كشفت مصادر مطلعة أن أزمة الرباعية العربية القطرية ستشهد انفراجة في غضون أيام قليلة بسبب الجهود المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة والكويت مؤخرا لحل المقاطعة السياسية التي اندلعت في يونيو 2017، وفقا لما ذكره الكاتب المصري يوسف أيوب. وقال ايوب في تقريره في 5 مارس "كشفت مصادر ان المبعوث الخاص للولايات المتحدة حول النزاع القطري انتوني زيني سيقوم بجولة في بعض الدول العربية لتقديم مقترحات مختلفة لحل الازمة".
وقد وصل زيني الى القاهرة يوم الاثنين للاجتماع مع وزير الخارجية المصري سامح شكري. ومن المقرر ان يصل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح الى القاهرة يوم الثلاثاء للمشاركة فى اجتماع وزراء الخارجية العرب ومن المتوقع ان ينقل الصباح رسالة من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى الرئيس عبد الفتاح السيسي حول الازمة القطرية. واضاف "سيتم تسليم هذه الرسالة الى شكري".
واكد دبلوماسى عربي لايوب ان الادارة الامريكية بذلت قصارى جهدها لتأمين جبهة عربية موحدة ضد ايران فى المنطقة. وقال "ان الولايات المتحدة تعتقد ان الازمة العربية العربية تعمل لصالح ايران وتعيق تشكيل اى تحالف دولى ضد ايران". وفي مايو، من المتوقع ان يستضيف الرئيس الاميركي دونالد ترامب قمة اميركية خليجية في كامب ديفيد بعد انتهاء النزاع بين الدول العربية الاربع (مصر والسعودية والامارات والبحرين) من جهة وقطر من جهة اخرى ايوب مضغوط.
القمة العربية التاسعة والعشرون
في 23 مارس، من المتوقع أن تعقد القمة العربية التاسعة والعشرين في الرياض وسط تكهنات بأن مقاطعة قطر قد تؤجل. وفي الخامس من يونيو، قطعت السعودية والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين علاقات دبلوماسية مع قطر حول دعمها المزعوم للجماعات الارهابية والمتطرفين وايران. ومن جانبها نفت الدوحة هذه الاتهامات. وتعتبر مشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في قمة الرياض مأزق حقيقي، حيث أن الحكام السعوديين لن يقبلوا وجود الأمير القطري في الأراضي السعودية قبل القبول الرسمي والموافقة على المبادئ الأربعة عشر للجنة الرباعية العربية. وباعتبارها دولة عضو في الجامعة العربية، يتعين على المملكة العربية السعودية أن توجه دعوات رسمية إلى جميع الدول العربية لحضور القمة العربية في الرياض. غير أن إرسال دعوة إلى قطر يعارض الإرادة السياسية للمملكة. وكشف ايوب ان قطر لن تتردد مطلقا في حضور القمة مشيرا الى ان "المملكة العربية السعودية في حالة فوضى عميقة اذ انها لا تستطيع ابدا منع المشاركة القطرية في القمة العربية".
ويرى المراقبون السياسيون ان تجميد عضوية الجامعة العربية قد يكون حلا لمنع الانتهاك السياسي والدبلوماسي السعودي الذي يمكن ان يرتكب في حال سعى الجانب السعودي الى منع مشاركة قطر في القمة المقبلة في الرياض.
وتسعى الدوحة الى استعادة العلاقات مع مصر
وقال طارق فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ان الكويت لعبت دور الوسيط في تداعيات الرباعية العربية-القطرية وقال ان الكويت ودول اخرى لم تعد تلعب هذا الدور.
وقال امير قطر الشيخ تميم بن حمد في 17 شباط / فبراير في مؤتمر امني في ميونيخ "يجب على دول الشرق الاوسط ان تضع خلافاتها جانبا وتضع ميثاقا امنيا مشابها لاتفاق الاتحاد الاوروبي".
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في 25 كانون الثاني / يناير ان الدوحة تهدف الى تحسين العلاقات مع القاهرة. وكان آل ثاني قد صرح خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يستمر أربعة أيام بأن قطر تدعم الاستقرار السياسي في مصر. وقال ان "الذين قالوا ان قطر تحاول زعزعة استقرار مصر تقدم ادعاءات كاذبة"، على الرغم من العديد من القضايا التي كشفتها السلطات الامنية المصرية تثبت تورط قطر في تقديم الدعم المالي للجماعات الارهابية في مصر. واعرب عن اسفه للعلاقات المقطوعة حاليا بين مصر وقطر، قائلا ان قطر تهدف الى "سد الفجوة" مع مصر.
وقال آل ثاني في كلمته التي ألقاها في مركز نيكسون في واشنطن في نوفمبر / تشرين الثاني 2017 إن استقرار مصر وأمنها جزء لا يتجزأ من مصالح قطر، مما ينكر مسؤولية النظام القطري عن قطع العلاقات مع مصر.