تابعت الجماهير المصرية والعربية بالأمس نجمها المحبوب " محمد صلاح " وهو يحصد جائزة الكاف لأفضل لاعب فى القارة الإفريقية عن عام 2017 وهى الجائزة التى انتظرتها الجماهير المصيرية بشغف لسنوات طويلة وأجيال عديدة قاربت ال35 عام منذ فوز الأسطورة محمود الخطيب بجائزة فرانس فوتبول كأفضل لاعب فى القارة الإفريقية عام 1983.
واقع جميل يعيشه الشعب المصري فى نموذج نجاح وبهجة رائعة اسمها المصري " محمد صلاح " لاعب نادى ليفربول الإنجليزي . واقع يرى فيه المواطن المصري البسيط حياته بكل تفاصيلها من نشأة فى قرية فقيرة تعاني ، من معاناه فى الذهاب من القرية إلى نادى المقاولون العرب يومياً للتدريب وهو فى سن ال14 عام . معاناه فى المواصلات العديدة ، معاناه من المجهود البدنى والذهني . ولكنه الإصرار على التحدي والنجاح وعد الإستسلام لكافة إحباطات الحياه من حوله .
هل شاهدت الجماهير على المقاهى وهى تنتظر نجمها المحبوب بكل شغف مع كل مباراة رسمية لمحمد صلاح ابن محافظة الغربية منذ أن كان لاعباً فى نادى بازل السويسري فى عام 2012 وقت ان كان عمره عشرون عاماً مروراً بأندية تشيلسي الإنجليزي ثم فيورنتينا الإيطالى ثم روما الإيطالى والآن ليفربول الإنجليزي .
تنتظر الجماهير نجمها المحبوب وهو دائماً طوال مسيرته الإحترافيه وحتى الآن يكون عند حسن ظن جماهيره حتى وإن صادفه سوء التوفيق في بعض المحطات الأوروبيه فهو لا يخذلهم أبداً ببذل أقصى جهد فى كل مبارياته سواء فى مسيرة إحترافه أو مع منتخب بلاده وهو ماكانت تفتقده الجماهير دوماً مع محترفيها عندما يصيبهم التعالى والغرور عندما يرتدون قميص المنتخب خوفاً من الإلتحامات والإصابات حتى لا تتأثر مسيرتهم مع أنديتهم .
تنتظر الجماهير نجمها المحبوب ليس فقط لمهارته بل لالتزامه الأخلاقي وتواضعه الشديد فارتبطت معه بعلاقه وطيدة يُغلفها الحب والإحترام وللأسف الشديد هذا النموذج نفتقده كثيراً فى الملاعب المصريه أو مع محترفينا السابقين . فمنهم من أهمل فى حق نفسه فاختفى سريعاً ومنهم من أصيب بالغرور والتعالي فسقط فى النهاية أيضاً . أما محمد صلاح فقدوته الأسطورة محمود الخطيب والخلوق محمد ابوتريكه وهذا سر نجاحه حتى الآن . فهناك فارق كبير أن تتواصل مع أصدقاء السوء فتنجرف للهاوية أو تتواصل مع كل ماهو ملتزم وناجح فيدفعوك للنجاح والتميز والتقدم .
ألقاب كثيرة وأرقام قياسية عديدة يحققها هذا النجم الكبير فى كل خطوة من خطواته سواء مع منتخب بلاده أو فى محطته الإحترافية الحالية مع فريق ليفربول الإنجليزى نذكر منها على سبيل المثال :-
أحرز مع منتخب بلاده 32 هدفاً دولياً وهداف تصفيات كأس العالم لدورتين متتاليتين 2014 – 2018 أخفق المنتخب فى الوصول لكأس العالم فى الأولى ونجح فى الوصول الآن لكأس العالم بروسيا بفضل أهداف محمد صلاح الخمسة والحاسمة وآخرها هدفي مباراة الصعود أمام الكونغو واستطاع محمد صلاح أن يُسجل فى كل فرق المجموعة ( غانا – أوغندا – الكونغو ) .
أهداف محمد صلاح ال32 مع المنتخب الوطنى وضعته فى المركز الأول بلامنازع فى عدد الأهداف التى سجلها لاعب بقميص منتخب مصر فى سن 25 عام . و تضعه فى المركز الخامس في قائمة هدافي منتخب مصر عبر التاريخ بفارق هدف وحيد عن أحمد حسن صاحب المركز الرابع ، 6 أهداف عن النجم محمد أبوتريكه صاحب المركز الثالث ، 10 أهداف عن الأسطوره حسن الشاذلي صاحب المركز الثانى ، بينما يأتى حسام حسن فى الصدارة برصيد 69 هدف .
فى الدورى الإنجليزى يحتل النجم المصري المركز الثانى فى قائمة هدافي الدورى برصيد 17 هدف فى رقم قياسي غير مسبوق لأى لاعب مصري أو عربي محترف فى الدورى الإنجليزى وبفارق هدف واحد عن متصدر القائمة هارى كين لاعب توتنهام .
في بطولة أوروبا يحتل محمد صلاح المركز الثانى فى قائمة أفضل اللاعبين العرب تسجيلاً للأهداف فى بطولات أوروبا برصيد 8 أهداف خلف النجم الجزائرى المعتزل رابح ماجر برصيد 12 هدف ومتساوياً مع ياسين ابراهيمى الجزائري لاعب نادى بورتو البرتغالي والمغربي مروان الشماخ .
يحتل صلاح المركز الثانى فى أفضل هدافي ليفربول فى مختلف المسابقات فى موسم واحد برصيد 20 هدفاً خلف الأورجويانى لويس سواريز لاعب ليفربول السابق وبرشلونه الحالى برصيد 31 هدفاً فى موسم 2013-2014.
رسالة إلى كل أسرة مصرية " اطلقوا العنان لأبنائكم ولمواهبهم ولإبداعاتهم ولا تُضيقوا عليهم في نظام تعليمي عقيم مُحبط يُدخلهم في دائرة مُغلقة تقتل كل موهبة وإبداع بداخلهم . اطلقوا العنان لمواهبهم أياً كانت رياضية - فنية - موسيقية وتأكدوا أن هذا سيُحدث فارق كبير جداً داخل نفوسهم ويجعل لحياتهم معنى جميل وراقي وهدف سامي سيُشكل شخصيتهم ونفسيتهم في المستقبل . لاتقتلوا الحلم بداخل ابنائكم .
فى النهاية مليون مبروك لنجم مصر محمد صلاح فوزه بجائزة أفضل لاعب في القارة الإفريقية لعام 2017 . بالفعل محمد صلاح حالة شديدة الخصوصية يشعر معها المواطن المصري بالنقاء والنجاح وسط حاله من الإحباط الشديدة لكثير من الشباب الناجحين فى مجال عملهم ولكنهم لم يجدوا الفرصة لإحتواء أو إظهار موهبتهم أو تقديرها بالشكل المطلوب .