قال لاعب برشلونة الإسباني، أندرياس إنييستا، إنه رغم الوقت السيئ، الذي قضاه في أكاديمية "لاماسيا"، إلا انه لم يفكر أبدًا في الرحيل.
وأوضح إنييستا، في حوار مع صحيفة (ماركا) الإسبانية: "لا زلت أتذكر كيف كانت تلك الايام.. كانت صعبة بسبب فراق عائلتي، الحديث عن هذا الموقف القادم من الماضي، في الوقت الحالي، سيبدو انتهازيا، خاصة بعد النظر إلى الكيفية التي انتهت بها الأمور، ما كان دوما واضحا أمامي، هو الطريق الواجب اتباعه".
وتابع: "أفكاري كانت واضحة منذ اليوم الأول لوصولي.. أفخر بتقديم كل ما لدي، لتحقيق كل الأشياء التي حققتها، لم أفكر بصورة واقعية في الرحيل، كان التأقلم صعبا في البداية، لكن منذ اتخاذي قرار المجيء، كنا نعرف أن هذه الرحلة كانت من أجل البقاء، وتحقيق حلمي".
وعن الإنجازات التي حققها مع منتخب إسبانيا وبرشلونة، علق إنييستا: "الأحلام هي عملية ناجمة عن تتابع عملك، حينما كنت طفلا، حلمت بأن أصبح لاعبا في الدرجة الأولى.. في البداية كان حلمي هو اللعب مع (ألبا)، الفريق الموجود في مدينتي، والذي كنت أذهب كل أسبوع لمشاهدته، هذا كان شغفي الأول، وبعدها كل ما جاء كان ثمرةً لعملي".
وحول التناغم بينه وزميليه السابقين، كارليس بويول وتشافي، إلى جانب ليونيل ميسي، وجيرارد بيكيه، وسرجيو بوسكيتس، قال: "هو عمل قاعدته تشكلت عبر سنوات كثيرة، من تطوير فكرة كروية، نموذج للعب يقوم على فعل الأمور بطريقة معينة، وكأي عمل، مثلما يحدث في الحياة، كلما كانت العناصر المتوفرة لديك أفضل، فإن الأداء يتحسن بصورة يومية".وأردف: "يتيح هذا الأمر تقريب المرء من أهدافه.. أنا وهذه الأسماء المذكورة، تزامنا في المكان المثالي، لنطور من قدراتنا".
وبخصوص تجربة الصعود للفريق الأول، والتواجد مع لاعبين كبار، قال: "حينها كان الأمر مخيفا.. الحياة تغيرت كثيرا الآن، حينما كنا صغارا، كنا ننظر للمخضرمين بصورة مختلفة.. أتذكر أن الكلمات لم تكن تطاوعني وكنت مشتتا، لم أنطق ولو كلمة واحدة".
واستطرد: "اقتصر ما فعلته على التدريب والإعجاب بزملائي الكبار.. أتذكر الصورة الأولى حينما دخلت غرفة الملابس، وجدت ريفالدو وجوارديولا وتشافي وبويول وفيكتور وكلويفرت، وغيرهم، قبلها كنت أشاهدهم من بعد عشرة أمتار، من وراء السياج، لكن حينها كانت لدي فرصة للتدريب معهم".
وعن طريقة تفاهمه مع ليونيل ميسي، أضاف: "يفهم بعضنا الآخر هكذا، بلا طريقة، نحن معا طوال مسيرتنا تقريبا، كل منا يعرف الآخر بصورة مثالية، يعرف الحركة التي سيقوم بها الآخر، وكيف يمرر وكيف يستقبل".
وتابع: "هي علاقات رياضية وكروية تتطور، أنا أعرف أين يتواجد ليو، حتى ولو لم ألمحه، وأين قد يظهر بعدها في اللحظة التالية، وبناءً على هذا تحدث الأمور وحدها، وبطريقة طبيعية، بغض النظر عن المهارة الفطرية الموجودة لدينا، فإن معرفة كل منا بالآخر، واللعب طيلة هذه السنوات، يجعل علاقتنا أفضل".
وحول إذا ما كان يرى إيسكو ألاركون، خليفته في المنتخب، قال: "أراه كلاعب مهم على أرض الحاضر، وأيضا في المستقبل.. لم تعجبني أبدا كلمات مثل خليفة أو غيره، كل له خصائصه، وأنا متأكد من أن إيسكو سيصبح مرجعية في المنتخب".
واعتبر إنييستا أن كل المؤشرات، تقول إنه قد يعتزل بعد المونديال، حيث أضاف: "المونديال موعد كروي هام، وربما يكون نهاية لمسيرة قد طالت، وعشت فيها لحظات فريدة، سنرى ما قد يحدث، لكن أمور مثل مسألة السن وغيرها، تقول إن هذا ربما يحدث".
وأشار اللاعب إلى أن ميسي، يستحق أن يكون المونديال ضمن ألقابه، حيث قال: "أتفق مع الرأي القائل بأن لاعبا مثله، فاز بكل شيء تقريبا ويعتبر الأفضل، يجب أن يكون المونديال هو قطعة الكرز، التي تزين مسيرته.. سيصبح كل شيء حققه مكتملا بهذه الطريقة، سنرى ما سيحدث في روسيا، ميسي لديه منتخبه، والأرجنتين دائما من الأسماء المرشحة للفوز".
وعما تردد خلال الصيف الماضي، بخصوص أنه سيرحل عن الفريق، قال: "لم تكن المسألة أنني درست الرحيل عن البرسا.. الآن ما أحاول فعله، هو الاستمتاع بكل لحظة، وأيضا التفكير والتدبر، ومحاولة التحلي بالأمانة مع نفسي، والنادي الذي قدم لي كل شيء، قدم لي برشلونة هذه الفرصة، وأنا ممتن، وأتمنى أن يكون القرار الذي اتخذته هو الأصح".
وفي ختام المقابلة، أشار إنييستا إلى أنه لا يدري، إذا كان سيتجه لمجال التدريب بعد الاعتزال، أم لا، لكنه اعتبر أن هذه الإمكانية قائمة، مضيفا: "حياتي ستظل دائما مرتبطة بالمستطيل الأخضر، سأظل دائما بالقرب من الملعب".