تحية إجلال وتقدير وتعظيم«لجند الله البواسل»شعـب مصر العـظيم في الذكرى الرابعة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة6/أكتوبر/1973م «الموافق»10/رمضان /1393هـ وهذا الـنـصر المبـين يعد«معجزة» إستراتيجية جغرافية عسكرية لمصر في«السنة النبوية».
حيث وصفت «السنة النبوية» أهل مصر بأنهم قوة للأمة الإسلامية
:«إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ جَعْدٍrقَالَ رَسُولَ اللَّهِ رُءُوسُهُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا; فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَإِبْلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ». يَعْنِي «قِبْطَ مِصْرَ»رواه أبو يعلى بإسناد صحيح.
كما وصفت «السنة النبوية» أهل مصر بأنهم عدة وأعوان في سبيل الله.
أَوْصَى عِنْدَ وَفَاتِهِrعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ:«اللَّهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عُدَّةً وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ»رواه أبو يعلى بإسناد صحيح.
كما وصفت «السنة النبوية» أهل الغرب «أهل مصر»بثباتهم وظهورهم على الحق إلى يوم القيامة كما في «صحيح :rمسلم »عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ «لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».
قال الإمام ابن الأثير: وفيه «لا يزالُ أهلُ الغَرْب ظاهرين على الحَقِّ ». قيل : «أرادَ بهم أهْل الشَّام لأنهم غَرْب الحِجاز». وقيل : «أرادَ بالغَرْب الحِدّةَ والشوَّكَة . يُريد أهْل الجِهَاد».
وقال ابن المَدِيني:«الغَرْب ها هنا الدَّلْوُ وأرَادَ بهم العَرَب لأنَّهم أصْحابها وهُمْ يَسْتَقُون بها».
ولعل المراد بـ«الغرب»في الحديث أهل مصر فهو المناسب للتاريخ والواقع.
فإذا كان المراد بـ«الغرب»: «الحِدّةَ والشوَّكَة . يُريد أهْل الجِهَاد», كما قال ابن الأثير .
فأهل مصر هم أهل الجهاد, لأنهم جاهدواْ الصليبيين والتتار وغيرهما.
وإذا كان المراد بـ«الغرب»:«الدَّلْوُ» كما قال عليِّ بن المديني وعنى بهم العرب .
فأهل مصر أولى بهذا الوصف من العرب, لأن في مصر دلو عظيمة ألا وهي نهر النيل الذي يروي مصر والعرب. ومما يؤكد هذا الكلام كلام ابن تيمية , والسيوطي.
قال ابن تيمية:«أَمَّا الطَّائِفَةُ بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَنَحْوِهِمَا فَهُمْ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْمُقَاتِلُونَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ».
قال السيوطي:«فهذه منقبة لمصر في صدر الملة واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار وما زالت معدن العلم والدين ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر».
أقوال السلف الصالح عن مصر
قال سعيد بن أبي هلال : « مصر أم البلاد ، وغوث العباد . وذكر أن مصر مصورة في كتب الأوائل ، وسائر المدن مادة أيديها إليها تستطعمها » . وقال عمرو بن العاص : «ولاية مصر جامعة ، تعدل الخلافة ». وقال يحيى بن سعيد: «جلت البلاد فما رأيت الورع ببلد من البلدان أعرفه إلا بالمدينة وبمصر». وقال كعب الأحبار : «لولا رغبتي في الشام لسكنت مصر»؛ فقيل : «ولم ذلك يا أبا إسحاق»؟ قال : «إني لأحب مصر وأهلها ؛ لأنها بلدة معافاة من الفتن، وأهلها أهل عافية، فهم بذلك يعافون، ومن أرادها بسوء كبه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه». وقال شفي بن عبيد الأصبحي:«مصر بلدة معافاة من الفتن لا يريدهم أحد بسوء إلا صرعه الله، ولا يريد أحد هلكهم إلا أهلكه الله». وقال أحمد بن صالح : قال لي سفيان بن عيينة : «يا مصري،أين تسكن»؟ قلت: «أسكن الفسطاط»، قال:«أتأتي الإسكندرية»؟ قلت: «نعم»، قال لي : «تلك كنانة الله يحمل فيها خير سهامه». ومما يؤكد ذلك كله أن مصر هي الدولة الوحيدة التي نجاها الله تعالى بفضله ثم بفضل جيشها العظيم من «الفتنة الكبرى» التي لحقت بالعرب « سنة2011م ». حفظ الله مصر مهد العروبة وبارك شعبها وجيشها حصن{ }الإسلام الحصين اللهم آمين