اقتحمت مجموعة من الفتيات الغزيات لعبة السوفتبول بعد أن بدأت تشق طريقها كلعبة رسمية في قطاع غزة أوائل عام 2017. وبرغم كثرة العراقيل الاجتماعية التي قد تمنع مشاركة الفتيات بالرياضة إلاّ أنهن تحدّين كل الظروف وبدأّن بتعلم اللعبة وممارسة تدريبات مكثفة تمكّنهن من النجاح ومواصلة تحقيق حلمهّن.
وتعتبر لعبة البيسبول أو لعبة الكرة اللينة Softball رياضة يلعب فيها فريقان من 9 لاعبين. وتدوم المباراة ما بين ساعة وساعتين.
نظمت أول مباراة في السوفتبول عام 1887 في الولايات المتحدة الأميركية، وهذه اللعبة تشبه إلى حد كبير البيسبول أو كرة القاعدة، حيث تستخدم في السوفتبول كرة محيطها 28 إلى 30.5 سم، حيث تقذف بواسطة أحد اللاعبين، ثم يضربها اللاعب المهاجم بواسطة عصا مصنوعة من الخشب أو الحديد. تحسب النقطة للفريق بعد ضرب اللاعب للكرة بواسطة العصا ثم الجري فوق ثلاث علامات موجودة على الملعب ومن ثم لمس القاعدة الأخيرة.
وانطلقت اللعبة لأول مرة في فلسطين وحصلت على ترخيص وزارة الشباب والرياضة بقطاع غزة في 1-1-2017 بقيادة الكابتن محمود طافش والذي شكل أول فريق للعبة.
يقول محمود طافش رئيس الاتحاد للسوفتبول والبيسبول " بدأ اهتمامنا بتشكيل أول فريق نسوي للعبة بتاريخ 1/2/2017، وبدأنا بتدريب 20 لاعبة ومن ثم تزايد العدد الى 60 لاعبة في خمس محافظات.
وأوضح طافش أن هناك إقبالا متزايدا من الفتيات الراغبات في ممارسة لعبة السوفتبول من مختلف التخصصات، مبينا ان الفتيات متعطشات للرياضة وممارستها.
وبين طافش انه في بداية الشهر الحالي انطلقت أول بطولة محلية للفتيات، ولاقت البطولة نجاحا وإقبالا وتغطية إعلامية كبيرة مع جميع الوكالات والمواقع الإخبارية والرياضية وكذلك حضورا جماهيريا كبيرا من النساء والفتيات.
وكشف طافش أن الاتحاد يسعى لتحقيق خمسة أهداف تعمل على رقي اللعبة وتكمن هذه الأهداف في " نشر اللعبة بين الأندية ، وعقد دورات تدريب نظري وعملي وتحكيم لكلا الجنسين.. وانطلاق دوري فلسطيني لكلا الجنسين شباب وفتيات.. والانضمام إلى اللجنة الأولمبية.. و المشاركات الخارجية من خلال اختيار منتخبات وطنية للعبة"، مؤكدا انه تم تنفيذ أول ثلاث أهداف وجاري تحقيق الهدفين الباقيين.
من جانبه، أوضح أحمد طافش " أبو مؤيد" مسؤول لجنة المسابقات أن الاتحاد يسعى للارتقاء بلعبة السوفتبول، مبينا أنه بعد انطلاق الدوري نسعى لتجهيز مدربات وحكام من الفتيات ليقودوا هذه اللعبة وكذلك الحصول على اعتماد أندية في القطاع والضفة لهذه للعبة وتشكيل منتخب للفتيات لتمثيل فلسطين في المحافل الدولية وإنشاء فرق ناشئين للفتيات في قريبا.
وطالب أبو مؤيد الجهات المعنية بضرورة الوقوف مع الاتحاد ومساندته لإنجاح هذه اللعبة، وتوفير الإمكانيات والمستلزمات وأهمها توفير ملعب مخصص لهذه اللعبة.
وتمنى أبو مؤيد أن يحصل الاتحاد للسوفتبول والبيسبول على اعتماد من اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
بدورها، أعربت الكابتن تسنيم منصور مسؤولة دائرة المرأة في اتحاد البيسبول والسوفتبول ومدربة لدى الاتحاد، عن سعادتها بعد إنجاح أول بطولة محلية للفتيات، مبينة أنها بدأت بممارسة اللعبة فور انطلاقها بالقطاع وبعد أن أتقنتها تفرغت لتدريب الفتيات الراغبات بالانضمام للعبة، مضيفة أن هناك إقبالا شديدا من الفتيات الجامعيات.
وأوضحت منصور انه في بداية الأمر واجهنا القليل من الصعوبات كوننا نعيش بمجتمع محافظ تحكمه العادات والتقاليد والتي لا تقبل نزول الفتيات إلى الملاعب، ولكن سرعان ما بدأ المجتمع يتحرر من الأفكار السلبية لتنطلق الفتاة الغزية لتبرهن للعالم أنها فتاة رياضية عن جدارة وأنها تمارس حقوقها في ممارسة الرياضة بكافة أشكالها.