هربت آية (14 عاما) من منزل أسرتها في الشرقية، بسبب معاملة زوج أمّها القاسية، إذ كان يضربها ويعذّبها باستمرار كما تقول دائما، اعتقدت الفتاة الصغيرة أن الخروج من "جحيم المنزل" هو بداية الجنة، إلا أنها سقطت في يد "شبكة للدعارة".
"ف"، أب اتخذ من "الدعارة" وسيلة للكسب فأصبح يستقطب الهاربات ويخدعهن بأن لديه مأوى كالذي يُبنى لليتيمات، ويعدهن بالحماية والمعيشة حتى أصبح مسجًلا لدى أجهزة الأمن وحكم عليه في قضايا عدة.
وفي ظروف غير معروفة وقعت آية في طريق "ف" واطمأنت له، أوهمها بأنها مثل ابنه "م" (16 عاما)، إلا أنها فوجئت بأن الشقة التي يسكنها بها 3 فتيات أخريات لا يرتبطن بعلاقة أسرية معه، يستخدمهن في أعماله المشبوهة ويتردد عليه غرباء، من سياق روايتها في تحقيقات أجهزة الأمن.
حاولت الفتاة الهرب في البداية لكنها لم تنجح لأن الشقة يحرسها كما تقول "ناضورجية"، وحبسها داخل إحدى غرف الشقة، وطلب منها عدم الخروج لحين السماح لها، وتبدل لسانه الطيب معها إلى أداة تهددها بالقتل تارة والتشهير والفضيحة تارة أخرى.
عرفت الفتاة بمرور الوقت الحقيقة وأنها أصبحت "فتاة ليل" بأجر يدفع لـ"ف"، من خلال أثرياء عرب وراغبي المتعة المحرمة، وأنه يلتقط لهن صور مخلة خلسة، ويهددهن بالقتل.
تروي لأجهزة المباحث قصتها تقول: "تحوّلت إلى فتاة ليل بارعة في اصطياد الزبائن، والارتباط معهم بعلاقات جيدة حتى أنهم كانوا يطلبوني بأي ثمن". ولم يكن "م" نجل زعيم الشبكة بعيدا عن نظرات الفتاة، فقد سقط في عشقها وطلب من والده، عدم تقديمها لراغبي المتعة مرة أخرى، لأنه يريد الزواج بها.
اتفق "ف" وزوجته على التخلص من الفتاة التي باتت تمثل خطرا على ابنهما والشبكة بأكملها، ودبت المشاكل داخل الشقة بسببها، فانتهز فرصة نزول ابنه من الشقة وأخذها معه بحجة طردها، لكنه بدلاً من ذلك اصطحابها إلى شقة أخرى وتزوجها عرفيا، ولم يوقف أعمال تقديمها لراغبي المتعة، حتى سقطت إحدى فتيات الشبكة في قبضة الشرطة وأخبرتهم بعناوين الشقق المفروشة المملوكة للمتهم وأسرته.
صدرت الأوامر من نيابة الاستئناف، بسرعة القبض على عناصر الشبكة وزعيمها، وداهم رجال المباحث، الشقق المفروشة، وتمكنوا من ضبط جميع أعضاء الشبكة وهم "ف ي"، زعيم الشبكة، وزوجته "س"، وس أ"، و"م م"، و"س أ"، و"م ع"، و"أ م"، و"ب م"، و"أ ك"، و"ف ش"، و"ر ع"، و"أ، ي"
وأمرت نيابة القاهرة الجديدة بحبس جميع المتهمين في الشبكة، بعدما وجهت لهم تهم الاتجار في البشر، وتكوين "شبكة كبرى" لممارسة الرذيلة والأعمال المنافية للآداب، بإجبار وتسخير عدد من الفتيات على ممارسة الدعارة وإشباع رغبات الرجال بمقابل مادي.