لم تقتنع سيلفي بكلام الطبيب، وخالت ان حملها هو السبب في التطمينات التي سمعتها. قال لها الطبيب الثاني الذي استشارته انها فقاعة لا علاج لها. وأضاف الطبيب: “زوريني بعد سنة من اليوم لنرى ما اذا كانت نسبة المياه قد انخفضت في شبكة العين ما يساعد في اجراء عملية لايزر”. نصح الطبيب سيلفي بالتعايش مع حالتها، وبدأ يلقنها كيف يمكنها ان تقود السيارة رغم انحجاب الرؤية عن عينها اليسرى.
في هذه المرحلة بدأت سيلفي تتأكد ان حالتها ستطول. فبعثت فحوصها الى فرنسا، فحصلت على الاجابة نفسها. تزامن ذلك مع موعد اجراء عملية الاجهاض التي ستخضع لها المريضة للتخلص من الجنين الميت في احشائها. لكن الطبيب نصحها بعدم اجراء العملية كي لا تؤثر على عينها أكثر، فتستيقظ عمياء.
وذكر موقع النهار أنّ سيلفي أجرت المزيد من الفحوص، فوجدت ان البنج لن يؤثر في عينها. في هذه الاثناء بدأت تلجأ الى مار شربل، وتمسح جفنها ليلاً بزيت من عنايا. في 5 حزيران، خضعت سيلفي لعملية الاجهاض. وفي ليلة عيد ميلاد مار شربل لم تعد سيلفي تستطيع الرؤية بشكل شبه كامل في عينها اليسرى.
طرحت سيلفي على زوجها فكرة زيارة مار شربل، وأصرت على طلبها. الساعة الحادية عشرة وصلت الى القداس ولم تكن قادرة على الرؤية في عينها. وخلال القداس، شعرت سيلفي بحريق كبير في عينها. الدموع انهمرت من عينها. شكت أمرها لزوجها الذي طالبها بالصبر ريثما ينتهي القداس. ولكن سيلفي لم تعد قادرة على فتح عينها.
انتهى القداس، واذا بسيلفي تلتفت شمالاً. ظهرت في وجهها صورة مار شربل التي لم تكن قادرة على رؤيتها. حصل ذلك يوم السبت. وكانت سيلفي تنتظر موعداً لدى الطبيب نهار الاثنين. شعرت سيلفي عندما خرجت من القداس انها ترى، وكأن الحالة التي اصيبت بها اختفت. ووجدت انها قادرة على قراءة أرقام السيارات التي لم تكن تستطيع رؤيتها. صارحت زوجها بالموضوع، الذي قال لها ان عليها التأقلم حالياً مع حالتها.
التزمت سيلفي الصمت، وصراع داخلي يعتريها. اذ لم تكن تعي ماذا حصل معها حقيقة. وتساءلت: هل ما حصل أعجوبة؟ يوم الاثنين، كان الموعد المحدد مع الطبيب الذي أجرى لها فحص النظر. استطاعت سيلفي قراءة الأحرف مما أثار ذهول طبيبها الذي بادر الى سؤالها: “مع اي من القديسين عملتي؟” هنا تأكدت سيلفي ان اعجوبة حصلت معها. وأكد الطبيب مجدداً ان ما حصل مع سيلفي لا علاج له. وفي حال ارادت تحسين نظرها، كان عليها ان تنتظر عاماً كاملا للخضوع لعملية لايزر لتحسين النظر لا أكثر.
وتقول سيلفي للنهار واصفةً المشهد: “تأثر الطبيب أمامي. وقال لي ان ما حصل معي أعجوبة. وسألته اذا كان سيباشر بفحوص جديدة. فأجابني ان لا حاجة للفحوص لأن الفقاعة ستعود لتظهر، ولكن المهم انك ترين”.
عادت سيلفي الى عملها، وفق ما تقول، فنصحها الزملاء والاصدقاء بتسجيل الاعجوبة. لكنها انتظرت ولم تتخذ هذا القرار. حتى ان الصيدلي الذي تشتري سيلفي الأدوية منه، نصحها بتسجيل اعجوبتها.
سيلفي انتظرت اشارة جديدة من مار شربل لتسجيل اعجوبتها والتأكد من ان ما حصل معها كان بقدرة الهية. وتقول في هذا الاطار: “اتصلوا بي من التأمين الصحي بعد يومين، وقالوا ان التأمين انتهت مدته، ولكن لن يُجدد في ما يخص العين اليسرى التي يعتبر ضررها دائما. فأجبتهم انني أرى وأن وضعي بات طبيعياً. لكنهم هزئوا مني وأجابوني “صايرة معك أعجوبة؟”. عندها طلبت ان اخضع لفحصٍ للنظر من شركة التأمين لتبيان ما اذا كنت أرى أم لا. وعلى هذا الأساس يُجدد التأمين من عدمه”.
اعتبرت سيلفي ان ما حصل معها مع شركة التأمين اشارة من مار شربل. دفعها ذلك الى اجراء فحوص لدى الطبيب أعطاها إثره تقريراً يؤكد انها ترى. وقال لها الطبيب: “لا تتأخري في زيارة عنايا. اشكريه وصلّي لأجلنا”.
وهكذا تسجّلت أعجوبة سيلفي في عنايا حاملةً الرقم 35 بعد عيد مار شربل. وجاء في شرح الأعجوبة التالي: “السيدة سيلفي هاروتيون خوروزيان زوجة وليد القدوم امٌ لولد وهي من مواليد البوشرية 1985 ومقيمة في عوكر. وكما تخبر عن حالتها: “في 28 من شهر حزيران 2017 استفقت من النوم لأتفاجأ بانني لا ارى بعيني الشمال فذهبت فورا لمراجعة الدكتور انيس رزق في مستشفى رزق،
وبعد الفحوص والصور قال لي بأن شبكة العين معبأة بالمياه وبعدة طبقات وليس هناك من علاج في الوقت الحالي ويستلزم الوقت سنين لتعود كما كانت. وزرت بعده عدة اطباء منهم الدكتور رياض بجاني في مستشفى اوتيل ديو وكانت النتيجة لكي لا يحبطوني بقولهم ان لا امل في عودة النظر الى عيني نهائياً، فكانوا يقولون: “بانه يجب ان اعتاد واتعايش مع الوضع ومع مرور السنين يمكن للنظر ان يعود اليها “.
فالتجأت بالصلاة لمار شربل وطلبت من زوجي ان ياخذني لزيارته يوم عيده. جئت الى الدير برفقة زوجي وزرت ضريح القديس وصليت من كل قلبي طالبة منه ان يشفع بي عند ربي يسوع المسيح كي يشفي لي عيني وشاركت في القداس فاحسست وانا اقدس بحريق قوي في عيني وبدأت الدموع تذرف منها بقوة وبعد انتهاء القداس خرجت من الكنيسة وتفاجأت بانني بدأت ارى ارقام السيارات واحسست ولاحظت ان الرؤية عادت الي. حينها ذهبت الى الطبيب ولما فحص عيني تفاجأ لانه بحسب رايه لا يمكن ان تشفى عيني وقال لي ان عيني سليمة واقوى مما يجب ان تكون. فاتيت اليوم بتاريخ 19 تشرين الاول 2017 مرفقة بالتقرير الطبي فشكرت مار شربل وسجلت شفائي .