صادقت اللجنة الأولمبية الدولية السبت على الاتفاق الذي توصلت اليها الكوريتان بمشاركة الشمال في الاولمبياد الشتوي الذي يستضيفه الجنوب الشهر المقبل، بـ22 رياضيا في ثلاثة ألعاب، مؤكدة في الوقت ذاته بأن الجارتين ستمشيان معا في حفل الافتتاح. وكشف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ عن الموافقة على مشاركة الكوريتين في فريق نسائي موحد في لعبة الهوكي على الجليد، معتبرا من لوزان بعد اجتماع مع مسؤولين رياضيين وسياسيين من الكوريتين بأن "اليوم يشكل محطة رئيسية من رحلة طويلة".
وتابع باخ "نأمل أن تفتح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الباب امام مستقبل اكثر اشراقا في شبه الجزيرة الكورية، وندعو العالم الى الانضمام للاحتفال بالأمل".
وسبق أن أعلنت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب بأن الكوريتين اتفقتا على ان يسير وفداهما جنبا الى جنب في افتتاح اولمبياد بيونغ تشانغ المقرر بين 9 و25 شباط/فبراير، كما اتفقتا على المشاركة ايضا في فريق موحد في الهوكي للسيدات، لكنهما كانا بحاجة الى مصادقة اللجنة الأولمبية الدولية التي أعطت مباركتها للخطوة السبت في لوزان.
وتم اتخاذ هذه القرارات بعد اجتماع ضم مسؤولين عن البلدين خلال ورشة عمل في قرية بانمونجوم الحدودية حيث تم توقيع وقف اطلاق النار بين الدولتين وهي منطقة منزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية.
وسيمكث الرياضيون الـ22 المشاركون في الالعاب في قرية "غانغنونغ" الاولمبية، بحسب ما اشارت اللجنة الاولمبية الدولية. ويشارك الرياضيون في التزلج الالبي، التزلج الشمالي، التزحلق الفني على الجليد، التزحلق السريع والهوكي على الجليد للسيدات. وتبعد غانغنونغ، احد قريتين في الالعاب، 20 كلم شرق بيونغ تشانغ، وستكون مخصصة تقريبا لرياضيي التزحلق. ومن المتوقع ان يقوم وفد من كوريا الشمالية بزيارة المنشآت الاولمبية الاسبوع المقبل في مدينة بيونغ تشانغ المضيفة حيث ستقام الالعاب على بعد 80 كلم من الحدود بين الكوريتين.
ومشاركة الدولتين بوفد موحد خلال حفل الافتتاح سيحصل للمرة الرابعة في تاريخ الالعاب الاولمبية: مرتان في الالعاب الاولمبية الصيفية في نسختي سيدني عام 2000 وفي اثينا 2004، مقابل مرة واحدة في دورة الالعاب الشتوية في تورينو عام 2006.
- علم موحد -
وكشفت اللجنة الأولمبية الدولية أن الوفد المشترك "سيسير الى الملعب الأولمبي خلف علم كوريا الموحدة" يحمله معا رياضيان من الطرفين، كما سيصمم زي موحد خصيصا لهذا الحدث.
وسترسل كوريا الشمالية 24 مسؤولا و21 ممثلا اعلاميا الى بيونغ تشانغ بحسب ما كشف باخ، لكن يتعين على سيول واللجنة الأولمبية الدولية أن تضمنا عدم انتهاك العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ من الأمم الأمم المتحدة.
وتحظر تدابير مجلس الأمن حاليا تحويلات نقدية الى الشمال، في حين وضعت الأمم المتحدة ايضا قائمة سوداء بأسماء المسؤولين المرتبطين بنظام بيونغ يانغ الستاليني، والأفراد الذين سيحضرون الى بيونغ تشانغ لحضور الألعاب قد يشكلون مشكلة في هذا الإطار. وشاركت كوريا الشمالية في سبع من آخر 12 دورة شتوية، وآخرها في فانكوفر عام 2010، لكن وجودها في بيونغ تشانغ يشكل انقلابا دبلوماسيا كبيرا. ولا تزال الكوريتان في حرب من الناحية التقنية منذ انتهائها بهدنة وليس معاهدة سلام عام 1953.
من المؤكد أن قرار الشمال بالمشاركة اراح الجار الجنوبي، وبدد مخاوف سادت خلال معظم فترة التحضير، لاسيما لجهة أمن الألعاب وتأثيره على مبيعات التذاكر.
وتبدو الأجواء أكثر إشراقا وأقرب الى الارتقاء لمستوى تسمية "أولمبياد السلام" التي أطلقت على الألعاب، بعدما كان الموعد الأولمبي المرتقب قد تأثر سلبا بقرار اللجنة الأولمبية الدولية منع الرياضيين الروس من المشاركة على خلفية فضائح التنشط الممنهج التي طالت بلادهم، لاسيما خلال النسخة الأولمبية السابقة في سوتشي 2014.
واتخذت كوريا الشمالية التي قاطعت دورة الالعاب الصيفية في سيول عام 1988، قرارها اوائل الشهر الحالي على حضور أول أولمبياد لها في الجار الجنوبي، بعد محادثات أدت الى نزع فيتل التوتر في شبه الجزيرة الكورية، الناجم عن برنامجها النووي واختباراتها الصاروخية.
وعلى رغم أن ريوم تاي-أوك وكيم جو-سيك (التزحلق الفني على الجليد) هما الرياضيان الوحيدان اللذان تأهلا للتنافس - لكنهما تأخرا عن الموعد النهائي لتسجيل اسميهما في الألعاب، لكن الأولمبية الدولية مددت مهلة تسجيل الرياضيين الشماليين.
ووفقا للتقارير، قد يقيم وفد كوريا الشمالية الذي سيضم فريق المشجعات "جيش الجميلات"، على متن سفينة سياحية قبالة مدينة سوكشو.