتينياهو" بعرض الحائط الشعار، الذي طالما دأب على رفعه "الفيفا"، والمتمثل بعدم الخلط بين السياسة والرياضة، عندما يتدخل بشكل محموم وهستيري، ويوعز بنقل لقاء بين دولة الاحتلال الباغية والارجنتين، سيقام في التاسع من شهر حزيران المقبل في حيفا، فينحرف مساره بحيث يقام في القدس المحتلة.
ويضيف: تدخل نتنياهو، تم التعبير عنه، من خلال رسالة بعث بها الى الرئيس الارجنتيني "ماوريسيو ماكري"، ناشده التدخل كي ينزل عند رغبته المتأججة، هكذا هم قادة دولة الاحتلال لا يقيمون وزناً لا للقوانين ولا للمواثيق الدولية، فالقدس، تخضع لاحتلال غاشم، جاء بقوة السلاح، وهذا ما تقره وتعترف به هيئة الامم المتحدة.
وتابع السقا: لقاء دولة الاحتلال والارجنتين، ليس الاول، فقد سبق وان لعب منتخب "التانغو" بقيادة مارادونا قبيل مونديال 1986، وقد بالغ "الولد الشقي"، حينذاك، في مجاملة الاحتلال عندما اعتمر القنلسوة، وسكب دموع التماسيح على حجارة حائظ البراق، والثابت ان "ميسي" يترسم خطى سلفه مارادونا، والا فبماذا نُفسر مبادرة والده بعرض اقامة لقاء يجمع الارجنتين ودولة الاحتلال؟
وتسائل :هل أخذ ميسي ووالده في اعتبارهما ان اللعب مع منتخب دولة الاحتلال، ينطوي على استفزاز مُتعمد ومقصود لمشاعر الفلسطينيين خاصة والعرب والمسلمين على وجه العموم، فما باله عندما يُقام اللقاء في القدس المحتلة؟
وألم يخطر ببال "ميسي" ان له انصار كُثر في الاوساط الفلسطينة والعربية والاسلامية، وان اللعب في قلب القدس المحتلة يستفز مشاعرهم، ويزيد من منسوب حنقهم؟
وختم السقا: إن الرد الأمثل والأنسب على خطوة نتنياهو، ينبغي ان لا يخرج عن المسارعة الى تطيير رسالتين احداها ممهورة بتوقيع الرئيس محمود عباس لنظيره الارجنتيني، والاخرى من اللواء الرجوب لرئيس الفيفا، من اجل التدخل، والحيلولة ان يُقام اللقاء في القدس المحتلة.
احمد البخاري/ ناشط رياضي مقدسي: لماذا نلقي اللوم على الارجنتين ؟!
من جانبه قال الناشط الرياضي والاعلامي المخضرم احمد البخاري : من حسن حظي ورضى ربي علي انني أعيش مرابطا في مدينة القدس العاصمة، وفيها أتابع منذ قرابة الخمسين عاما كيف يستفرد الاحتلال بالمدينة وحجرها وبشرها وشجرها، لأن الاحتلال يعي تماما ان أقصى ما سيفعله العالم العربي والدولي والفلسطينيين هو "نشجب – نستنكر – ندين" وما شابه من هذه العبارات المستهلكة منذ 70 عاما حتى يومنا هذا.
ويضيف البخاري: بالعودة لموضوع اللقاء الودي الذي سيجمع دولة الاحتلال بالارجنتين يوم الاحد 10 حزيران الجاري على "استاد تيدي" بالقدس المحتلة، مع أدانتنا لهذا التصرف اللاأخلاقي من قبل الارجنتين ، الا أننا نكتفي بالشجب والأدانة كالعادة وسيجري اللقاء وننتظر الصفعة التالية.
ويتابع : بالقرب من هذا الاستاد كان قبل أكثر من شهر دراجين من الامارات العربية ومملكة البحرين شاركوا الاحتلال بالذكرى ال 70 لقيام كيانه الغاصب، وذلك من خلال مشاركتهم ببطولة دولية لسباق الدراجات الهوائية، وكان هذا التصرف هو الاول من نوعه لخروج بعض الدول العربية من حالة الخجل والحرج لحالة التطبيع العلني المتبادل جهارا نهارا.
وطبعا نقدر عاليا ما أقدم عليه رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب من توجيه رسائل التحذير للاتحاد الارجنتيني لكرة القدم، والاتحاد القاري في امريكيا الجنوبية، بالاضافة والاتحاد الاوروبي، والاتحاد العربي لكرة القدم، واتحاد التضامن الإسلامي، ووزير التعليم والرياضة الأرجنتيني ، وأمين عام جامعة الدول العربية ، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي ، ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لاتخاذ الاجراءات العاجلة من أجل تغيير مكان إقامة المباراة، والالتزام بمبادئ فصل الرياضة عن السياسة لما في ذلك مصلحة لاستقرار جميع الشعوب".
ويتسائل : لكن سؤالي هنا : أين وزير الخارجية الفلسطيني والسفراء المنتشرين حول العام، وأين القيادة الفلسطينية من هذا التصرف، ولماذا السكوت عن هذا التصرف والتوجه للفيفا مباشرة بجانب العمل الدبلوماسي الفلسطيني. فهل تعلم اخي العزيز ان الاستاد الرياضي الذي ستقام عليه المباراة يقع على أراضي قرية المالحة الفلسطينية بالقدس الغربية، والتي تمت مصادرتها في لعام 1948.
وهل تعلم اخي العزيز ان هناك مكتب تمثيل للجمهورية الارجنتينية في مدينة البيرة، هل هناك من قام بعمل اعتصام سلمي أمامه وسلم ممثل الارجنتين مذكرة استنكار ، توضح ان الملعب يقام على اراضي مصادرة، وأن القدس كمدينة محتلة ينطبق عليها قرارات الامم المتحدة "منطقة متنازع عليها".
وختم البخاري: وأخيرا أناشد أبناء شعبنا بعدم الذهاب لهذا الملعب لرؤية ومتابعة الزنديق "ميسي"، فخوفي من القادم وليس من الحاضر... خوفي من الهرولة الرياضية القادمة نحو القدس المحتلة في ظل الصمت الرسمي والتخاذل العربي.