بعد عدة سنوات من الصراع بين تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا والعراق وليبيا، برزت القاعدة إلى الواجهة في سيناء، مما يمثل فصلا جديدا في المعركة الشرسة بين وهما المنظمتان.
وأصدرت جماعة تطلق على نفسها منبر سيناء بيانا على قناة برقية تابعة للجماعة يوم الثلاثاء قالت فيه إن القناة تعرضت للاختراق من قبل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن أصدرت بيان سابق يؤكد على هزيمة الإرهابيين في العملية الجارية سيناء 2018 التي أطلقتها قوات الأمن المصرية.
وظهر بيان على قناة برقية منبر سيناء قال فيه: "أغلقنا قناتك أعداء الله، وسنبقى على إغلاق قنواتك كلما أنشأت الآخرين، وسنجعلك تغلقهم خوفا من الإنهاء".
ويذكر أن منبر سيناء، التي يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم جند الإسلام الذي ينتمي إلى تنظيم القاعدة في سيناء، ينشر تحديثات عن الأحداث في سيناء، والشكاوى المتعلقة بظروف السكان، وتقارير عن الأخطاء التي لحقت بهم من قبل عمليات داعش. ولقد أوقفنا هجماتنا خلال حملة الجيش لدعم شعبنا في سيناء بينما هربوا - مثل تنظيم داعش - مثل الفئران وتخلوا عن أطفالهم ونساءهم، وسنواصل الكشف عن نهج هذه الجماعة المتعصب"، أعلنت منبر سيناء على قناة تيلغارم البديلة .
نشرت قناة تيليغرام المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية صورة حصلت على اعتراف بالهجوم الذي يستهدف الشركات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ووثقت اللحظات الأولى من استسلام تنظيم الدولة الإسلامية في إدلب بعد هزيمتهم على يد جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
لقد أصبح تنظيم الدولة الإسلامية منافسا مريحا لتنظيم القاعدة، المنظمة الأم. ويمثل زعماؤها جيلا جديدا من المسلحين الإسلاميين الذين انشقوا مع القاعدة في صراع على السلطة ومستقبل الثورة الإسلامية العالمية.
وتتشارك المجموعتان في نفس الهدف النهائي: إنشاء الخلافة العالمية، التي ستحكم تحت العلامة التجارية القاسية من الشريعة الإسلامية. لكنهم يتصارعون حول ما هي الاستراتيجية والتكتيكات الأفضل، وكذلك الذين يجب أن يقودوا الجهاد العالمي لبناء الخلافة.
عملية سيناء 2018
أطلقت مصر عملية سيناء 2018 يوم الجمعة في شمال سيناء ووسط سيناء ودلتا النيل والصحراء الغربية على طول الحدود التي يسهل اختراقها مع ليبيا. وأظهرت العملية الكفاءة العالية للجيش والشرطة المصرية في مكافحة التهديدات الإرهابية، دون أن تسبب أي خطر على السكان. كما أن العمليات العسكرية كانت حميمة جدا للمدنيين الذين أشادوا بالمعاملة الجيدة التي عانوا منها من الضباط والجنود الذين ينتشرون في قريتي الشيخ زويد ورفح وسيطروا على المنطقة.
وجاءت العملية ردا على هجوم مسجد الروضة بالقرب من العريش، الذي أسفر عن مقتل 313 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي. ويعتبر الهجوم الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث.
واعلن المتحدث باسم الجيش الكولونيل تامر الرفاعي في تصريح بثه التلفزيون صباح اليوم الجمعة ان القوات العسكرية والشرطة بدأت عملية امنية واسعة النطاق. وقال إنه بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء الشمالية، فإن ذلك سيتضمن إجراءات في دلتا النيل ووسط سيناء والصحراء الغربية على طول الحدود التي يسهل اختراقها مع ليبيا، معاقل التمرد المستمر لتنظيم الدولة الإسلامية الذي أسفر عن مقتل مئات من الجنود والشرطة المصرية.
وقال ريفاي ان عملية سيناء 2018 تستهدف "العناصر والمنظمات الارهابية والجنائية". ولم يحدد كم من الوقت سيستمر لكنه قال ان القوات البرية والبحرية والجوية. وقال ان القوات الجوية شنت هجمات ضد مخابئ المسلحين فى شمال ووسط سيناء، كما شددت البحرية السيطرة على الممرات المائية لقطع خطوط الامدادات.
وفى الوقت نفسه قال مصدر من وزارة الداخلية لوكالة انباء الشرق الاوسط ان البلاد رفعت حالة التأهب الامنى الى اعلى مستوى لها فى جميع انحاء البلاد فى ضوء "الحرب الشرسة" التى تقوم بها الشرطة بالتنسيق مع القوات المسلحة للقضاء على "جذور الارهاب" ".
وذكر المصدر انه تم تكثيف الاجراءات الامنية بالقرب من مؤسسات الدولة الرئيسية ودور العبادة والنقاط السياحية.
وكانت سيناء في حالة تمرد بعد الاطاحة بالرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي. وقد تم القبض على المسلحين وقوات الامن فى تبادل لاطلاق النار ادى الى مصرع المئات من المعسكرين. تحاول الدولة استعادة السيطرة على شمال سيناء المتضررة، مع تأمين الأقباط، حيث تم استهداف قوات الأمن في المنطقة على نطاق واسع خلال السنوات القليلة الماضية.