وصل نائب الرئيس الاميركي مايك بينس الى اليابان اليوم الثلاثاء في مستهل جولة اسيا تستغرق اسبوعا في اولمبياد شتوية في كوريا الجنوبية، مؤكدا انه ليس لديه خطط لاجراء محادثات مع المسؤولين الكوريين الشماليين، فرصة الاجتماع. وستتزامن زيارة بينس الى كوريا الجنوبية هذا الاسبوع مع زيارة الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ نام الى كوريا الجنوبية في دورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت منذ ان انتهت الحرب الكورية بين 1950 و 1953 بهدنة وليس سلام معاهدة. وبحضور مسؤول كوريا الشمالية في دورة الالعاب الاولمبية رفع آمال المحادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين، توقف بينس عن استبعاد احتمال أن يجتمع مع كبار المسؤولين في كوريا الشمالية، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب يلقي ظلالا من الشك على المفاوضات الأمريكية مع بيونغ يانغ في أي وقت هكذا.
وقال بينس خلال زيارته لليابان انه لم يسعى الى اجراء محادثات مع المسؤولين الكوريين الشماليين فى دورة الالعاب ولكنه ترك الفرصة مفتوحة. وقال الرئيس ترامب انه يعتقد دائما في الحديث، ولكن لم أطلب أي اجتماعات. لكننا سنرى ما سيحدث ". بيد ان مسؤولا بالبيت الابيض حذر من "القراءة كثيرا" فى تعليق بنس قائلا "انه لن يذهب الى كوريا الجنوبية للتفاوض. لم يطرأ أي تغيير على السياسة ". تصر إدارة ترامب على أن أي محادثات مستقبلية يجب أن تستهدف كوريا الشمالية التخلي عن تطويرها للصواريخ النووية القادرة على ضرب الولايات المتحدة. واذا اجتمع بينس مع كيم رئيس هيئة رئاسة الجمعية الشعبية العليا فسيكون اكبر مسؤول امريكى يجتمع مع زعيم كوريا الشمالية منذ ان التقى الرئيس بيل كلينتون مع المارشال جو ميونج روك المبعوث الخاص لديم كيم جونج اون كيم جونغ ايل، فى البيت الابيض فى اكتوبر عام 2000.
وتعتقد الولايات المتحدة ان كوريا الشمالية التى ارسلت فريقا الى دورة الالعاب الاولمبية تستخدم هذا الحدث للدعاية الخام ويقول مسؤولون امريكيون ان بينس ستذهب الى هناك لمحاولة مواجهة ذلك. وكضيفه لحفل الافتتاح يوم الجمعة، جلبت بينس والد أوتو وارمبير، وهو طالب أمريكي سجن في كوريا الشمالية لمدة 17 شهرا وتوفي في يونيو 2017 من نقص الأكسجين والدم إلى الدماغ.
كما يزور بينس نصب تذكاري ل 46 بحارا من كوريا الجنوبية قتلوا في عام 2010 في غرق سفينة حربية حملتها سول على هجوم طوربيد كوري شمالي. وقال مسؤول في البيت الابيض اليوم الاثنين ان "نائب الرئيس سيكون هناك مع السيد وارمبير في مراسم الافتتاح ... لتذكير العالم بالفظائع التي تحدث في كوريا الشمالية".
وقد رحبت كوريا الجنوبية التي تضم حلفا مقربا من الولايات المتحدة تستضيف حوالى 28500 جندي اميركي، وهو ارث من الحرب الكورية، بفريق كوريا الشمالية الذي يشكل جزءا من الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بعد ان اجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة العام الماضي وسلسلة من الاختبارات الصاروخية ، في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي.
اعلنت الولايات المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء ان كوريا الشمالية قد تكون فقط اشهر من القدرة على ضرب الولايات المتحدة بصاروخ باليستي نووي في حين قالت كوريا الشمالية ان واشنطن تدرس ضربة وقائية. وجاء هذا الاشتباك فى مؤتمر نزع السلاح الذى ترعاه الامم المتحدة بعد ايام من اعلان ادارة ترامب انها ستوسع قدرتها النووية.
وقال ترامب انه يأمل في ان "يأتي شيء جيد" من مشاركة كوريا الشمالية في العاب بيونغشانغ الا ان مستشاريه يرى ان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون يحتضن الالعاب كواجهة للنوايا الحسنة والتعاون الدولي.
وخلال زيارة بينس ترغب واشنطن فى الحفاظ على التركيز على تجاهل الشمال للدعوات لوقف برنامجها النووى واقناع الحلفاء بمواصلة الضغط على بيونج يانج، حسبما ذكر مسؤولون فى وقت سابق. بيد ان هناك توترات بين الشكوك الامريكية وتفاؤل رئيس كوريا الجنوبية مون جاى الذى يريد استخدام الالعاب لتحسين العلاقات مع الشمال وفتح الباب امام المحادثات النهائية حول برامج الاسلحة.
وقال لي هي-بيوم رئيس الالعاب للصحافيين "من خلال مشاركة كوريا الشمالية، تم تحقيق" اولمبياد السلام "وهذا سيؤدي الى تعزيز العلاقات بين الكوريتين. في اليابان، التي لديها أكبر تركيز من مشاة البحرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة وموطن الأسطول السابع الأمريكي القوي، وسوف يزور بينس قوة الدفاع الذاتي اليابانية باتريوت باك-3 بطارية الصواريخ، والتي من شأنها أن تكون خط الدفاع الأخير لليابان ضد واردة الرؤوس الحربية الكورية الشمالية.
كما سيجرى محادثات مع رئيس الوزراء شينزو ابي ووزير المالية تارو اسو وسيتناول القوات الامريكية فى قاعدة يوكوتا الجوية بالقرب من طوكيو قبل ان يتوجه الى كوريا الجنوبية يوم الخميس. وقد وصلت العبارة الكورية الشمالية، التى تستفيد من إعفاء نادر من العقوبات من سول، الى الجنوب يوم الثلاثاء، وتحمل اوركسترا قوامها 140 فردا ستؤدى بالقرب من بيونج تشانج وفى العاصمة سول. كان في استقباله حشود المتظاهرين، وبعضهم يحمل صور كبيرة من كيم جونغ أون مع بلا وكانت سيول قد حظرت جميع السفن الكورية الشمالية التي تدخل موانئها بعد هجوم الطوربيد الكوري الشمالي في عام 2010 - الحدث الذي سيحتفل به بينس خلال زيارته.
وفي اشارة الى ان التوتر لا يزال مرتفعا بين واشنطن وبيونغ يانغ، وصفت صحيفة رودونغ سينمون التي تديرها الدولة الكورية الشمالية ترامب في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء بانها مجنونة كانت تشوه البلاد بالحديث عن الاضطهاد الكوري الشمالي. وقال في تعليق "هذا هو الاستفزاز الذي لا يحتمل، والدوافع السياسية والابتزاز الاستبدادي ...".