سلطنة عمان تتبوأ مكانة مرموقة في المحافل الإحصائية والمعلوماتية

سلطنة عمان تتبوأ مكانة مرموقة في المحافل الإحصائية والمعلوماتية
تشارك السلطنة ممثلة في المركز الوطني للإحصاء والمعلومات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاحتفال بيوم الإحصاء الخليجي، والذي يوافق 24 ديسمبر من كل عام والذي اعتمده المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد في المنامة عاصمة مملكة البحرين الشقيقة في الرابع والعشرين من نوفمبر 2016م، حيث جاء تخصيص يوم للإحصاء الخليجي انطلاقاً من الأهمية التي توليها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعمل الإحصائي وأهميته في استدامة التنمية في دول المجلس.
فمنذ انطلاق النهضة المباركة أولت السلطنة اهتماما كبيرا بالعمل الإحصائي باعتباره حجر الزاوية في عمليات التخطيط، ورفد الخطط التنموية والرؤى المستقبلية بالبيانات والمعلومات الدقيقة، ليشهد العمل الإحصائي تطوراً ملحوظاً توج بإنشاء المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وفق المرسوم السلطاني السامي رقم (31/2012) حيث نصت المادة (2) من المرسوم على أن المركز يهدف الى تلبية احتياجات ومتطلبات السلطنة من الإحصاءات الرسمية والمعلومات الموثوقة لاستخدامها في وضع السياسات والبرامج على مستوى الوطني والإقليمي والدولي في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة كما يهدف الى تلبية متطلبات كافة الجهات في الحصول على المعلومات في المجالات التنموية.
استطاع العمل الإحصائي في السلطنة أن يتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع الدولي بين المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالحقل الإحصائي والمعلوماتي، فعلى سبيل المثال لا الحصر تترأس السلطنة ممثلة في المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وبالمشاركة مع شعبة الإحصاء بالأمم المتحدة فريق عمل البيانات الضخمة في مجال استخدامات بيانات الهواتف النقالة، المنبثق من فريق عمل دولي تترأسه شعبة الإحصاء بالأمم المتحدة بهدف دراسة إمكانية استخدام البيانات الناتجة من استخدامات الهواتف النقالة في إنتاج مؤشرات إحصائية. وانتخبت السلطنة ممثلة في المركز الوطني للإحصاء والمعلومات رئيسا لمجموعة عمل تكامل البيانات والمعلومات الجغرافية والمكانية في 21/6/2015 خلال الاجتماع الثاني للجنة العربية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية المنبثقة من اللجنة الدولية لخبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية، ويترجم ترأس السلطنة لهذه الفرق ثقة المجتمع الدولي بالإمكانيات والقدرات التي يمتلكها المركز، كما أنه اشارة إلى التقدم الاحصائي والمعلومات الجغرافية المُحرز في السلطنة والذي يشار إليه بالبنان.
كما حصل المركز على جائزة (الإنجازات الخاصة) بتقنيات التطبيقات المكانية وذلك خلال المؤتمر العالمي لمستخدمي أنظمة المعلومات الجغرافية الذي انعقد في مدينة سان دييجو الاميركية، بولاية كاليفورنيا في عام 2015م، والتي تمنح للجهات التي تقوم بأفضل استخدام لتطبيقات أنظمة المعلومات الجغرافية على مستوى العالم لخدمة المجتمعات المحلية والمواطنين في بلدانهم. وجائزة التميز في تنفيذ استخدامات نظم المعلومات الجغرافية وذلك عن تطبيق المعلومات الإحصائية المكانية على الأجهزة الذكية والتي تعتبر إحدى أرفع الجوائز الدولية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال نظم المعلومات الجغرافية حيث تخصص للجهات التي يتميز عملها بالابتكار والريادة في الاستفادة من هذه التقنية.
وحققت السلطنة كذلك ممثلة في المركز الوطني للإحصاء والمعلومات المركز الأول خليجيًا والثامن بمنطقة غرب آسيا من بين 173 دولة بالعالم في مجال البيانات المفتوحة ضمن تقرير "أودين" للعام 2016 الذي أصدرته منظمة"Open Data Watch" " ويعد هذا التقييم العالمي الوحيد من نوعه لتغطية انفتاح البيانات على المواقع الإلكترونية (البوابات) التي تحتفظ بها الأجهزة الإحصائية الوطنية في جميع أنحاء العالم.
من جهة أخرى توجت جهود المركز الوطني للإحصاء والمعلومات خلال عام 2016م بحصوله على شهادة المطابقة لمواصفة (الايزو 2015: 9001) لنظام إدارة الجودة نتيجة لتطوير إجراءات العمل الداخلية وتحسين الخدمات المقدمة إضافة إلى تطوير أهداف وسياسة الجودة والذي ينعكس في تقديم أكبر قيمة مضافة للشركاء وكافة الأطراف ذوي العلاقة مع المركز. حيث قام المركز بمكننة كافة الأعمال الإحصائية والجغرافية، والإدارية والمالية، ضمن منظومة متطورة تساهم في الارشفة الالكترونية من جهة وتختصر الوقت والجهد وتقلل من التكلفة المالية من جهة أخرى.
كما حصدت هوية المركز الجائزة الذهبية لأفضل هوية مرئية في قطاع الخدمات العامة والجائزة البرونزية كأفضل مشروع لتطوير العلامة التجارية التي تعكس التغيرات المهمة والقيم والمواقع على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك ضمن الجوائز التي تمنحها ترانسفورم أواردز التي تعنى بمجال العلامات التجارية في مختلف أنحاء المنطقة.
مذكرات التفاهم
وحرصا من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات على الاستفادة من الخبرات الدولية في الحقل الاحصائي جاء توقيع مذكرة التفاهم مع المكتب المركزي للإحصاء بمملكة هولندا والتي تتعلق بالتعاون بين السلطنة وهولندا في العديد من الأمور من بينها التحول من التعداد التقليدي إلى التعداد المستند على السجلات التجارية وتطوير نظام الحسابات القومية والإحصاءات اللوجستية وبناء القدرات في مجالات الإحصاء والمعلومات.
وترجمة للأهمية التي يوليها المركز بالجانب الأكاديمي في تعزيز المعرفة وقع مذكرة تفاهم مع جامعة السلطان قابوس تقضي بالتعاون في مجال البحث والتدريب. ومن منطلق تعزيز مبدأ الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص وقع المركز عدد من مذكرات التفاهم من بينها مذكرتي تفاهم الاولى مع الشركة العمانية للنطاق العريض تنص على تبادل البيانات والمعلومات الوصفية والاستفادة من الخبرات المتخصصة لدى الطرفين بالإضافة إلى تنفيذ برامج التدريب المشتركة.
والمذكرة التفاهم الثانية مع المجموعة العمانية العالمية للوجيستيات تتضمن توفير المعلومات الإحصائية ذات الصلة بالقطاع اللوجيستي للمجموعة إلى جانب المشاركة في تنفيذ الدراسات والمشاريع البحثية وتوفير الخبرات العلمية اللازمة.
المشاريع الواعدة
اسند المرسوم السلطاني السامي رقم ( 152015) القاضي بإجراء التعداد الإلكتروني للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2020 مهمة الإشراف على تنفيذ هذا المشروع الوطني الهام للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، والذي تتواصل أعماله التحضيرية منذ صدور المرسوم السلطاني السامي وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالمشروع لإنشاء قاعدة بيانات تعتمد على السجلات الإدارية يُعتد بها في هذا المشروع الوطني الهام.
اما مشروع نظام العنونة الذي ينفذه المركز بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة والذي يعتبر ضمن المشاريع التي يعول عليها في إنجاح التعداد الالكتروني 2020 فيهدف إلى الانتقال من العنوان الوصفي إلى العنوان الرقمي لتسهيل الاستدلال على الموقع عن طريق عناوين معيارية موحدة لكافة المحافظات من خلال تطوير قاعدة بيانات مركزية لهذا النظام مما يسهل من حصول المؤسسات الحكومية على المعلومات والبيانات المتوفرة وربطها بالأنظمة الموجودة لديها الامر الذي سيؤدي إلى إيجاد بيئة وآليات تساهم في استخدام العناوين الصحيحة بالإضافة على تهيئة السلطنة لنمو الأعمال الإلكترونية.
ويحتضن المركز كذلك مشروع البنية الوطنية للمعلومات الجغرافية الذي يعتبر مبادرة حكومية مصممة لتوفير إطار للمعايير الجغرافية المكانية والسياسات والترتيبات المؤسسية والبنية التحتية التقنية اللازمة لتنسيق وتسهيل ودعم وتبادل واستخدام المعلومات الجغرافية المكانية عبر العديد من المؤسسات الحكومية في السلطنة. وتقدم البنية الوطنية العديد من الخدمات فعلى سبيل المثال لا الحصر خريطة الأساس الوطنية الموحدة للجهات والهيئات والشركات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص ولمختلف فئات المجتمع. كما توفر خدمتي خرائط الويب الرقمية (WMS) و معالم الويب الرقمية (WFS) التي تعتبر من الخدمات المطابقة لمعايير الاتحاد العالمي للبيانات الجغرافية المفتوحة (OGC) وهي بروتوكولات معيارية.
ويقوم المركز ايضاً باستضافة المكتب الوطني للتنافسية المعني بتحسين تنافسية السلطنة والاشراف على جهود رفعها في منظومة المؤشرات الدولية مع اقتراح القوانين والسياسات اللازمة وقياس ومتابعة تقييم القدرة التنافسية للسلطنة على المستويين الإقليمي والدولي وبناء القدرات الوطنية في مجال تعزيز التنافسية وتحليل التقارير الدولية.
المسوحات الاحصائية
توفر المسوحات الاجتماعية والاقتصادية بيانات تخدم أغراض تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالسلطنة، حيث تتيح تلك البيانات إمكانيّة تقييم آثار البرامج الاقتصادية والاجتماعية الحاليّة أو المقترحة على وإمكانيّة تقدير الآثار التوزيعيّة والمكاسب الاجتماعية. ومن هذا المنطلق ينفذ المركز في خطته السنوية حزمة من المسوحات الإحصائية الاجتماعية والاقتصادية، فعلى مستوى المسوحات الاجتماعية نفذ المركز ولمدة عام كامل المسح الاسري الشامل والمسوح المرافقة له، وهو مسح متعدد الأغراض يغطي مختلف جوانب الحياة من كافة الاحتياجات والمتطلبات من البيانات في السلطنة بهدف وضع السياسات السكانية السليمة من خلال متابعة قوة العمل العمانية والوافدة ومساهمة كل منها في النشاط الاقتصادي إلى جانب معرفة العوامل المؤثرة في سوق العمل وربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل.
أما على مستوى المسوحات الاقتصادية فيقوم المركز بتنفيذ حزمة من المسوحات الاقتصادية وفق خطة عمل سنوية، والتي من بينها مشروع حصر زوار خريف صلالة، والمسح الاقتصادي السنوي الذي يهدف إلى توفير بيانات لإعداد الحسابات القومية وتوفير مؤشرات اقتصادية متنوعة حيث يغطي المسح جميع المنشآت الكبرى وعينة من المنشآت الصغرى. هذا إلى جانب تنفيذ المسح ربع السنوي لمختلف الأنشطة الاقتصادية وكذلك مسح الاستثمار الأجنبي ومسح إحصاءات أسعار المستهلكين ومسح إحصاءات أسعار المنتجين ومسح إحصاءات البناء والمساكن والعقارات ومسح زوار السفن السياحية.
استطلاعات الرأي
إن وجود مركز اتصالات متخصص بتنفيذ استطلاعات الرأي التي تُعنى بدراسة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع العماني والتي تنفذ وفق منهج قائم على نظام العينة، مكّن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات من القيام بالعديد من الاستطلاعات التي كان لها دور كبير في امداد أصحاب القرار والمخططين بالبيانات اللازمة واتخاذ القرارات المناسبة. ومن بين هذه الاستطلاعات استطلاعا حول أنماط السكن المفضلة والقروض والمساعدات السكنية والذي هدف على معرفة اتجاهات المواطنين حول القروض السكنية المقدمة من البنوك وبرامج الإسكان الاجتماعي المقدمة من وزارة الإسكان. واستطلاع للرأي حول رضا المستفيدين من خدمات النقل البري، والذي هدف لمعرفة مدى الرضا عن البنية الأساسية للطرق، وخصائص الطريق. واستطلاع ثقة المستهلك الذي ينفذ بشكل ربع سنوي بهدف قياس مدى رضا المواطن العماني عن الأوضاع الاقتصادية في السلطنة مثل التضخم وفرص العمل وسبل الاستثمار.
وكذلك تم تنفيذ استطلاع للرأي حول أسعار الوقود والذي هدف إلى قياس مدى رضا العمانيين حول أسعار الوقود المتغيرة شهريا ومدى تأثيرها على حياتهم واسرهم. وآخر حول الجوائز البنكية والذي هدف إلى قياس مدى رواج الجوائز والسحوبات المالية المقدمة من قبل المصارف وتأثيرها على جذب المودعين وتشجيع الاستثمار في القطاع المصرفي بالسلطنة.
تطبيقات الهواتف الذكية
وضمن خطة المركز في تقديم خدماته بشكل أسرع وأسهل وتماشياً من الطفرة التكنولوجية الحديثة في تقنية استخدام الهواتف الذكية وتحولا من تقديم البيان إلى تقديم الخدمة، قام المركز بتدشين خمسة تطبيقات للهواتف الذكية منذ انشائه، كتطبيق (جولة في عمان) الذي يقدم نحو 27 خدمة تتنوع بين معلومات عن المواقع السياحية والخدمية والأثرية في السلطنة. وتطبيق (بنكي) الذي يمّكن المستخدم من الأدوات اللازمة للبحث عن البنوك المجاورة أو التي تقع في نطاق جغرافي معين؛ بالإضافة إلى أجهزة الصراف والإيداع الآلي، والبحث عن الخدمات التي تقدمها البنوك كالقروض، ومحلات الصرافة، وشركات التأمين.
ويمنح تطبيق (وقودي) المستخدم الأدوات اللازمة للبحث عن محطات الوقود المجاورة أو التي تقع في نطاق جغرافي معين؛ بالإضافة إلى مراكز الصيانة، ومعارض السيارات، والخدمات المتوفرة في المحطات كغسيل السيارات، والمقاهي، وأماكن الصلاة، والمحال التجارية.
وتوج المركز في الحادي والعشرين من مايو الماضي بجائزة النسر العربي لأفضل التطبيقات الذكية المتميزة على مستوى المنطقة العربية وذلك عن تطبيق المؤشرات الإحصائية، والتي تمنح للمؤسسة التي تركت بصمة نجاح على مستوى التكنولوجيا بالمنطقة.
كما طور المركز إطار عمل برمجي لتطبيقات الهواتف الذكية يحتوي كل المتطلبات المشتركة لنظم المعلومات الجغرافية. وقد تم تطوير البنية البرمجية المشتركة لبناء تطبيقات الهواتف الذكية بحيث تكون قابلة للتطوير ومتخصصة وتدعم منصات متعددة. وتوفر البنية البرمجية المشتركة العديد من الوظائف الجاهزة، وهذا الإطار البرمجي للهواتف الذكية متاح للاستخدام على منصات (IOS Android).
وحقق المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تواجدا هاما على قنوات التواصل الاجتماعي الامر الذي مكّنه من الفوز بدرع التميز الذهبي في مجال المسؤولية الاجتماعية على مستوى الوطن العربي من المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية في أكتوبر 2015. ويحرص المركز على التواجد في منصات التواصل الاجتماعي بل والتفاعل مع متابعيه والاجابة على استفساراتهم، وذلك من خلال حساباته في كل من التويتر والفيسبوك والانستجرام وقناة اليوتيوب وبرنامج الواتساب. كما يحرص المركز على اتاحة كافة البيانات والمعلومات عبر موقع المركز الإلكتروني والذي حصل على جائزة أفضل موقع حكومي إلكتروني ضمن جائزة الحكومة الالكترونية لدول مجلس التعاون خلال دورتها الرابعة التي اقيمت بمملكة البحرين خلال الفترة من 25-26 نوفمبر 2016م، او عبر بوابات المركز المختلفة كبوابة البيانات، وشاشات المعرفة الموجودة في داخل المركز او في مكاتب صناع القرار في السلطنة.
كما توفر مكتبة المركز أرشيف معرفي ضخم للسلطنة منذ العام 1970 حتى الآن حيث قام المركز بتحويل ما يقارب 10 ألاف نسخة من الإصدارات الورقية إلى إصدارات إلكترونية.ويواصل المركز الوطني للإحصاء والمعلومات نهجه في تعزيز مبدأ الشراكة مع فئات المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة، وصولا إلى التكامل والرقي بالخدمات التي يقدمها.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;