في إطار حرص الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر أشرف عامر لاكتشاف وتنمية المواهب في المجالات الثقافية المختلفة، ناقش المؤتمر العلمي الثالث لثقافة الطفل في جلسته البحثية الثانية "قضايا ومشكلات المبدعين والنابغين" بجانب ورش للآباء والأطفال، والمؤتمر تقيمه الإدارة العامة للطفل التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى في قصر ثقافة طور سيناء بفرع ثقافة جنوب سيناء التابع لإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الفنان ماهر كمال خلال الفترة من ١٢ إلى ١٤ أكتوبر الجاري.
تضمنت الجلسة ورشة للآباء عن كيفية اكتشاف موهبة أبنائهم وتنميتها، أعقبها الجلسة البحثية الثانية وتضمنت بحثين الأول بعنوان "دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تنمية التفكير الإبداعي" للدكتور فؤاد أبو المكارم، أما البحث الثالث فيحمل عنوان "تطويع التكنولوجيا لتنمية المهارات الإبداعية للأطفال ومشكلاتها" للباحثين د. هبة أبو النيل، د. صلاح عبد الباقي.
بدأت ورشة الآباء بكلمة د. كاريمان تناولت خلالها الحاجات النفسية والاجتماعية والتربوية الخاصة بالطلبة الموهوبين والمبدعين التي تساعد المختصين على وضع برامج تربوية لرعايتهم والعقبات والمشكلات الشخصية والأسرية والمدرسية والمجتمعية التي تواجه الطلبة الموهوبين، والحلول المقترحة للتغلب على تلك العقبات والمشكلات، ومنها انطلقت إلى طرق التفكير المرتبطة بالتفكير التحليلي، كالتفكير البنائي والتركيبي والنسقي والتنسيقي والناقد والتقليدي والإبداعي والفروق بين كل منهم، كما تحدثت عن أثر العنف الأسري والارتباط الشرطي الناتج من الخلفيات المعرفية والتى تنتجها عقلية الطفل من تعاملاته السابقة وأعطت مثالا بالطفل الذي يهرب من احضان والده لأنه حاول احتضانه ولكنه لفظه.
وفي سؤال جماعي من القاعة لماذا لا تذهبون للمدارس؟ رد د. فؤاد أبو المكارم أن عدد الكوادر المؤهلة أقل كثيرا من تغطية مدارس الجمهورية وأن هذه الجلسات تستهدف المعلم وولي الأمر ليقوموا بهذا الدور الهام في حياة أبنائهم.
وتحدثت د. وفاء متولي عن التفكير الإبداعي وكيفية إيجاد بدائل متعددة وأسس التفكير الإبداعي ومنها الطلاقة والمرونة والقدرة على إيجاد حلول جديدة وأعطت مجموعة من الأمثلة كعودة بنت تبكي من المدرسة ولا تريد التحدث وماهي الاحتمالات وكيفية متابعة كل احتمال حتى يتم استبعاده، كما تناولت أهمية تقبل الرأي الآخر حتى لو كان من طفلا، ومنها تطرقت إلى مشكلات الإنترنت وتأثيرها على سن المراهقه، وروتين الحياة اليومية وتأثيرها السلبي على المراهقين، وسياسة الثواب والعقاب وبدائلها كتوضيح الاختيارات المتاحة وعواقب كل اختيار وأعطت مجموعة من الأمثلة منها كيفية التغلب على الأنا.
أشارت د. هبة أبو النيل في بداية عرضها إلى ظاهرة إدمان الإنترنت، وأوضحت الظواهر السلبية له ومنها العزلة والوحدة وتشتت الإنتباه والشعور بالاكتئاب بالإضافة إلى الظواهر الإيجابية ومنها القدرة على التواصل وسهولة البحث وسرعة الانتهاء من المهام، وأكدت أن ما يحدد آثار الإنترنت هو نوعية الاستخدام، وأوضحت الفارق بين تدعيم العلاقات الواقعية وبين تكوين علاقات افتراضية من خلال الإنترنت، وبدأت في تصنيف الأنشطة الإيجابية والسلبية في استخدام الإنترنت، وتناولت تكوين علاقات بديلة حتى لا نواجه مشكلاتنا الاجتماعية كمثال للأنشطة السلبية ومنها توصلت إلى مبدأ التكامل الذي توصل إليه سولار، إلى جانب أهمية تحديد وقت التعامل مع الإنترنت حتى لا يؤدي إلى الانسحاب من الواقع.
تحدث د. صلاح عن الطفل العبقري بطبيعته وأخطاء التعامل معه كالطفل الذي يفكك ألعابه ولجوء أولياء الأمور إلى ضربه وإحباط مواهبه، وأن هذه المشكلات هي دليل العبقرية ومؤشر يجعلنا نهتم لتنمية مهاراته ليصبح عالما كبيرا، وأعطى مثالا بعدم استغلال الموارد البشرية بمحافظة جنوب سيناء والاستفادة منها فى مشروعات منها على سبيل المثال الرمل الذي يباع كخام ب ٣٠ جنيه وقد يتحول إلى زجاج بصهره وتنقيته فقط إلى ١٠٠ ألف جنيه، ولو تحول الرمل إلى كريستال يصل الطن إلى ٢مليون جنيه ولكن لو استخرجنا السيليكون وصنعنا أشباه الموصلات يصل الطن إلى ١٠٠ مليون جنيه.
واختتم د. فؤاد أبو المكارم الجلسة موضحا ما استطاعت التكنولوجيا تذليله في حياة الإنسان، وأشار إلى الفارق بين الرقابة والرقابة الرشيدة، مؤكدا أن الرقابة الأمنية هي رقابة سلبية كما أن الحرية بلا قيود مهلكة، منوها إلى ضرورة تضيق وقت التواجد على الانترنت والتلفزيون قبل ١٦ سنه، وأوضح أن ذاكرة الطفل إما أن تمتليء بالصور أو تتعامل مع الألفاظ ، وأن الدراسات أثبتت أن الطفل دون الست سنوات لا يجب أن يتعامل مع التلفزيون أو الإنترنت لأن ذلك سيغير من تركيبة الدماغ في حد ذاتها، وطالب أولياء الأمور بحماية أطفالهم بكثرة التحدث معهم والاستماع الفعال لما يقولوه، وهذه الحماية حتى سن ١٦ ستجعل تعامل الطفل مع الإنترنت أكثر رشدا.
استمرت ورش الأطفال لليوم الثاني على التوالي وقدمت ورشة تصنيع العرائس عرضا مسرحيا بقيادة الفنان عمرو حمزه بعنوان "فالح والاستاذ صالح".