أبقى عمر السومة على آمال سوريا ببلوغ كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، بتسجيله هدف تعادل متأخر أمام استراليا (1-1) في ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل الى مونديال روسيا 2018. وفي المباراة التي أقيمت الخميس في ماليزيا، وهي محتسبة على أرض سوريا الممنوعة من استضافة المباريات الدولية الرسمية بسبب النزاع الدامي المستمر منذ العام 2011، كرر السومة نجم نادي الاهلي السعودي، الانجاز الذي حققه في الجولة الأخيرة من التصفيات، اذ تمكن من تسجيل هدف تعادل قاتل أمام ايران (2-2) في الخامس من أيلول/سبتمبر، مكن "نسور قاسيون" من احتلال المركز الثالث في المجموعة الآسيوية الأولى، وخوض الملحق.
وسجل السومة هدف التعادل في الدقيقة 84 من ركلة جزاء استحصل عليها، بعدما كانت استراليا تقدمت بهدف روبي كروز (40). وتقام مباراة الاياب في العاشر من تشرين الأول/اكتوبر في مدينة سيدني الاسترالية، وسيحتاج المنتخب السوري الى الفوز بها أو التعادل بأكثر من نتيجة مباراة اليوم، للتأهل الى الملحق الدولي ضد رابع منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). وقال السومة بعد المباراة "الحمدلله على النتيجة (...) في الشوط الأول لم نكن في المستوى المطلوب، وفي الشوط الثاني تسلمنا المباراة لآخر دقيقة. وصلنا وحاولنا كثيرا لكننا لم نوفق".
أضاف "المباراة في استراليا صعبة أمام جماهيرهم وعلى أرضهم (...) لكن لا مستحيل في كرة القدم".
وستدخل استراليا مباراة الاياب وهي تحظى بأفضلية نسبية لكونها سجلت خارج أرضها. وبدأت المباراة الخميس بضغط من المنتخب الاسترالي منذ اللحظات الأولى، وسط تراجع من المنتخب السوري بدا انه أقرب الى عملية جس نبض.
وبعد مرور نحو عشر دقائق على انطلاق المباراة، بدأ المنتخب السوري بالتحرك أكثر على أرض الملعب، وتمكن أكثر من مرة من قطع الكرة في وسط ملعب المنتخب الاسترالي، دون ان يتمكن من تحويل هذه الهجمات الى فرص جدية على المرمى.
وأتيحت للمنتخب الاسترالي أول فرصة خطرة في الدقيقة 18، بتسديدة قوية من خارج المنطقة لمارك ميليغان، حولها الحارس السوري ابراهيم عالمة الى ركلة ركنية. وبعد عشر دقائق، كاد آرون ليكي ان يسجل الهدف الأول، بعدما وصلته الكرة على مسافة قريبة من المرمى بعد خطأ دفاعي، الا انه سددها عالية من دون رقابة.
وفي الدقيقة 33، أتيحت للمنتخب السوري أول فرصة خطرة، عندما تقدم السومة من خارج المنطقة وحول الكرة عرضية قوية الى مواطنه عمر خريبين، الا ان تسديدة الأخير المتقدم من الخلف كانت عالية.
- الخطيب يحرك الهجوم -
وتبدلت موازين الضغط في الشوط الثاني، اذ بدت سوريا عازمة على معادلة النتيجة في أقرب وقت. وفي موازاة الضغط والتقدم السوريين، أفاد المنتخب الاسترالي بشكل كبير وكاد ان يحسم النتيجة من الدقيقة 48، اذ استغل طومي يوريتش خطأ دفاعيا ليقترب من مرمى عالمة، وأرسل تسديدة قوية تصدى لها القائم الأيمن للمرمى، قبل ان تعود للاعب نفسه ويسددها بطريقة مشابهة، وتعود أيضا من القائم نفسه.
وكثف المنتخب السوري تباعا ضغطه في الشوط الثاني مقابل تراجع استرالي واضح. وساهم دخول النجم السوري فراس الخطيب بدلا من محمود المواس (في الدقيقة 74)، في تحريك خط الهجوم السوري وتحقيق اختراقات أكثر خطورة للدفاع الاسترالي.
وبعد دقيقتين من دخوله، بدا تأثير الخطيب جليا في خط الهجوم، اذ صنع أخطر فرصة لبلاده في الشوط الثاني بعدما تلقى الكرة اثر هجمة مرتدة من مؤيد عجان، ليخترق على الجناح الأيسر ويراوغ ثلاثة مدافعين، قبل ان يرفع الكرة ليلاقيها السومة المتقدم من الخلف برأسه من مسافة قريبة جدا. الا ان الحارس الاسترالي ماتيو راين تصدى لها بصعوبة قبل ان يتكفل القائم الأيمن بإبعادها. وبعد دقائق، أثمر الضغط، اذ كسب السومة ركلة جزاء اثر تعرضه للعرقلة من ماثيو ليكي أثناء محاولته الارتقاء لكرة عرضية عالية أمام المرمى. وانبرى السومة للركلة وسددها قوية خادعة على يسار راين.
وبعد التعادل، عاود المنتخب الاسترالي الضغط بعد تراجعه لفترات طويلة من الشوط الثاني، بينما سدد مؤيد عجان تسديدة قوية من خارج المنطقة تصدى لها الحارس الاسترالي، لتنتهي المباراة بالتعادل.
وبعد المباراة، قال الخطيب "الحمدلله حصلنا (على) التعادل بعدما كانت المباراة ستهرب من يدينا"، معتبرا انه "ربما احترمنا المنتخب الاسترالي أكثر من اللازم (...) ما جعلهم يحصلون على فرص".
أضاف "تنتظرنا مباراة صعبة جدا جدا" في استراليا.
- التعادل "نصر كبير" -
وتواجد عشرات المشجعين السوريين في أرض الملعب الماليزي، وسمعوا مرارا وهم يهتفون "سوريا، سوريا"، لاسيما بعد التعادل. الا ان الغالبية العظمى من مواطنيهم تابعت المباراة عن بعد.
ووضعت شاشات عملاقة في مساحات عامة او صالات رياضية وقاعات مغلقة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وحلب. وفي دمشق، غصت المقاهي بروادها الذين عقدوا حلقات الدبكة والرقص قبل انطلاق المباراة وبعد انتهائها فرحاً بالنتيجة، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس. وفي ساحة الأمويين، افترش الآلاف الارض امام شاشة عملاقة، حاملين الاعلام السورية ومرددين هتافات داعمة للمنتخب، وارتدى العديد منهم قميصه الأحمر.
وقالت الشابة الثلاثينية لبنى ايوب لفرانس برس في مقهى وسط دمشق "كانت مباراة حماسية وجميلة (...) نعتبر التعادل نصراً كبيراً".
وأكدت نيبال انها تترقب "تحقيق النصر والفوز في المباراة المقبلة. والاهم ان الشعب السوري اجتمع مجدداً داخل البلد وخارجه".