اختتم اللواء جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية قبل عدة أيام زيارته إلى العاصمة التركمانية، عشق أباد، والتي تواصلت على مدار سبعة أيام عقد خلالها عدة اجتماعات مع عدد من الشخصيات الرفيعة في دولة تركمانستان، وفي الاتحاد الأولمبي الاسيوي، كما شارك في حفل افتتاح الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات المغلقة والفنون القتالية، الذي احتضنه الملعب الأولمبي في العاصمة.
وكان اللواء الرجوب قد وصل مدينة عشق أباد، يوم السبت الموافق 16 من الشهر الجاري، حيث كان في استقباله فويبا كوجاييف النائب الأول لوزير الخارجية في تركمانستان، وسفير تركمانستان في السعودية السفير غير المقيم في فلسطين اوراز محمد شريف، وسفير دولة فلسطين في تركمانستان حسين غنام.
وفي 17 سبتمبر الجاري شارك اللواء الرجوب إلى جانب رؤساء اللجان الأولمبية الوطنية المشاركة، وبحضور رئيس دولة تركمانستان قربانقلي بردي محمدوف ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد فهد الصباح، وبمشاركة بعثة فلسطين في افتتاح البطولة، والتي تستمر حتى 27 من الشهر الجاري.
وشهد حفل الافتتاح العشرات من العروض الفنية والموسيقية، التي جسّدت لمحات تاريخية عن دولة تركمانستان وشعبها، واعتزازهم بالخيل الأصيلة في بلادهم، من خلال عرض مميز كان فيه الكثير من الخطورة والإثارة، قام به مجموعة من الفرسان والفارسات وبمختلف الأعمار، في مشهد أثار إعجاب الجماهير الغفيرة.
وشهد يوم الاثنين الموافق 18/9 زيارة اللواء الرجوب لمقرّ سفارة دولة فلسطين في عشق اباد، حيث كان في استقباله السفير حسين غنام وطاقم السفارة، حيث كرّم اللواء السفير غنام نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
تلاها زيارة تفقدية لمقر إقامة بعثة فلسطين في القرية الأولمبية، ورافقه في الزيارة كل من السفير غنام، ود. نزيه نعيرات عضو المكتب التنفيذي للأولمبية ود. نبال خليل مديرة دائرة العلاقات الدولية، حيث اطمأنّ على سير تدريباتهم ومنافساتهم، كما شدّ من أزر منتخب فلسطين للسيدات بكرة القدم، مؤكّداً على أنّ التجربة ضرورة دائماً لعمل أداة قياس عملية حقيقية، مشدداً على أهمية استمرار العمل في سبيل تطوير الدائرة النسوية بشكل دائم، وثبات في أجندة النشاطات الخاصة بالكرة النسوية للصالات وغيرها، والإعداد الجيّد مستقبلاً لأي مشاركة أخرى من خلال معسكرات وتجمّعات تدريبية داخلية وخارجية وفق الحاجة.
وفي مساء الاثنين أيضا استقبل الرجوب وفدا من صحفيي الاتحاد الاسيوي المتواجدين في عشق اباد، حيث أكد أنه يجري العمل في فلسطين لبناء منظومة رياضية متكاملة للنهوض بالحركة الرياضية الفلسطينية، تشمل تنمية الكادر البشري والبنية التحتية وتطوير الاداء للوصول إلى المستوى الذي يليق بسمعة فلسطين وكفاحه.
وأشار إلى أن الرياضة تعد إحدى وسائل النضال الوطني بالإضافة لكونها منبرا ووسيلة ليرى العالم معاناة شعبنا من سياسات الاحتلال العنصرية التي يفرضها في وجه الرياضيين وتقييد لقدرتنا في إقامة منشئات رياضية.
ثم توجه الرجوب للقاء رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الشيخ الصباح، حيث طالب الرجوب الصباح بمساندة جهود الأولمبية الفلسطينية واتحاد كرة القدم في اصدار بيان عن اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) يؤكد على حق فلسطين بتطوير الرياضة، أسوة بكافة دول العالم، لما له من دور هام على صعيد دعم الرياضة الفلسطينية والوقوف إلى جانبها من أجل حل مشكلاتها التي يعتبر الاحتلال المشكلة الرئيسية والعائق الأكبر أمام تطورها، مشيرا إلى أنه سيلتقي رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، الشيخ سلمان بن ابراهيم خلال شهر أكتوبر المقبل للحصول على دعمه لإصدار البيان.
كما استعرض الرجوب انتهاكات الاحتلال بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، والتي كان آخرها منع عدد من اللاعبين من مغادرة قطاع غزة للمشاركة في البطولة الاسيوية، مؤكدا على أن قضية فلسطين لدى محكمة الكاس، الخاصة بأندية المستوطنات مازالت قائمة.
من جانبه أبدى الشيخ الصباح استعداد المجلس الاسيوي لتقديم الدعم لفلسطين بكافة أشكاله، سواء على صعيد اصدار البيان عن الـ (أنوك) أو على صعيد تطوير ودعم البنية التحتية الرياضية .
كما حضر الرجوب، صباح الأربعاء، 20 أيلول/ سبتمبر، اجتماع الجمعية العمومية للمجس الأولمبي الآسيوي، إلى جانب عدد من رؤساء وأعضاء المكاتب التنفيذية للجان الأولمبية الآسيوية، حيث ترأّس الاجتماع الشيخ أحمد فهد الصباح، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي.
وغادر اللواء الرجوب مساء الأربعاء العاصمة التركمانية، حيث كان في وداعه فويبا كوجاييف النائب الأول لوزير الخارجية في تركمانستان، وسفير تركمانستان في السعودية السفير غير المقيم في فلسطين اوراز محمد شريف، وسفير دولة فلسطين في تركمانستان حسين غنام، إضافة إلى الطاقم الإداري لبعثة فلسطين.
وكان اللواء الرجوب قد عبّر للسيّد كوجاييف عن سعادته بالحضور إلى تركمانستان، والمشاركة في إطلاق الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات، شاكراً رئيس الدولة قربانقلي محمدوف على حسن الضيافة والاستقبال.
وأشاد اللواء الرجوب بحسن الإدارة والتنظيم الذي لمسه خلال سير فعاليات الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات وتوفّر الأمن والأمان، مؤكداً على أنّ البطولة تعتبر حدثاً تاريخياً مهماً لا مثيل له، لا بدّ من الحفاظ عليه وتأريخه بالشكل الذي يليق به.
وطرح اللواء الرجوب فكرة تنظيم مباراتين بكرة القدم بين منتخبي فلسطين وتركمانستان ذهاباً وإياباً، لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل أكبر من خلال قطاع الرياضة، تاركاً للأسرة الرياضية في تركمانستان تحديد الموعد كيفما يناسبهم من بعد منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، إضافة إلى التركيز على قطاع الشباب من خلال تبادل الوفود الشبابية للتعارف، وترحاب فلسطين باستضافة طلبة من تركمانستان لتعلّم اللغة العربية، مع إمكانية إحداث تعاون من نوع آخر اقتصادي وسياحي، موكلاً مهمّة التنسيق لكل ذلك من خلال سفير فلسطين في تركمانستان حسين غنّام.
بدوره أكد السّيد كوجاييف على أنّ حضوره لوداع اللواء الرجوب، جاء استجابة لأوامر وزير الخارجية، إيماناً منه بأهمية شخصية الرجوب، وشكر باسمه وباسم دولة تركمانستان رئاسة وشعباً مشاركة فلسطين في البطولة.
من جهة أخرى أعرب كوجاييف عن سعادته بكل ما طرحه الرجوب من أفكار، وأكّد كوجاييف على أنّه وضمن سياسة الدولة، تقوية أواصر العلاقات مع الدول العربية كافّة بما فيها فلسطين، وأنّ للرئيس التركماني برنامج معدّ لتنظيم عدة زيارات مسقبلاً لتلك الدول، موصياً اللواء الرجوب بإنشاء قنوات تواصل سهلة مع الجالية التركمانية الموجودة في فلسطين للتواصل معها، ضمن برنامج التواصل الذي تنظّمه دولة تركمانستان سنوياً مع كافّة رعاياها في مختلف دول العالم.
واستعرض كوجاييف الأهداف التي سعت تركمانستان تحقيقها من خلال تنظيم هذه البطولة، وبالدرجة الأولى أن تكون الرياضة هي لغة الحوار بين شعوب القارة، وبأن يكون عنوانها السلام والأمان للجميع، مشيراً إلى إيمانه بوصول الرسالة بالشكل الصحيح، في ظل مشاركة العديد من الدول وتواجد مئات الصحافيين لتغطية الحدث، الذي منح تركمانستان المزيد من الحضور وتسليط الأضواء عليها بنجاح.