اختتم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، زيارة تاريخية الى فلسطين، استمرت على مدار يومين، كانا حافلين بالفعاليات الرياضية والرسمية. وكان رئيس الاتحاد الآسيوي قد استهل فعاليات اليوم الثاني من زيارته، بلقاء رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، الذي أكد أهمية زيارة الوفد الى فلسطين، لما تمثله من دعم لصمود شعبنا في مواجهة الاحتلال، معربا عن أمله بأن تكون هناك زيارات عربية ودولية أخرى مماثلة تعزز دور الرياضة الفلسطينية. وثمن جهود الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيسه، في النقلة النوعية التي شهدتها الرياضة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، والتي جعلت اسم فلسطين يتقدم على سلم ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وفي أعقاب اللقاء برئيس الوزراء، زار ضيف فلسطين مقر اتحاد الكرة في الرام، والتقى بأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، بحضور اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد. وقال الرجوب: هذه الزيارة تعتبرمن أهم المحطات التي نرسم فيها مسيرة بناء حركة رياضية في فلسطين.
وتمنى الرجوب تبني القضايا الرياضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بموضوع الحد من حركة الرياضيين، من قبل الاحتلال، وكذلك تطوير القدرات الفنية للكرة الفلسطينية، خاصة أن الاتحاد الفلسطيني بحاجة إلى التطوير بعض مجالات منها: التسويق والإدارة والإعلام. وأكد الرجوب على حق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في تطوير اللعبة ونشرها، إلا أن الاحتلال يضع العراقيل أمام أي تطور، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يسمح بإقامة دوري مُوحد، إضافة إلى وجود أندية المستوطنات على الأراضي المحتلة عام 1967 وهذا يتنافى مع القانون الدولي. وقال الرجوب: آمل في الزيارة القادمة أن تكون الظروف أفضل وزيارة أهلنا في المحافظات الجنوبية الذين هم تواقون لزيارتكم. ونوه الرجوب إلى الدور الكبير الذي لعبه الشيخ سلمان منذ استلامه مهامه كرئيس للاتحاد الآسيوي، وذلك من خلال وضعه على بر الأمان، إضافة إلى تطوير مستوى اللعبة على كافة المستويات، مؤكداً أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سيكون الداعم الأول للشيخ سلمان في حال ترشحه مرة أخرى لرئاسة الإتحاد القاري في العام 2019. من جانبه أعرب الشيخ سلمان عن سعادته بتواجده في فلسطين، واعداً أن الزيارة القادمة ستكون أطول، وتابع: حضورنا اجتماع المكتب التنفيذي يجعلنا قادرين على وضع أيدينا على احتياجاتكم سواء فيما يتعلق بالجانب الفني أو غيره، نحن معكم لممارسة اللعبة بكل حرية.
في رحاب الأقصى وخليل الرحمن
وزار الشيخ سلمان آل خليفة، المسجد الأقصى المبارك، خلال زيارته لمدينة القدس وتجول الضيف في أزقة وشوارع البلدة القديمة، وزار كنيسة القيامة، حيث كان في استقباله أديب جودة أمين مفتاح الكنيسة وحامل ختم القبر المقدس الذي قدم شرحا وافيا عن الكنيسة ومرافقها. وحضر الشيخ سلمان في ختام زيارته للقدس فعالية رياضية أقيمت في ملعب جبل الزيتون.
ثم توجه لمدينة الخليل و اطلع محافظ الخليل كامل حميد، رئيس الاتحاد الآسيوي، والوفد المرافق له على أوضاع الخليل، وزار الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة من المدينة. وأشاد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، عقب اطلاعه عن كثب على أوضاع المواطنين الفلسطينيين في الخليل، خاصة البلدة القديمة ومحيط الحرم الابراهيمي الشريف، بصمود المواطنين في وجه الإجراءات القمعية الإسرائيلية، وحث المواطنين على مواصلة تجذرهم في ممتلكاتهم واراضيهم. وبيّن حميد، أن الوضع في الخليل معقد لأن الاستيطان يتركز في قلب المدينة واكثر احيائها حيوية سابقا، ما يتسبب بمعاناة يومية متواصلة للمواطنين في كافة ارجائها، خاصة في المناطق المصنفة H2، حيث يعيش المواطنون حياتهم بين الحواجز الإسرائيلية المنتشرة على مداخل الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة. وأضاف حميد "المسجد الإبراهيمي مكان العبادة الوحيد في العالم المقسم بقوة سلاح المحتل، كما قسم الاحتلال المدينة الى قسمين، وهناك مئات المحال التجارية المغلقة بأوامر عسكرية، والعديد من المنازل حوّلت لثكنات عسكرية".وقال المحافظ "الاحتلال الاسرائيلي يحاول ضرب الاقتصاد الفلسطيني من خلال اغلاق مئات المحال التجارية، وأن ما يحدث بالبلدة القديمة لا يصدق ومنافٍ لكل الأعراف والقوانين الدولية".
وفي ختام زيارته، وصف آل خليفة زيارته إلى دولة فلسطين بالتاريخية والتي لا تنسى، وجاء ذلك خلال زيارته، مدينة بيت لحم، وتجوله في كنيسة المهد. وقال آل خليفة، "نحن سعداء أن نكون على أرض فلسطين ومنها مدينة بيت لحم، بالنسبة لي هذه هي أول زيارة، وأعتقد أن أي شخص يزور بيت لحم سينبهر وسيشعر برهبة هذه الأماكن المقدسة". وتابع: "الحمد لله الأماكن المقدسة والمدينة بأيدي أمينة، والسلطة الفلسطينية دائماً ما تقوم بجهد كبير في صيانتها وإدارتها، والعدد الكبير من الزوار سواء من سياح أو حجاج يبرهن على أهمية كنيسة المهد، وكذلك توفر الحالة الأمنية بدرجة عالية".
من جانبه، أكد جبريل الرجوب أن الزيارة كانت ناجحة بامتياز، وأن الهدف منها تحقق وهو معرفة الواقع الذي نعيشه والتحديات بسبب الاحتلال وقيوده، وصمود شعبنا وإصراره على أن يعيش حياة طبيعية، وتطوير لعبة كرة القدم ونشرها حسب قوانين العالم، بروح فلسطينية صادقة.