قدم مباراة أكثر من رائعة بالأمس في مسرح الأوليمبيكو لاعب صغير السن ولكن وراءه قصة نجاح كبيرة يجب أن نحكيها وأن نتحدث عنه أكثر لأنه يستحق ذلك تتويجاً لنجاحه مؤخراً.
" الحياة سخيفة في مثل هذا السن بدون مال .. أريد وظيفة" هذه الكلمات كتبها فتى إسكتلندي شاب في سن الـ18 يلعب في أكاديمية فريق صغير يُدعى كوينز بارك على تويتر في صيف عام 2018 بعد كان على وشك البدء في الحصول على درجة جامعية ولا يمتلك مال كافي للعيش بشكل طبيعي وهو ما دفعه إلى العمل في متجر شهير و في مركز خدمة عملاء وكانت ربما تكون نهاية مشواره قبل البداية من الأساس.
ولكنه تلقى مكالمة عندما تم استدعاؤه إلى الفريق الأول في كوينز بارك الأسكتلندي في بداية موسم 2012-2013 بعد أن فقد الأمل في الحصول على عقد دائم.
أندي روبيرتسون بدأ حياته في نادي صغير في إسكتلندا ورحل بعدها إلى داندي يونايتد (نادي من أندية الوسط في الدوري الأسكتلندي) بعد أن قدم أداء مبهر هناك التقطته أعين نادي هال سيتي الإنجليزي مع ستيف بروس ومع النمور كان أداءه مختلف تماماً فقد تم توظيفه بشكل هجومي أكثر ليكون ظهير أيسر هجوم (LWB Left Wing Back) وهو ما جعله يُسجل 5 أهداف ويصنع 10 أهداف بجانب تقديمه موسم مميز بالبريميرليج العام الماضي وتقديمه لأداء رائع ضد ليفربول بالرغم من هبوط فريقه للدرجة الثانية.
انتقل إلى ليفربول بعد أداءه المميز بداية هذا الموسم مقابل 8 مليون إسترليني ولكنه حتى شهر ديسمبر الماضي لم يشارك سوى في مباراتين فقط وهو ما قد يقتل أحلام أي لاعب في أنه سيكون أساسي ويتطور فنياً ولكن أندي لم يفقد الأمل وأستمر في تقديم أداء أفضل لكي يُقنع يورجن كلوب بأنه يجب أن يكون أساسي وأنه أفضل من خياري مورينو أو ميلنر.
بداية من مباراة برايتون والفوز بخماسية في البريميرليج هنا كانت شرارة إنطلاقة صاحب الـ24 عام وحجزه المكان الأساسي مباراة بعد مباراة وجاءت قمة مانشستر سيتي في دوري الأبطال لتثبت أقدامه أكثر أمام الجمهور الأحمر.
التحدي والتطور الذي قام به روبرتسون يُدرس صراحة فهو كان يلعب بأسلوب معين كظهير أيسر سريع يحب التوجه إلى خطوط الخصم ولا يحب أكثر من إرسال كرات عريضة و متأرجحة داخل الصندوق ونجح هذا الأمر جيداً في هال سيتي (من 3 إلى 6 عرضيات كل مباراة).
هذا التكتيك نجح أيضاً في ليفربول مع البدايات للعلم وكان معدل عرضياته أفضل من الإسباني مورينو ولكن الأخير يقدم الأسلوب الهجومي الذي يُحبه كلوب إلا وهو التوغل داخل منطقة الجزاء أكثر ونجح في صناعة 3 أهداف في 4 مباريات بدوري الأبطال وهذا ما جمد روبيرتسون لأنه لا يريد الشكل الهجومي الذي يحبه كلوب.
وهذا ما دفع الأسكتلندي الشاب للتطور الأكثر والأختراق أكثر بثقة داخل منطقة الجزاء وتأدية الواجبات الدفاعية والهجومية بشكل متميز وهنا ظهر الفارق الشاسع ينه وبين مورينيو والذي أجبر كلوب على تثبيته في هذا المركز.
من شاب لا يمتلك المال ويبحث عن وظيفة وسيترك حلم كرة القدم إلى لاعب يصل إلى نهائي أقوى بطولة للأندية في العالم ويتقاضى راتب أسبوعي بقيمة 50 ألف إسترليني. لا تسمح لأي أحد بأن يشكك في قدراتك حتى لو كان والدك، إذا كان لديك حلم، فعليك أن تحمي حلمك.