محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو النعيم ضمن تصفية الحسابات مع القاهرة ومحاولات لاستدراج "أبو مازن" لــــ"فخ دحلان"
خطف حادث الواحات الإرهابى أنظار المصريين، وتوجهت العيون إلى الصحراء الغربية وقدح الفكر في الأزمة الليبية وكيفية علاجها، بعدما تحولت أرض أحفاد عمر المختار إلى معسكر إرهابى مفتوح لجميع الجنسيات ليسوا بحاجة إلى تأشيرة دخول بسبب أن الحدود المفتوحة.
وسط الجنازات المهيبة للشهداء الواحات، شهدت الحدود الشرقية –غزة- تحركات مشبوهة لم تكن ببعيدة عن مواجهات الحدود الغربية في ظل معاناة القاهرة الآن من الإرهاب العابر للحدود، الذي تمتلك المقدرة على تحريك عناصره قوي إقليمية فاعلة تستطيع برسالة بريد إلكترونى نقل جحافل الإرهابيين من منطقة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى حسب قائمة الأهداف الموضوعة.
حقيبة أموال مشبوهة
حقائب الأموال المشبوهة التي نقلها رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، إلى القطاع في جنح الليل عبر معبر إيريز، تحديدًا في ساعة متأخرة من يوم 23 أكتوبر الجاري بداخلها مبلغ 14 مليون دولار أمريكي لتسليمها إلى التنظيمات المتطرفة في قطاع غزة، حسب مصادر فلسطينية، فسرت لحد كبير التحركات المريبة الرامية إلى تفخيخ المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس.
وفى نهاية أسبوع دخول الحقائب المشبوهة، وتحديدا الجمعة الماضي، بعد وصول "العمادي" بأيام واقعة محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، مدير قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة، بهدف إزاحته عن الحدود المصرية التي نجح في السيطرة عليها بهدف توطيد العلاقات مع القاهرة، وقدم عربون المصالحة مع مصر من خلال قواته التي منعت تسلل عناصر إرهابية مفخخة محسوبة على "داعش" إلى سيناء لتنفيذ عملية انتحارية وسط صفوف الأمن المصري، وأسفرت العملية وقتها عن تفجير أحد هذه العناصر لنفسه ومقتل أحد عناصر القوة التابعة للأمن الداخلى بالقطاع.
إجهاض المصالحة
التحركات القطرية المشبوهة في قطاع غزة بحسب مصادر فلسطينية مطلعة على مجريات الأمور، وإرسال بنك الإرهاب المتنقل "محمد العمادي" على وجه السرعة إلى القطاع، هدفت إلى تفكيك اتفاق المصالحة واستقطاب عناصر إرهابية موالية لـ"داعش" هناك، إضافة إلى توفير دعم عاجل لـ"ميليشيات الصابرين" الشيعية الموالية لقطر، لتأليب الرأي العام ضد قيادات حماس التي أظهرت حسن النية تجاه ترميم شرخ الانقسام.
الهجوم على كمين كرم القواديس في العريش منتصف الشهر الجاري، لم يكن هو الآخر، بحسب المصادر، ليس بعيدا عن سلوك قطر العصبى تجاه المصالحة، وشعورها بقرب انتهاء دورها في قطاع غزة الذي حولته طيلة السنوات الماضية إلى حديقة إرهاب خلفية في ظهر مصر، وهدفت الدوحة إلى دق إسفين بين القاهرة وحماس وإثارة غضب الشعب المصري ضد أي خطوة تهدف لتخفيف الحصار وفتح معبر رفخ أهالي غزة لتخفيف المعاناة عنهم بعد تحولهم إلى رهينة بيد المشاريع التخريبية والانتقامية في المنطقة.
أكتوبر الدم
خطة أكتوبر لإراقة المصري، وضعت بعناية فائقة بحسب وصف المصادر المتحدثة لـ"فيتو"، وشارك في إعدادها عن بُعد تركيا وإيران وتكفلت قطر بالتنفيذ، بما تمتلكه من علاقات سرية مع الجانب الإسرائيلى تمكنها من الوصول إلى القطاع وحمل ما تريد من حقائب المال للعناصر المارقة في القطاع والتمردة على اتفاق يقود غزة إلى الاستقرار، خشية خسارة مكاسبها من تجارة الحرب من خلال تلقى الأموال وصفقات التسليح التي تقعد لتنفيذ المهام مع الجانب الإسرائيلى ذاته لتفجير الأوضاع في سيناء.
الدور الإيرانى - التركى
الهرولة التركية والإيرانية ناحية الأراضى المحتلة، التي تجسدت بزيارة وفد حماس بقيادة صالح العاروري إلى العاصمة الإيرانية "طهران"، ومن جهة أخرى سارعت تركيا في إرسال مساعد وزير الخارجي التركى أحمد يلدز، إلى غزة 3 أكتوبر الماضى، خلف ستار دعم القطاع والأعمال الإنسانية التي تجيد أنقرة التشدق بها أمام الرأي العام الدولى للتخفى من جرائمها الإرهابية.
رسائل خالد فوزي
حراك مثلث الشر الإقليمى –أنقرة والدوحة وطهران- تجاه غزة، خلال أكتوبر قبل حلول موعد تسليم المعابر إلى السلطة الفلسطينية يوم 4 نوفمير المقبل، بدأت شرارته في الاشتعال بعد بث وسائل الإعلام العربية والدولية صور زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي إلى "رام الله" أولا في رسالة تأكيد تمسك القاهرة بشرعية الرئيس محمود عباس أبومازن، لإجهاض مخطط الوقيعة بين القاهرة والسلطة الفلسطينية ووضع "شوكة" في حلق أبومازن بتقارير مزعومة حول وجود مساعٍ مصرية للإطاحة به من منصب لفتح طريق رئاسة فلسطين للقيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان، وألمح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى هذا الأمر دون الكشف عن الاسم صراحة بطريقة سياسة "كيد النسا" التي يتبعها في سياسته الخارجية.
ربما تكون صور رئيس المخابرات المصرية في "رام الله" رغم رسالتها المذكورة في السطور السابقة، أقل تأثيرا من صوره في قطاع غزة برفقة قيادات حماس إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ورفع العلم المصري وصور الرئيس عبدالفتاح السيسي في القطاع، والتي مثلت نهاية لعقد من الفوضى سمح للجميع بالتدخل في القضية الفلسطينية، وكانت كلمة الرئيس "السيسي "المسجلة التي حملها رئيس المخابرات إلى القيادات الفلسطينية بمثابة "كارت أحمر" لقوى الخارج التي استباحت القضية.
رد عنيف
نشوة مصر بانتصارها في استرداد قضية المركزية –فلسطين- بعد سنوات الغياب، لم ترد هذه القوى الخارجية استمرارها حسبما كشفته المصادر المتحدثة، وحادث الواحات هو الآخر لم يكن بعيدا عن سيناريو الانتقام بهدف إلهاء القاهرة وإحراجها داخليا بخلق حالة رفض شعبى لتدخلها في الأزمة الفلسطينية وإلقاء اللوم على قرار فتح معبر غزة مع كل حادث، وخارجيا بتصدير صورة مغلوطة حول حول عدم قدرتها في السيطرة على الإرهاب داخليا، وبالتالى عدم تأهيله للعب دور إقليمى في أي ملف.
وجاء الرد العنيف بالهجوم على كمين العريش –كرم القواديس- وتوجيه ميليشيات الإرهاب العابرة للحدود لتنفيذ هجوم الواحات بعد توفير الدعم المباشر داخليا من خلال عناصر الإخوان، وخارجيا بنقل الدواعش من الرقة السورية المحرر والموصل إلى ليبيا وتسهيل عبورهم الحدود إلى الداخل المصري بهدف تنفيذ عمليات نوعية تربك القاهرة وتشتت انتباهه بين الغرب والشرق لتوسيع رقعة المواجهة.
رجل العمليات القذرة
ولم تستبعد المصادر المحذرة من خطورة الأوضاع بالحدود الغربية لمصر، دورا فاعلا لرجل قطر في تنفيذ العمليات القذرة يدعى "أشرف عبدالسلام"، أردنى من أصل فلسطينى، لما يمتلكه من شبكة علاقات قوية بجميع التنظيمات الإرهابية المنتشرة في دول الشرق الأوسط، وأدرج اسمها على قائمة الإرهاب التي وضعتها الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر –مصر والسعودية والإمارات والبحرين- لما يربطه بعلاقات مع الدوحة.
وبحسب وثائق الأمم المتحدة، يوصف "عبدالسلام" بأنه الداعم المالي لتنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة وهو يقاتل في سوريا منذ مطلع عام 2014 وهو مدرج على قائمة الإرهاب الدولي بناء على قرار من وزارة العدل الأمريكية.
لم يكن "أشرف" الأردني الوحيد المدرج على قائمة الإرهاب لكن شقيقه عبد الملك محمد عبدالسلام أدرج هو الآخر على قائمة الحظر والإرهاب من الدول الخليجية ومصر، وذكرت أسماؤهم على قوائم مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
أُدرج "عبد السلام" في القائمة باعتباره من الأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة بسبب المشاركة في تمويل أعمال وأنشطة‘ تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة في العراق والتخطيط لها وتيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، والمشاركة في ذلك معها أو باسمها أو نيابة عنها أو دعما لها.
خطط "عبد السلام" لنقل أموال إلى جبهة النصرة في منتصف عام 2012 وفي أوائل عام 2012، وساعد في سفر أفراد مرتبطون بالتنظيم إلى سوريا لتدريب عناصر جبهة النصرة الموجودين هناك وفي منتصف عام 2012 سهل نقل مئات الآلاف من الدولارات من خليفة محمد تركي السبيعي الموجود في قطر لصالح تنظيم القاعدة في باكستان.
داعش ليبيا
تكثيف "داعش" لهجماته في ليبيا وضخ دماء جديدة في عروق جسد التنظيم المترنح هناك بسبب عمليات الجيش الليبي، يعزز تحذيرات المصادر من خطورة نقل قيادات إرهابية من سوريا والعراق إلى ليبيا، وأظهر ذلك جليا بالهجوم الذي تبناه التنظيم في جنوبى مدينة أجدابيا وذبح 10 جنود من قوة النقطة العسكرية المعروفة بـ" البوابة الـ60".