تحدد ثقافة إي مجتمع أسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل الإنتاج والتعامل والأنظمة السياسية والاجتماعية أو من ناحية الأفكار والقيم والعادات والتقاليد وآداب السلوك وغير ذلك .
وتعبر عناصر الثقافة في أي مجتمع عن خلاصة التجارب والخبرات التي عاشها الأفراد في الماضي مشتملة علي ما تعرضوا له من أزمات وما حددوه من أهداف وما استخدموه من أساليب وما تمسكوا به من قيم ومعايير وما نظموه من علاقات وبهذا المعني تعد الثقافة أساسا للوجود الإنساني للفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه بما يسهم في تقدم المجتمعات.
وفى ظل ما يعيشة المجتمع المصري من متغيرات مستمرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من قبل ثورة يوليو 1952م وحتى ثورة 25 يناير يأتي دور الثقافة كعامل مشترك واساسى في تطوير وتقدم المجتمع للارتقاء بثقافة الفرد والأسرة التي هي أساس المجتمعات التي تطلع إلى التقدم ومواكبة التطور العالمي في ظل حروب ثقافية للسيطرة على الشعوب وإخضاعها وإعاقة تقدمها.
من هنا تأتى أهمية البحث ودور الثقافة فى تنمية ثقافة الفرد بحيث يعي ويدرك ما يجرى حولة ويساعد مجتمعه بثقافته المتنوعة على التقدم والتطور والازدهار، وهذا يتطلب أن تكون هناك كوادر متخصصة في شتى من المجالات الثقافية ( الثقافة الاقتصادية – الإدارية – التنظيمية – الديمقراطية – الإبداع والفكر ).
وفى مجال تخصصنا وعملنا بالثقافة ( الهيئة العامة لقصور الثقافة ) فإننا نهتم بكل أشكال هذه الثقافات من خلال التدريب والمحاضرات والندوات بالإضافة إلى مجالات الثقافة المنوطة بالهيئة العامة لقصور الثقافة على سبيل المثال ( المكتبات العامة – مكتبات الطفل – الفنون التشكيلية – الأدب – القصة – مقال – شعر – المسرح والسينما –الفرق الفنية - - برامج المر أه – برامج الطفل – برامج الشباب والعمال والريف – برامج محو الأمية )
ومن هنا تأتى ضرورة وجود الكوادر المتخصصة والمدربة للوصول بهذه البرامج إلى هذه القطاعات بصورة علمية ومنظمة لتنمية قيمنا الروحية ومثلنا العليا وحفاظاً على عادتنا وتقاليدنا وحقوقنا وواجباتنا تجاه المجتمع ليحقق نموه وتقدمه في شتى المجالات.
وأود الإشارة إلى أن البحث يركز على توفير الكوادر المتخصصة وخاصة في مجال ثقافة الطفل حيث أن الاهتمام بالأطفال هو أساس تقدم المجتمع ونرى في ذلك ضرورة تفعيل برتوكول بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة للعمل متلازمين للوصول بأطفال ( مصر العظيمة ) إلى ما نتطلع إليه جميعا مستخدمين في ذلك كل الوسائل الحديثة فى التعليم والبرامج الثقافية.
فإذا ما توافرت الكوادر المتخصصة التي تقوم بالعملية الثقافية نستطيع أن نتطلع إلى تقدم المجتمع من خلال فترة زمنية مناسبة تتغير معها ثقافة الفرد والمجتمع وننطلق إلى مرحلة النضج والتقدم.