ملهمتي نفضت الغبار عن الذاكرة الليبية التي ظلت حبيسة الماضي فإطلاق هذه الحملة يعني إطلاق سراح تلك الأسماء التي غيبتها عقول اتخذت من نفسها الوصي على سلوك الناس والصقت كل ما له علاقة بالمرأة بالعيب والمعيب و حولت مفهوم التكريم الإلهي لها إلي قضبان بحجة المحافظة عليها ما أظهرهُ المشاركين في الحملة يعيد إلينا الثقة بأن المجتمع الليبي مايزال بخير وان الأصوات الناعقة فيه هي قلة ولن تصمد أمام هذه العقول النيرة التي بادرت بثقة وفخر بالإعتزاز بملهمتها
إذن ما نحتاجه فعلا هو خطوة من المؤسسات المدنية لترسيخ ثقافة المدينة التي هي تمدن العقول وذلك بإخذ المبادرة لتحريك ما هو راكد من تاريخ الأمة الليبية الذي تعرض للطمس والآن يتعرض للتفتيت ما قام به منبر المرأة الليبية من أجل السلام هو فتح أبواب أوصدت على تاريخ تلك السيدات الّلاتي كان لهن الفضل في تأسيس الدولة المدنية في زمانهن وأظهار وجه ليبيا الجميل الذي نقشت على معالمه أنامل النساء لوحة مشاركتهن في بناء الوطن
ان المحافظة على الذاكرة و وضع جسر رابط لها مع الحاضر هو ما يرسخ عراقة الوطن ويحفظ هويته ما حققته ملهمتي من نجاح هو ان تلك الكلمات التي أفضى بها المشاركين صفعت وأحرجت من كان يخجل بأن يذكر أسم أمه أو أخته أو زوجته أمام اصدقائه لكون العقلية المقيتة في حقبة معينة من الزمن فرضت على الشارع الليبي عدم ذكر المرأة أمام الملأ وهذا يدعو للضحك في بلد كان عبر تاريخه تحكمه النساء