استمرت القوات السورية والروسية في ممارسة ضغوط عسكرية على الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون الخميس، حيث لم تسفر هدنة أحادية الجانب المثيرة للجدل عن تحقيق تقدم إنساني. ولم تتمكن اكثر من 40 شاحنة محملة بالمساعدات من الوصول الى ال 400 الف شخص الذين يعيشون في الجيب المضطرب، ما دفع الى دعوات جديدة لوقف اطلاق النار.
وقد ادت موسكو اليوم الاثنين الى وقف اطلاق النار الذي ادى الى مقتل مئات الاشخاص في الايام القليلة الماضية. لكن الممر الذي قدمته روسيا للمدنيين بالفرار ظل ظاهرا ظاهريا ليوم ثالث على التوالي، مع عدم الثقة في كلا الجانبين.
واعرب رئيس بعثة الامم المتحدة في سوريا جان ايغلاند عن امله في ان تتمكن قوافل المساعدات من التوجه الى الغوطة الشرقية في الايام المقبلة. وصرح للصحفيين فى جنيف انه تلقى كلمة خلال اجتماع فرقة العمل يوم الخميس "باننا قد يكون لدينا اول خطاب تسهيل، تصريح من الحكومة، للذهاب الى مدينة دوما الرئيسية فى الغوطة الشرقية منذ فترة طويلة". لكنه اكد ايضا ان "خمس ساعات لا تكفي".
افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان المرصد السوري لحقوق الانسان شن اليوم الخميس غارات على الطائرات السورية قبل الساعة التاسعة من صباح اليوم الاحد. كما وقعت معارك برية في الشيفونية التي تقع في المنطقة الشمالية الشرقية من الجيب وقد دمرت على نطاق واسع في الايام الاخيرة. وقال متحدث باسم رجال الانقاذ المتطوعين في الدفاع المدني السوري المعروف باسم "الخوذ البيض" ان الوصول الى المنطقة كان صعبا جدا. وقال سراج محمود لوكالة فرانس برس "لا تكاد هناك حياة هناك، بل دمرت تماما وهناك اناس تحت الانقاض".
وقد تراجعت الغارات الجوية مقارنة بالأسبوع الماضي عندما أدت الحملة الجوية السورية والروسية المشتركة ضد الغوطة الشرقية إلى مقتل ما يصل إلى 100 مدني يوميا. الا ان عدد القتلى في الاعتداء الذي بدأ في 18 شباط / فبراير ما زال يتصاعد حتى بعد ان بدأ "التوقف الانساني" في روسيا حيث عثر رجال الانقاذ على جثث لم يتمكنوا من الوصول اليها. وفي مدينة حزة، كان رجال الانقاذ الذين يعملون مع معدات بدائية يرفعون دلاء من الحصى من الطابق السفلي حيث يخشون ما يصل الى 21 دفنوا على قيد الحياة بسبب اضراب يوم 20 فبراير. ولم يسترجعوا سوى ست جثث حتى الآن. وقال أبو محمد (60 عاما): "تركت ابنتي في الطابق السفلي مع زوجها وأسرته وعدت في صباح اليوم التالي، ووجدت أن المبنى انهار، وحتى الآن لم أجد ابنتي ولا أسرة زوجها".
ووفقا للأمم المتحدة، فإن ثلاثة أرباع جميع المساكن الخاصة في الغوطة الشرقية قد تضررت وأن مئات المدنيين يحتاجون إلى عمليات الإجلاء الطبي المنقذة للحياة. ويذكر ان "الوقفة" اليومية الروسية تقصر كثيرا عن وقف اطلاق النار الذى استمر 30 يوما الذى صوت عليه مجلس الامن الدولى يوم السبت ولم ينفذ بعد. وقد جادلت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بأن النافذة التي استمرت خمس ساعات كانت قصيرة جدا بالنسبة لعمليات إيصال المساعدات. متى سيتم تنفيذ القرار الخاص بك؟" اعلن مسؤول في الامم المتحدة في الامم المتحدة مارك لوكوك اليوم الاربعاء ان اعضاء مجلس الامن الدولي طلبوا من اعضاء مجلس الامن الدولي. وقد حملت روسيا وحلفاؤها في نظام الرئيس السوري بشار الأسد المأزق الإنساني على الجماعات المسلحة التي تسيطر على الغوطة الشرقية.
واتهمت وسائل الإعلام الحكومية السورية ومصادر عسكرية القوات المناهضة للنظام في الغوطة الشرقية بالقصف المتعمد للممر الآمن المعين لمنع المدنيين من المغادرة والاحتفاظ بهم كدروع بشرية. وصرح متحدث باسم المراقبين العسكريين الروس الذين يرصدون مبادرة وقف اطلاق النار لوكالة انباء انترفاكس ان العديد من المدنيين يحاولون المغادرة.
وقال اللواء فلاديمير زولوتوكين ان عدد سكان الغوطة طالبوا "بالمساعدة والمساعدة في اخلاء الاراضي التي يسيطر عليها المقاتلون بشكل كبير خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية". ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مراسل وكالة فرانس برس على حاجز الفيدين الذي طلب من المدنيين من اجل اخلاء الجيب انه لم يتم الابلاغ عن اي حركة.
يذكر ان المدنيين الوحيدين الذين يعتقد انهم هربوا من الجيب منذ بدء سريان "الوقفة" هم زوجين باكستانيان مسنون ظلا فى الغوطة طوال فترة السبعة سنوات ولكنهم قرروا المغادرة عندما ازداد العنف. وقد ترك هو وزوجته اللذان غادرا يوم الاربعاء، وتم إيواؤهما في السفارة الباكستانية في دمشق، اثنين من الأبناء وثلاث بنات و 12 من أحفاده. وقال اكرم الذي كان يرتدي قبعة دافئة وذو لحية بيضاء مشذبة عندما تحدث الى مراسل وكالة فرانس برس في مدينة دوما الشرقية الرئيسية في دوما هذا الاسبوع "آمل ان يحميهم الله".