وفى هذا الإطار، يقول مينا كامل أسعد، أستاذ اللاهوت الدفاعى، إن الفن فى واحد من تعريفاته هو تجسيد للواقع والمجتمع، وكل فنان يتأثر ببيئته ومحيط مجتمعه والثقافة القادم منها، والتى شكلت جزءًا من وجدانه، وتترك سماتها على فنه، سواء كان لوحة أو مقطوعة موسيقية أو لحنًا.
لهذا فمحاولة رسم السيد المسيح بشكل مختلف لا يقلل من العقيدة فى شىء، بل هو إثبات أن المسيحيين حول العالم يعتبرون أن المسيح هو قريب لهم وجزء من ثقافتهم الخاصة.
وقال أستاذ التاريخ الكنسى، شريف مرقس، إن الرسالة المسيحية هى رسالة محبة، وإذا كان رسم الصور للسيد المسيح جاء ليصور يسوع القريب المحب للبشر فلا مشكلة فيها، مضيفًا أنه على مدار القرون المختلفة للمسيحية تأثرت الصور والأشكال واختلفت حتى فى البلدة الواحدة، فعلى سبيل المثال فى مصر يوجد فى بعض الأديرة التى بنيت فى العصور الرومانية صور للمسيح واسع العينين وكبير الجبهة ونحيف الوجه، كما فى الفن الرومانى، وتأثر أيضًا الفن القبطى، فرسم المسيح بشكل أكثر جدية عما هو عليه الآن، ما يعنى أن الفنون هى وليدة عصرها، ولا تنبع من الثقافة التاريخية فقط، لكن بالظروف البيئية والتوقيت الزمني.