عاجل: وزير التموين يجتمع مع رؤساء مجالس إدارات شركات المطاحن لمتابعة انتظام منظومة الطحن وتطوير شركات المطاحن لدعم الأمن الغذائي

بين الكتاب والرغيف 

بين الكتاب والرغيف 

هل الثقافة يمكن أن تعتبر حرفة منها نتربح وعليها نعيش ومنها نأكل ونشرب ، أم أنه يكفي أن يتغذى عقلك فقط ، وليس مهماً غذاء الجسد !!!

هل الذين يبيعون الكتب ويكسبون منها يعرفون ما فيها ، وهل يفهمونه أو يناقشون معناه ، أم أنهم كمن يبيع اللحمة ولا يأكلها ، أو يبيع الملابس ولا يجد ما يلبسه على طريقة باب النجار- لا مؤاخذه - مخلّع 
أم أن المثقفون دائما فقراء ، والفقراء أحباب الله  فالمثقف من كثرة ارتباطه بالكتب والروايات يتحول إلى شاعر لا يؤمن بالتجارة ، ولا يجيد التربح من حرف الحياة ،وهذه هي بداية معاناة المثقف في كل زمان ومكان .


ولكني أعتقد أن الثقافة في عصرنا هذا لم تعد تغن عن أصحابها شئ ، لأن هذا العصر شعاره  إدفع الثمن واستلم أو أخرج ما في جيبك تتفتح لك الأبواب  ، لأنهم حين ذلك لايعنيهم هل أنت توفيق الحكيم ، أو حتى حمار الحكيم ، المهم هي العملة التي في بلدك صعبة أم سهلة ، فلن تتمكن من شراء ربع كيلو من اللحم بعشر كتب عن العولمة ، ولكن والحق يقال قد تستطيع ذلك بكتاب أو حتى صورة للراقصة الفلانية أيام شبابها !


إذن الثقافة لم تعد تلك التجارة التي يتربح من ورائها صاحبها ،ولم تعد سوى غذاء العقول فقط ولا شئ سوى ذلك، وهو شئ ليس بالقليل بالمناسبة ، حتى الذين لديهم مكتبات لبيع الكتب أصبحوا بالتدريج يحولونها إلى سوبر ماركت أو مركز محمول جرياً وراء المكسب ، وحتى لا تجري ورائهم الدّيانة ، وحتى أصلا الكتب لم تعد سهلة المنال فالكتاب اليوم باهظ الثمن ، ومعظم الكتب المتوفرة من نوعية "الزواج وأخره " أو  20 سنه كورة 

حتى أنني أذكر أن طلبت من أحد أصدقائي البحث عن كتاب " البخلاء للجاحظ " أو " البداية والنهاية لأبن هشام" فلم يجدهم في أي مكتبة من مكتبات جنوب الصعيد ، ولم يتيسر لي إقتناؤهم إلا من القاهرة بعد فترة طويلة ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;