قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الاجتماع الطارئ اوزراء الخارجية العرب اليوم بخصوص فلسطين، استثنائى بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأوضح أبو الغيط فى كلمته خلال الاجتماع الذى ترأسه المملكة العربية السعودية، إننا أمام حالة من العدوان السافر على القانون والشرعية الدولية جسدها نقل السفارة الأمريكية لدى دولة الاحتلال إلى مدينة القدس، بالتوازى مع حالة من غطرسة القوة والإمعان فى العنف من جانب القوات الإسرائيلية فى مواجهة المدنيين الفلسطينيين العزل الأبطال الذين انطلقت مسيراتهم السلمية من قطاع غزة. وتابع: "إننا نُعاود التأكيد على أن القرار الأمريكى باطل ومنعدم ولا أثر قانونياً له، وهو مرفوض دولياً وعربياً. رسمياً وشعبياً. الآن وفى المستقبل. كما شدد على أن هذا القرار غير المسئول يُدخل المنطقة فى حالة من التوتر، ويُشعر العرب جميعاً بانحياز الطرف الأمريكى بصورة فجة لمواقف دولة الاحتلال، بل أن هذا الموقف الأمريكى على ما يبدو قد شجع إسرائيل على المضى قدما فى ما تقوم به من بطش عشوائى وعنف أعمى وقتل وحشى فى حق المدنيين غير عابئة بالقانون أو حتى بأبسط الأعراف الإنسانية التى لا تُبيح قتل المدنيين العزل من السلاح.
وأضاف أبو الغيط، إننا نترحم على أرواح الشهداء الأبطال الذين تحدوا آلة البطش بصدورهم العارية، ونقدم لهم جميعاً وللشعب الفلسطينى الصامد تحية إجلال وإكبار. ونطالب بتحقيق دولى ذى صدقية فى الجرائم التى ارتكبها الاحتلال على حدود قطاع غزة على مدار الأيام الماضية والتى أسفرت عن مقتل ما يربو على الستين شهيدا، ونشد على أيدى أبناء الشعب الفلسطينى ونقف معهم وإلى جوارهم مؤكدين أن الحق يظل حقاً ولو تقادم به الزمن، وأنّ نضال أبنائه لن يذهب سُدى. وعبر أبو الغيط عن التقدير للغالبية الكاسحة من دول العالم التى وقفت فى الجانب الصحيح من التاريخ إلى جوار الحق، رافضة الخطوة الأمريكية المُجحفة، وضد العنف الإسرائيلى المُفرط والغاشم.. ونطالب مختلف الدول بالاستمرار فى التمسك بمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن التى تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة، وقضية من قضايا الحل النهائى، ومن ثمّ يُحظر نقل السفارات إليها.
وأدان أبو الغيط، ما قامت به جمهورية جواتيمالا بالأمس من نقل سفارتها إلى القدس. مؤكدا أن العلاقات العربية معها، ومع غيرها من الدول التى قد تُقدم على خطوة مماثلة، ينبغى أن تخضع للتدقيق والمراجعة. وتابع: أن نقل السفارات إلى القدس عملٌ يضر بالسلام، بل ويُقوض الشرعية الأخلاقية والقانونية للنظام الدولى برمته. وإننا ننتظر من كافة الأصدقاء ومحبى السلام فى العالم الدعم فى هذه الأوقات الحرجة التى تختبر صلابة الالتزام بالمعايير الأخلاقية وبمبادئ العدالة والإنسانية. ونطالب مختلف الدول بالحفاظ على حالة الإجماع الدولى الرافض للخطوة الأمريكية. ودعا المجتمع الدولى، ممثلاً فى مجلس الأمن، إلى العمل فى أسرع وقت على توفير الحماية للفلسطينيين ووقف آلة القتل العشوائى التى استباحت دماءهم ظلماً وعدواناً.
وأضاف: أن العرب ينشدون سلاماً دائماً وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية. ولكن دولة الاحتلال، بممارستها العنف والقهر والتنكيل، تأبى إلا أن تذكرنا كل يوم بأن الطريق إلى هذا السلام مسدود، وأن السبيل إلى تلك التسوية مُغلق. لهذا فإن على إسرائيل أن تتحمل المسئولية أمام العالم كله عن إهدار الفرص فى تحقيق السلام، والتشبث بأوهام السيطرة والهيمنة عبر منظومة احتلال عنصرى بغيض ينتمى إلى القرن الماضى ولم يعد له مكان فى عالمنا. مؤكدا أن الاحتلال إلى زوال، والدولة الفلسطينية المستقلة –طال الزمان أو قصر- هى المآل.