تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تزال تسيطر على أعمدة الرأي والمقالات التي كتبها شخصيات إعلامية بارزة في مصر يوم السبت. جاءت تصريحات السيسي خلال حفل تنصيب حقل ظهر للغاز الطبيعي في محافظة بوست سعيد يوم الأربعاء. وفي صحيفة الأهرام الحكومية، أشاد مكرم محمد أحمد بتدشين حقل زهر، ووصفه بأنه "أحد عجائب المصريين". ورأى أن حقل الزهر سيحسن الظروف المصرية الصعبة. وذكر مكرم أن زهر سيسهم في تغيير مسار الدولة المصرية وسط ظروف متغيرة. واضاف "ان المصريين لديهم فرصة لاثبات للعالم باسره انهم قادرون على القيام بالمستحيل في وقت قصير".
وتناولت صحيفة الوفد الحزبية في أرائها الجو السياسي في مصر والمؤامرات الخارجية التي تستهدف الأمن القومي المصري. وأوضح وجدي زين الدين الرسائل الرئيسية، من وجهة نظره، بأن السيسي توجه إلى وسائل الإعلام خلال مراسم زهر الميدانية.
وقال زين الدين إنه يتعين على الصحافة المصرية أن تلتزم بموضوعية ومعايير تغطية محايدة حتى تلعب الصحافة دورا أساسيا في تعزيز الأمن والنظام في دولة مصر. واضاف "ان رسالة السيسي الى وسائل الاعلام يمكن ان تفسر على انها توجيه الى التمسك بموضوعية كاملة من اجل البقاء على مؤامرات ضد مصر وسط مؤامرات مرعبة ومروعة ضد الامن القومي المصري".
كتب الكاتب المصري عباس الطرابيلي في صحيفة الوفد عن الخلافات التي جرت بين أعضاء حزب الوفد مؤخرا بعد انسحاب الحزب من اقتراح السيد البدوي في الانتخابات الرئاسية.
وقال الطرابيلي: "بعد تسعة أشهر، سوف يحتفل الوفد بذكرى مرور قرن واحد على تأسيسه في عام 1918 كأول نتيجة ملموسة لثورة 1919".
وتحدث عماد الدين حسين في جريدة الشروق عن "الرسائل الخفية" في تصريحات السيسي خلال حفل الزهور وخلال مؤتمر "حكاية الأمة" قبل أسبوعين.
وقال حسين "عندما قال السيسي إنه لن يسمح لشخص فاسد أن يصبح رئيسا، أثبت أن هناك حقائق محددة تعرض على الأجهزة الأمنية حول بعض التحركات على الأرض التي لا يريد السيسي الكشف عنها للمصريين".
وحذرت رسائل السيسي العديد من الأطراف بأن أي محاولة لزعزعة الأمن المصري لن تغفر أبدا.
ورأى حسين ان السيسي سعى الى ارسال رسائل تحذيرية الى طرفين هما رئيس اركان الجيش السابق سامي عنان ومؤيديه والقوى السياسية التي دعت الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر ان تجري في 26 و 28 اذار / مارس.
واضاف ان "الدوائر الحكومية تعتقد ان دعوات المقاطعة هي محاولات للانقلاب ضد الدستور". واضاف "هناك حاجة الى حلول سياسية عاجلة".
واعرب عماد الدين اديب في صحيفة الوطن عن غضبه ازاء الاعلام والاعلام الصحفي في مصر متهما اياه بتزويده بقصص اخبارية وانعدام المصداقية. وقال أديب: "نشهد حقبة من الصحافة دون صحفيين، وأخبار دون مصادر وبيانات لم يتم منحها أبدا".
وحذر أديب الكتاب الذين اعتادوا على اختلاق قصص إخبارية أنهم سيواجهون اتهامات قانونية يوما ما. "أنت [الكتاب الذي تحدث عنه أعلاه] لن تفلت من عقاب الله على الجرائم التي ارتكبتها ضد الإنسانية والإعلام".
وتساءل محمد الأمين في صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عما إذا كانت ظاهرة ما يسمى ب "زوار الفجر" قد ظهرت مرة أخرى أم لا. يشير "زوار الفجر" إلى ضباط أجهزة الأمن الوطني الذين كانوا "يزورون" ويعتقلون "المدعى عليهم" في القضايا السياسية عند الفجر.
وأعلنت إحدى جماعات المعارضة التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية أنه تلقى تهديدا عبر مكالمة هاتفية من عدد غير معروف. وتساءل أمين عما إذا كان هذا الادعاء صحيحا أم لا، مضيفا "هل هناك حقا دعوات تهدد السياسيين؟ أم أن هذه المزاعم تهدف إلى دفع إسفين بين النظام المصري والسياسيين ". واستبعد أمين إمكانية ظهور ما يسمى "زوار الفجر" مرة أخرى في الميدان العام بعد ثورتين شعبيتين ضد هذه الأعمال القمعية. وقد تبين أن هذه الظاهرة ستضر بالصورة والسمعة المصرية على الصعيد العالمي.