بيان السيسى قبل انعقاد الدورة الثانية والخمسون للجمعية العامة للامم المتحدة

بيان السيسى قبل انعقاد الدورة الثانية والخمسون للجمعية العامة للامم المتحدة
القي السيسى منذ قليل قبل انعقاد الدورة الثانية والخمسون للجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك بيان قال فيه : اسمحوا لي في البداية ان اهنئكم على توليكم رئاسة الدورة الثانية والخمسون للجمعية العامة للامم المتحدة. واتمنى لكم جميعا النجاح في القيام بواجباتكم. واغتنم هذه الفرصة ايضا لاعرب عن بالغ التقدير للسيد بيتر تومسون, رئيس الدورة الحادية والخمسون للجمعية العامة, الذي اشرف على اعمال الدورة السابقة بكل باقتدار.
وفي كل مرة نلتقي فيها في هذه الهيئة الموقرة, فاننا اعدنا احياء امال وتطلعات الشعوب التي نتشرف بتمثيلها و تخدمها, لكي توفر لهم السلام والتنمية. ان الاجيال الجديدة تنظر الينا لتحقيق احلامهم لحياة كريمة في ظل نظام دولي عادل ؛ وهو امر عالمي يمكن ان يواجه تحديات, مثل تغير المناخ, والكوارث الطبيعية, والامراض والاوبئة, فضلا عن الازمات الاخرى التي من صنع الانسان مثلها مثل: - الحرب والارهاب وال التناقضات الهائلة في توزيع الموارد وفرص التنمية.
ومن الواضح ان مقاصد الامم المتحدة ومبادئها ما زالت صالحة كاساس لعالم يتيح للجميع فرصة الاستفادة من الخطوات الكبيرة في مجال التقدم العلمي, والتنمية الاقتصادية, فضلا عن ثورة المعلومات, التي جلبت المجتمعات للمجتمعات. اكثر من اي وقت مضى على نحو لم يسبق له مثيل. وتتيح هذه التطورات امكانية كبيرة لاقامة نظام دولي عادل وامن ؛ وهو امر يستند الى الحق في التنمية, والحرية, والتقدم, وال التفاعلات المفتوحة بين الشعوب.
وفي مصر, نؤمن بشكل قاطع بقيم الامم المتحدة ومقاصد ميثاقها. ونحن لدينا ثقة كبيرة بان تحقيق مثل هذه القيم ليس ممكنا فحسب, بل هو التزام وضرورة.
ان مشاركة مصر منذ وقت طويل مع الامم المتحدة, بوصفها عضوا مؤسسا للامم المتحدة, التي انتخبت لمجلس الامن لمدة ست مرات, واكبر مساهم في عملية حفظ السلام في جميع انحاء العالم, يشهد على جهودنا المستمرة لكي نسعى الى تحقيق هذا الهدف. بناء عالم يستحق تطلعات اطفالنا واح احفاد للعيش في الحرية, والكرامة, والامن, والرخاء.
والمسؤولية التي نتحملها تقتضي منا ان نكون صريحين في القول ان هذا العالم الذي نسعى اليه ومن الممكن تحقيقه, لا يزال للاسف بعيدا عن الواقع. ولا يزال يتعذر علينا منع الصراعات المسلحة, ومواجهة الارهاب, وتحقيق نزع السلاح النووي, ومعالجة الاختلالات الهيكلية الرئيسية في النظام الاقتصادي الدولي, التي وسعت الفجوة بين العالمين المتقدم النمو والعالم النامي.
وبناء على تجارب المناطق الافريقية والعربية, يمكنني ان اذكر بضمير واضح ان هذه التجارب تلخص الازمة الراهنة في النظام الدولي, وعدم قدرتها على تحقيق اهداف هذه المنظمة.
ان المنطقة العربية, وهي الوسط الحضارية والثقافي لمصر, اصبحت اليوم بؤرة لبعض من اكثر الصراعات المدنية وحشية في تاريخ البشرية الحديث. وهي اكثر المناطق عرضة للخطر الذي يفرضه الارهاب. واحد من كل ثلاثة لاجئين في العالم اليوم هو عربي, وقد اصبح البحر الابيض المتوسط قناة للمهاجرين غير النظاميين من الدول الاسيوية والافريقية, الذين يهربون من ويلات الحرب الاهلية, فضلا عن الياس من المشاق الاقتصادية والاجتماعية. كما يتجلى في التقرير الاقليمي العربي بشان الفقر المتعدد الابعاد الذي اجرته جامعة الدول العربية بالتعاون مع الامم المتحدة.
وبما ان افريقيا هي الموطن الجغرافي لمصر, فانها تقع في قلب السياسة الخارجية المصرية, لان جذورها التاريخية تكمن في افريقيا, وهي تنبع من افريقيا, وهي اننا تستمد من هويتنا و احساسنا العميق بالانتماء. وقد اصبحت هذه القارة ايضا خاضعة لنفس التهديدات الامنية التي تواجه المنطقة العربية, وتشكل مثالا رئيسيا للازمة في النظام الاقتصادي الدولي الحالي, الذي يعزز الفقر والتفاوت الاقتصادي. ويتحمل هذا النظام العالمي مسؤولية رئيسية في الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تهدد السلام والاستقرار الدوليين, مما يجعل اي مناقشة بشان اهداف التنمية المستدامة غير مجدية.
سيدي الرئيس,
ان مصر محاطة بال الازمات الاكثر خطورة في العالم. ومن قدرنا ان نبحر بثقة من خلال هذه الاخطار التي لم يسبق لها مثيل, وذلك بالاعتماد على استراتيجية انمائية طموحة تقوم على الاصلاحات الاقتصادية الجذرية وال جريئة. وتهدف هذه الاصلاحات الى تمكين الشباب, الذين يمثلون اغلبية السكان, ليس في مصر فحسب, بل ايضا في معظم مجتمعات البلدان العربية والعالم النامي.
وفي عالم يتسم بالترابط والتعقيد وال الكامل بالتحديات التي لا يمكن ان يواجهة اي بلد وحده, بغض النظر عن قدراتها, من المحتم ان ترتبط خطط التنمية الطموحة التي وضعتها مصر باستخدام استراتيجية نشطة للسياسة الخارجية. و شد هذه الاستراتيجية بالمبادئ الاخلاقية الراسخة التي ترسخها التراث وثقافتهم, وتلتزم بالمبادئ القانونية للنظام الدولي, التي شاركت مصر فيها بفعالية في صياغة هذه الاستراتيجية. وهو يستند ايضا الى رؤية لمعالجة اوجه القصور التي حالت دون تحقيق اهداف الامم المتحدة.
وتقوم رؤيتنا على اساس المبادئ والاولويات الرئيسية الخمسة التالية:
اولا: الحل الوحيد للازمات التي تعاني منها المنطقة العربية هو من خلال التمسك بفكرة الدولة القومية الحديثة, التي تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة وحكم القانون وحقوق الانسان, وبالتالي التغلب على اي محاولات للرد على العودة الى الوطن. الى الولاء الفقهية او الطائفي او العرقي او القبائل. ان الطريق نحو الاصلاح يمر لا محالة من خلال تحقيق الدولة القومية, ولا يمكن ان يبنى على نهايته.
وهذا المبدا يكمن في صميم السياسة الخارجية لمصر, وهو الاساس الذي تستند اليه مواقفنا في التصدي للازمات التي تؤثر على منطقتنا.
وفيما يتعلق بسوريا, نعتقد انه لن يكون هناك خلاص لسوريا الا من خلال حل سياسي توافقي بين جميع السوريين في جوهرها هو الحفاظ على وحدة الدولة السورية, والحفاظ على مؤسساتها, وتوسيع نطاقها. ان القاعدة السياسية والاجتماعية تشمل جميع فصائل المجتمع السوري, ومن اجل مكافحة الارهاب بشكل حاسم الى ان يتم التغلب عليها. والطريق الى تحقيق ذلك هو من خلال عملية المفاوضات التي قادتها الامم المتحدة, بدعم من مصر, كما نرفض اي محاولة لمعالجة الماساة في سوريا لاقامة مناطق نفوذ دولية او اقليمية, او لتنفيذ السياسات التخريبية لبعض الاطراف الاقليمية, وقد تسببت ممارساتها في معاناة كبيرة لمنطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية. وقد حان الوقت الان لتحقيق مواجهة نهائية وحاسمة مع هذه الممارسات.
وبالمثل, نعتقد ان التوصل الى تسوية سياسية هو الحل الوحيد مجدية للازمة الجارية في ليبيا. وما زالت ليبيا تواجه محاولات لتفكيك الدولة وتحويلها الى ساحة مفتوحة للمنازعات القبلية, وهي ميدان للعمليات للمنظمات الارهابية, ومسرح للنشاط من اجل الاسلحة وال المتجرين بالبشر. وهنا, اود ان اؤكد بوضوح شديد, ان مصر لن تسمح بمواصلة المحاولات الرامية الى العبث بوحدة ونزاهة الدولة الليبية, او تقويض قدرات الشعب الليبي. وسوف نواصل العمل بجد مع الامم المتحدة من اجل التوصل الى تسوية سياسية تستند الى " اتفاق sokhairat." وهذه التسوية السياسية الهمت من التوصيات المتفق عليها بين الليبيين خلال اجتماعاتها المتتالية في القاهرة خلال الاشهر الاخيرة. والهدف من ذلك هو انهاء الجمود السياسي الحالي, وتنشيط عملية التسوية في البلد.
وينطبق هذا المنطق ذاته على الاستراتيجية المصرية فيما يتعلق بال الازمات في العراق واليمن. ان دولة قومية موحدة وقادرة وعادلة هي السبيل الوحيد للتغلب على الازمات الحالية, وتحقيق التطلعات المشروعة للشعوب العربية.
ثانيا: حان الوقت لتسوية شاملة ونهائية لاطول ازمة معلقة في المنطقة العربية, وهي القضية الفلسطينية, وهي صورة واضحة لعدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ سلسلة طويلة من قرارات الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن. ان اغلاق هذا الفصل من خلال تسوية عادلة, استنادا الى القواعد والمبادئ الدولية الراسخة, واقامة دولة فلسطينية مستقلة على طول حدود عام 1967 مع القدس الشرقية بوصفها عاصمة لها, شرط مسبق ضروري للمنطقة باسرها في مرحلة جديدة من مراحلها. - الاستقرار والتنمية. وهذا امر ضروري ايضا لاستعادة مصداقية الامم المتحدة والنظام الدولي. وما من شك في ان تحقيق السلام سوف يؤدي الى القضاء على احد الاعذار الرئيسية التي كان الارهاب يتلاعب بها لتبرير انتشارها في المنطقة. وقد حان الوقت للتغلب على حاجز الكراهية الى الابد. واود ان اشدد على ان العرب لا يزال يمد ايديهم بالسلام. وتجربة مصر تثبت ان السلام ممكن, وهو بالفعل هدف واقعي ينبغي لنا جميعا ان نواصل السعي اليه بشكل جدي.
السيد الرئيس, اسمحوا لي ان اقاطع الخطاب المكتوب وان ادعو المعنيين بهذه المسالة. وانني ادعو الشعب الفلسطيني الى ان توحيد وراء الهدف, لا ان يختلف, وان لا يضيع الفرصة, وان يكون مستعدا للمش في مع الاخر, مع الاسرائيليين في الامن والسلام, وتحقيق الاستقرار والامن للجميع. ادعو الشعب الاسرائيلي ويقول ان لدينا في مصر تجربة عظيمة ورائعة من اجل السلام معكم لاكثر من 40 عاما ويمكننا تكرار هذه التجربة والخطوة الرائعة مرة اخرى ؛ امن المواطن الاسرائيلي الى جانب الامن من المواطن الفلسطيني. و بلدي لك ان تقف وتدعم قيادتك السياسية وليس ان تتردد. انني اتحدث عن الراي العام الاسرائيلي ؛ واؤكد لكم اننا جميعا معكم لجعل هذه الخطوة خطوة ناجحة, وقد لا تنشا هذه الفرصة مرة اخرى. و بلدي الاخرى هي الى كل البلدان المحبة للسلام والاستقرار, والى جميع البلدان العربية لدعم هذه الخطوة العظيمة, والى بقية بلدان العالم لتقف على هذه الخطوة, وهو ما سيحدث اذا نجح النجاح في تغيير التاريخ. انني ادعو قيادة الولايات المتحدة ورئيس الولايات المتحدة ؛ وان تتاح لنا الفرصة لكي نكتب صفحة جديدة في تاريخ البشرية لتحقيق السلام في هذه المنطقة.
ثالثا: من المستحيل تصور مستقبل للنظام الاقليمي او الدولي دون مواجهة قاطعة وشاملة مع الارهاب. وينبغي تناول هذا الامر على نحو يقضي على الارهاب ويزيل جذوره و اسبابه, بالاضافة الى انه يتحدى علنا اي طرف يدعم الارهاب او يموله, او يمنحها محافل سياسية او وسائل اعلامية او الملاذات امنة.
وفي جميع اخلاص, لا يوجد مجال لاي مناقشة جادة بشان مصداقية اي نظام دولي يطبق معايير مزدوجة. وهو نظام يحارب الارهاب مع التسامح مع مؤيديها, وفي نفس الوقت اشراكهم في المناقشات بشان كيفية القضاء على التهديد الذي خلقنه في المقام الاول. ومن اجل ان نكون مخلصين و المؤمنين لشعوبنا, ينبغي لاعضاء التحالفات الدولية المختلفة ان الاجابة على الاسئلة ذات الصلة التي نحناها, لان الاجوبة عادة ما يتم تفاديها من قبل اولئك الذين يفضلون الازدواجية من اجل التوصل الى مصالح سياسية ضيقة في زوال الدول وفي ما يلي: نفقات سفك الدماء من قبل شعبها, والتي لن نسمح بان تضيع هباءا تحت اي ظرف من الظروف.
ونحن في العالم الاسلامي بحاجة الى مواجهة واقعنا والى العمل معا لتصحيح المفاهيم التي يساء فهمها والتي اصبحت ذريعة ايديولوجية للارهاب وخطابها المدمر. وكما تتذكر, فقد اطلقت مصر مبادرة لتصحيح الخطاب الديني من اجل احياء القيم المعتدلة وال متسامح للاسلام. وتشارك المؤسسات الدينية في مصر حاليا في هذه العملية بالتنسيق مع الكيانات الدولية ذات الصلة في جميع انحاء العالم.
ان مصر, التي تشارك حاليا في معركة لا الصارم للقضاء على الارهاب من اراضيها, ملتزمة بالتعقب والتصدي للارهاب والقضاء عليه بحزم اينما وجدت. ومن الواضح ان مواجهة الارهاب كانت في طليعة اولويات مصر خلال عضويته في مجلس الامن في عام 2016/2017, فضلا عن رئاستها للجنة مكافحة الارهاب. ولم يكن ذلك دفاعا عن مستقبل مصر فحسب, بل ايضا دفاعا عن مستقبل المجتمع الدولي برمته.
رابعا: ان القضاء على الاسباب الجذرية للازمات الدولية ومصادر التهديد بالاستقرار الدولي, يستلزم تفعيل مبدا المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة بين اعضاء المجتمع الدولي, من اجل تضييق الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية. - البلدان.
2030-كيف يمكن للامم المتحدة وجدول اعمال جدول اعمال عام 2030 واهداف التنمية المستدامة ان تكون لها اي مصداقية عندما يكون النظام الاقتصادي الدولي في حد ذاته مسؤولا عن التشديد على اوجه التفاوت على نحو لا يتفق مع قيم العدالة والمساواة?
وكيف يمكن ان تتاح الفرصة للبلدان الاقل نموا لتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الاساسية لتصحيح العيوب التي تهدف الى ادارة مواردها, دون ان تعالج بصورة اساسية مسالة لا تشكل اقل اهمية بالنسبة للظروف الاقتصادية الدولية? وهذا يتطلب اشراك البلدان النامية اكثر في هيكل الادارة الاقتصادية الدولية, وتسهيل حصولها على التمويل والاسواق ونقل التكنولوجيا بصورة ايسر.
خامسا: ان تسوية المنازعات في عالمنا اليوم لا يمكن تحقيقها الا من خلال احترام مبادئ القانون الدولي, والتفاوض على اساس المبادئ القانونية والتاريخية والاخلاقية, فضلا عن احترام سيادة الدول ومبدا عدم المساواة في السيادة. - عدم التدخل في الشؤون الداخلية لديهم.
وبعد انقضاء اكثر من سبعة عقود على انشاء الامم المتحدة, لا يمكن ان تظل قوة القوة والالعاب عديمة الاهمية وسيلة لتحقيق المصالح, وخاصة في عالم اليوم, الذي يقوم على اساس الترابط المتبادل بين الامم, وفي الاماكن التي لا توجد فيها افاق هامة لتحقيق هذه الاهداف. ويوجد تعاون وتفاهم لتحقيق المصالح المشتركة للجميع.
وبناء على المبادئ المذكورة انفا, كانت مصر في طليعة البلدان التي كانت حريصة على الشروع في مبادرة حوض النيل في عام 1999., وهي تسعى ايضا الى ابرام اتفاق ثلاثي بين مصر والسودان واثيوبيا لمعالجة مسالة سد عصر النهضة. ومن منظور تعاوني, على نحو يضع اطارا قانونيا واضحا لادارة هذه المسالة وفقا للقانون الدولي والمبادئ الراسخة, فضلا عن القواعد الراسخة التي تحكم العلاقات بين الدول التي تتقاسم احواض الانهار العابرة للحدود في جميع انحاء العالم. ولا يزال هذا الاتفاق هو الاطار القانوني الذي يمكن ان يترجم منطق التعاون وتبادل الاراء بين اطرافها الثلاثة, ما لم يستمر حسن النية, وتطبق الاطراف الاتفاق بشكل كامل ومع السلامة. وفي هذا الصدد, من الاهمية بمكان القيام بما سبق الاتفاق عليه بين الاطراف في سياق هذا الاتفاق, وبخاصة بالنظر الى عامل الزمن الملح, بغية تجنب اهدار فرصة تقديم نموذج ناجح لادارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية. من العلاقات بين ثلاثة من البلدان الشقيقة في حوض النيل.
سيدي الرئيس,
وفي الختام, فان اجتماعاتنا اليوم في هذه الهيئة الموقرة, هي فرصة للتامل الذاتي الصادق, حيث ينبغي ان نعترف بالعديد من اوجه القصور التي تعوق النظام الدولي عن تحقيق الاهداف والتطلعات النبيلة التي تم التوصل اليها لتحقيقها. كما انها فرصة لتجديد التزامنا بانشاء نظام دولي اكثر انصافا, بالنظر الى ان تحقيق العدالة على الصعيد العالمي يظل شرطا ضروريا لمواجهة التحديات الهائلة التي تؤثر على عالمنا اليوم, وتعريض مصداقية النظام الدولي لتعريض مصداقية النظام الدولي للمساعدة في هذا الصدد.
وتمثل الماساة الانسانية التي تواجه اقلية الروهينغيا في ميانمار سببا اخر لتذكير المجتمع الدولي بالتزاماته الاخلاقية, نا لن بمسؤولياتها القانونية, على النحو المبين في ميثاق الامم المتحدة, ان تعمل على الفور من اجل التوصل الى حل دائم ينهي محنة المدنيين وعناوين عناوينها. الاسباب الجذرية للازمة, التي اصبحت تشكل خطرا على الامن الاقليمي واستقرار البلدان المجاورة.
دعونا نتحرك معا لتمكين سكان هذا العالم من استعادة السيطرة على مصائرهم, واستكشاف افاق جديدة للتعاون بين اعضاء المجتمع الدولي... دعونا نتجاوز معا الحلقة المفرغة للمصالح الضيقة, فضلا عن المنطق الذي لا طائل منه. ان سياسة القوة على الافاق الاوسع للمصالح الانسانية المشتركة والتعاون بين الجميع.... دعونا نكون حقيقة لانفسنا وتبديد عقلية السياسات الاستقطابية... ان العالم اليوم بحاجة ماسة الى دعم المصالح الانسانية المشتركة. ومن واجب جميع الدول ان تسعى الى المزيد من العلاقات مع جميع الشركاء الذين لا الحقد على الاطلاق.
هذا, سيدي الرئيس, كانت رسالة مصر التي نقلتها اليك اليوم... بوضوح ووضوح. وامل ان تنجح جهودنا المشتركة خلال الفترة المقبلة في تحقيق عالم افضل, وهو اكثر امنا واستقرارا وازدهارا.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;