تعد أم كلثوم أهم صوت نسائي في تاريخ العرب الحديث، فقد حققت علي مدار مسيرتها الفنية الطويلة حالة فنية غير مسبوقة. لم تكن أم كلثوم موهبة عادية، ولكنها كانت بحق كوكب الشرق الذي كان يجمع العرب من المحيط إلي الخليج يوم الخميس الأول من كل شهر في انتظار ما تقدمه من أرقي الكلمات وأجمل الألحان بصوت الفلاحة المصرية الأصيلة المفعم بالعذوبة والشموخ.
وُلدت أم كلثوم إبراهيم البلتاجي في الرابع من مايو عام ١٩٠٤ في قرية طماي الزهايرة في محافظة الدقهلية. قدمها الشيخ أبو العلا محمد للجمهور على مسرح البسفور المعروف في ميدان باب الحديد (رمسيس حاليا) بدون فرقة موسيقية عام ١٩٢٣. أصبحت أم كلثوم من بين أشهر ثلاثة أصوات نسائية في ذلك الوقت جنبا إلي جنب مع منيرة المهدية وفتحية أحمد.
بدأ العصر الذهبي للسينما بافتتاح أستوديو مصر عام ١٩٣٥ بفيلم تاريخي غنائي بطولة أم كلثوم بعنوان "وداد". وفي عام ١٩٤٦ عُرض الفيلم السادس والأخير لأم كلثوم فاطمة، وفي نفس العام شاركت أم كلثوم في فعاليات إنشاء جامعة الدول العربية. مع قيام ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢ غنت أم كلثوم من كلمات أحمد رامي نشيدًا وطنيًا بعنوان "مصر التي في خاطري".
في أعقاب عدوان ٥ يونيه ١٩٦٧ قامت أم كلثوم بجولة في عدد من الدول العربية والأوروبية لتجمع الملايين من أجل مصر وجيشها. وفي عام ١٩٧٢ استحقت أم كلثوم عن جدارة لقب "فنانة الشعب"، كما أٌطلق عليها "كوكب الشرق"، و"قيثارة الطرب". كان آخر حفل لأم كلثوم على مسرح الأزبكية عام ١٩٧٣، وقد توفيت في ٣ فبراير عام ١٩٧٥.