أعلنت الدولة الإسلامية في أحدث فيديو لها بالتزامن مع عملية سيناء الشاملة عام 2018 أن أحد الشبان المصريين الذين زعمتهم برامج تلفزيونية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين اعتقلتهم الشرطة، قد انضمت إليهم بالفعل كإرهابي في سيناء منذ فترة طويلة.
في الفيديو الذي صدر في 11 فبراير / شباط، يبدو عمر إبراهيم الديب يضحك، قائلا كيف استهدف هو وزملاؤه "بفخر" عدة نقاط تفتيش تابعة للجيش والشرطة المصريين. واضاف "اننا نتقوى كل يوم. ونعدكم بأيام أكثر قساوة قادمة ". وكانت الرسالة المقصودة للفيديو هي القول بأن الجماعة الإرهابية لم تتأثر بعملية الجيش الأخيرة؛ لكنهم أثبتوا أن وسائل الإعلام التابعة للإخوان كانت تكذب. وأظهر الفيديو عددا من المراسي المعروفة التي تقول أن ديب كان يدرس في الخارج وأن ذنبه الوحيد هو أنه ابن أحد كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين.
وقال أحد المراسلات التلفزيونية: "عندما عاد إلى منزله لأسرته، اعتقلته الشرطة"، مدعية أنه كان اختفاء قسريا. لقد ترك عمر منزله وأسرته وضمنا إلى سيناء بعد أن علمنا أن طريقة الإخوان المسلمين ليست الطريقة الصحيحة أو الصحيحة لتنفيذ الشريعة الإسلامية داخل المجتمعات".
ويهدف الفيديو، الذي مليء بالدم والهجمات الإرهابية على الجيش والشرطة وحتى المدنيين في سيناء، إلى توجيه رسائل تهديد للمصريين، وحثهم على عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة كناخبين. وقال أحدهم في الفيديو: "ابتعد عن التصويت، لأنهم أهدافنا المقبلة". ووصف الديمقراطية بأنها "خيانة" والسلام بانه "عار". وفي رسالة صارمة تؤكد نوايا مصر الجادة في القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن عملية عسكرية كبرى جديدة أطلق عليها اسم "العملية الشاملة سيناء 2018" في 9 فبراير / شباط لتطهير دولة الإرهاب والحفاظ على أمنها واستقرارها. هذه العملية لها معان ورسائل صارمة وواضحة جدا يجب تسليمها للعالم أجمع. يقول محمد الشهاوي ل هيومن رايتس ووتش يوم الجمعة 9 فبراير / شباط إن الجيش قادر تماما على حماية وطننا وتصميمه على اقتلاع الإرهاب من الدولة بأسرها وخاصة سيناء.
واضاف ان هذه العملية سترفع معنويات اعضاء القوات المسلحة وتزيد من كفاءتهم القتالية. واضاف "ان هذه العملية لن تنتهي فقط في يوم واحد. واعتقد ان الامر سيستغرق وقتا وجهدا وليس بسبب رد الميليشيات الا اننى اعتقد ان الجيش لن ينهى العملية حتى ينجز كل اهدافه ".
وأصدر الجيش بيانين بالفيديو يعلنان بدء العملية. وأصدر تامر الرفاعي الناطق باسم الجيش بيان الجيش "البيان 1 من القيادة العامة للقوات المسلحة" على التلفزيون الحكومي. وأوضح بالتفصيل إطلاق العملية وحالة التأهب القصوى المعلنة في مختلف المحافظات.
وفى الوقت نفسه قالت وزارة الداخلية انها ترفع حالة التأهب والاستعداد الامنى الى اقصى مستوى فى جميع انحاء البلاد وتتخذ كافة الاجراءات الوقائية للحفاظ على الامن فى جميع انحاء البلاد وخاصة فى ضوء العمليات الشرسة التى تقوم بها قوات الشرطة بالتنسيق مع القوات المسلحة، للقضاء على الإرهاب. ومنذ ذلك الحين، وحتى يوم الاثنين 12 فبراير، تم الإفراج عن خمسة بيانات، بما في ذلك النتائج الأولية للعملية العسكرية.
وقال البيان الخامس الصادر عن القوات المسلحة المصرية يوم الاثنين ان "قوات الامن المصرية دمرت 60 هدفا وقتلت 12 ارهابيا بعد تبادل اطلاق النار واعتقلت 92 مجرما واستولت على 20 مركبة استخدمها ارهابيون لتنفيذ اعمال ارهابية". وفى اليوم الرابع على التوالى من العملية الامنية الشاملة دمرت القوات العسكرية والامنية المصرية 30 مخبئا يستخدمها المسلحون لتنفيذ هجماتهم ضد افراد الجيش والشرطة وكذا المدنيين.
وكشف البيان عن اكتشاف 23 عبوة ناسفة وإزالة مفعولها، كما تم حرق سبعة مزارع من الماريجوانا، بالإضافة إلى العثور على أكثر من نصف طن من الأدوية الجاهزة للاستخدام الفوري. واوضح الرفاعي ان اربع سيارات تحمل ذخيرة واسلحة و 27 دراجة نارية استهدفتها القوات الجوية.
قضية عمر ليست الأولى ولم يكن عمر اول من ادعى انه اختفى في القاهرة بينما اتهم الشرطة المصرية بتدبيره. وضغط الإخوان المسلمين المحظورون على الدولة المصرية على مزاعم بأن قوات الأمن اعتقلت وأخفت سرا أعضائها ومؤيديها حتى يتمكن الإخوان من اتهام زائف ومقاضاة الدولة المصرية في المحاكم الدولية. في عام 2016، نجحت قوات الأمن المصرية في التعرف على المتطرفين في محافظات الدلتا الذين جندوا الشباب، خداعهم بأنهم سيحصلون على الكثير من المال عند قتالهم من أجل تنظيم الدولة الإسلامية المتشددة في سوريا والعراق.
ومن ناحية أخرى، لم تكن هذه الأسر المعينة من الشباب تعرف على تجنيد أبنائها لتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة الأخرى. ولذلك، فإنهم يتهمون مباشرة قوات الأمن باحتجاز أبنائهم. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في أغسطس / آب 2016 أن شقيقين شكلوا خلية إرهابية في محافظة الشرقية، حيث أقنعوا الشبان "بأهمية وضرورة الجهاد في ليبيا وسوريا ضد جيوشهم الوطنية". ووفقا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كشفت التحقيقات أن الادعاءات الكاذبة التي ادعى بها الإخوان المسلمين المحظورون الذين اتهموا قوات الأمن باعتقال وتعذيب وإخفاء أنصار الجماعة لا أساس لها من الصحة بعد الكشف عن تلك الخلية الإرهابية في محافظة الدلتا.
وفي أغسطس / آب 2017، نشر شريط فيديو مدته 25 دقيقة على منصات التواصل الاجتماعي يكشف أن الطالب محمد مجدي الدلاي قد انضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة، على الرغم من الادعاءات الواسعة الانتشار بأن قوات الأمن اختطفته. وظهر دلاي في شريط الفيديو مع الكاتب مصعب المصري، وكان يقرأ الكلمات الكراهية والأفكار التخريبية التي سعت إلى نشر الفوضى في جميع أنحاء المجتمع المصري.
وقيل إن الطالب اختفى بعد اعتقاله قسرا قبل عامين. في وقت سابق في أبريل 2015، تلقى مركز شرطة رومانا في شمال سيناء تقريرا بشأن اختفاء الطالب، الذي ولد في محافظة كفر الشيخ.
في 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2015، شهد فندق سويس إن في مدينة العريش انفجارا كبيرا من سيارة مفخخة. وقد تمكن احد المهاجمين من الدخول الى الفندق حيث اصيب عدد من الاشخاص بجراح وقتلوا نتيجة اطلاق النار والتفجير الانتحارى اللاحق. واعلنت السلطات عن مقتل سبعة اشخاص على الاقل بينهم اثنان من القضاة في العريش للاشراف على الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي جرت في اليوم السابق. وأعلنت ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها في بيان صدر في وقت لاحق من نفس اليوم. في وقت لاحق، تم الكشف عن أن أحد المهاجمين "اختطف" من قبل قوات الأمن المصرية. بيد أن الهجوم الإرهابي كشف أنه انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية دون علم أسرته التي اتهمت الشرطة باختفاء ابنهما.