صمت خيم على قلعة الغزلان، انتهى بهيئة إدارية نموذجية لديها الخبرة الريادية والاحترافية، تحمل على عاتقها برامج وأهداف لتسيير مرحلة قادمة بحاجة إلى جهود مضاعفة لعودة الفريق إلى منصات التتويج، وتعزيز ثقة الجماهير، كذلك المضي في إستقرار منظومة الغزلان،الحياة الرياضة استضافت رئيس النادي السيد عبد الحليم عوايصة وعضو الهيئة الإدارية الناطق الرسمي للمؤسسة الإعلامي غالب وريدات في حديث خاص عن مسيرة الإدارة القادمة:
شهر مضى تقريبا على تشكيل هيئة إدارية للنادي، قائمة الشهيد محمود عيسى البطاط، القائمة التي مثلت حركة فتح، وجدت توافق الهيئة العامة بعد انسحاب عدد من المرشحين لصالح القائمة، السيد عبدالحليم عطا " ابو خلدون " رئيسا لولاية جديدة بالإجماع، تم توزيع كافة المهام على الأعضاء بما يتناسب ورغباتهم وإبداعاتهم، روح العمل الجماعي سادت أبجديات التحدي للمرحلة القادمة، الهيئة الإدارية ضمت بجانب الرئيس عبد القادر قيسية، محمد رباع، غالب وريدات، خالد جبارين، علي البطاط، بهاء قيسية، عبدالحليم الطل ومراد البطاط، بدر ابو علان. نهاد وريدات. محمد منسية ونادر هوارين
ابرز ما يميز أعضاء الهيئة الإدارية خلال حديثهما، امتلاك الخبرة وهي احدى مقومات البناء، حيث هناك شخصيات لديهم باع طويل في العمل الإداري الرياضي، وأصبح لديهم مهنية واحترافية في التفضيل وحيوية الانجاز ضمن معايير تلبي الطموح، وهناك شخصيات أيضا تدرك العمل الإداري المؤسساتي الممنهج والمخطط لبناء وتطوير المؤسسة، إضافة إلى حلقة الاتصال والتواصل التي يغطي جانبها شخصيات لها افق واسع في تنظيم دور المؤسسة بالتشبيك وبناء شراكة للمنظومة بمختلف ركائزها.
الشارع الرياضي وجماهير الغزلان بايعت الهيئة الإدارية حسب ما أورد ابو خلدون، حيث أشار إلى أن الانتخابات كانت بناءا على دعوة جماهيرية احتشدت واثنت على الخيارات، وبرأيه لا عمل ونجاح بدون القاعدة الغزلانية وإسناد الناس، وهذا ما تلمسه الإدارة بشكل يومي، من خلال المتابعة والدعم والالتفاف الجماهيري الذي يبعث مزيدا من الإصرار على المضي في تحقيق الأفضل للقلعة الغزلانية.
لم تكن الرغبة في العودة لولاية جديدة كما نوه أبو خلدون، لكن التوافق وظروف النادي، وما يربطه من علاقة مع المؤسسة كانت جميعها كافية لمرافقة الأعضاء إلى تشكيل قائمة، الولاية الماضية المكسب الوحيد كان خلق توليفة جلها من أبناء البلد، الرحلة القادمة تحتاج إلى جهود مضاعفة وتكاتف الجميع لجني المكسب الأكبر استقرار مؤسسة الغزلان بكل ركائزها من منظومة اللاعبين إلى ثبات الموازنة ومواردها.
أفصح أبو خلدون عن أبرز برامج عمل الإدارة هذه الولاية، وان هناك رؤية لتذليل العقبات التي كانت تواجه النادي وأهمها الجانب المالي، فهناك خطة لماسسة النادي معتبرا نادي الظاهرية صاحب الحظ الأوفر بين أندية الاحتراف الذي يملك عقارات تعود ملكيتها للمؤسسة من محال تجارية، قاعات ومستودعات، والخطة رفع اصول النادي وشراكة البلدية في استثمار الملعب القديم بمشروع حيوي كمجمع تجاري شامل جميع المرافق على مساحة تقدر بألفي متر مربع ، ما يشكل ارتياح لثبات الموارد المالية، ولم يغفل عن شراكة المؤسسات وعشاق وجماهير الغزلان الدائمة مع النادي كأبرز شركاء الانجازات. على صعيد الفريق، هناك عناصر شابة اكتسبت خبرة الموسم الماضي وتم إضافة لاعبين من البلدة هذا الموسم، والتطلع بناء فريق غزلاني والاعتماد على تعزيز بعض المراكز التي يحتاجها الفريق.
أفاد وريدات أن شأن الظاهرية كشأن باقي الأندية الفلسطينية فهو يحصل على منحة من الراعي للدوري، وتقدر بسبعين ألف دولار تصل الفريق على دفعات ومازالت الأندية تطالب بجزء من مستحقات هذه الرعاية من شركة الوطنية موبايل منذ الموسم الماضي، أما منحة الرئيس فهي تغطي جزء من النفقات وتقدر هي الأخرى بسبعين ألف دولار، أصول وأملاك النادي توفر جزء آخر من الميزانية، بلدية الظاهرية تتحمل كل عام جزء من هذه الأعباء، والبقية تتكفل بها جماهير الغزلان الوفية التي لا تقصر أبدا مع الفريق، ومع ذلك ينتهي الموسم وتبقى الموازنة مديونة حال العديد من الأندية.
السياسة العامة للموسم الجديد تخفيض الموازنة الكلية بعيدا عن التضخيم الذي يزج المؤسسة في متاهة الديون، التعامل سيكون بناء على الموارد وضمن الإمكانيات المتاحة لتغطية الاحتياجات التي تلبي الطموح، الموازنة المقترحة للموسم القادم هي الأقل في عمر الاحتراف الغزلاني، لن تتجاوز مليون وأربعمائة ألف شيكل وتقل عن سابقتها بخمسمائة ألف شيكل كأقل تقدير.
أفصح وريدات عن حملة أخذت مسمى " عضوية الشرف"، وهي حملة تهدف إلى إيجاد أعضاء مشاركين، يحق لهم المشاركة في القرار من خلال الاجتماعات الجماهيرية المباشرة التي تعقد بشكل دوري، وتتراوح مساهمة العضوية بين خمسمائة إلى ألف شيكل، علما أنها تجاوزت ذلك لعدد كبير من الأعضاء، ولم يخف أن إيرادات هذه العضوية سارية المفعول ساهمت في التحرك على أرضية خصبة مكنت الإدارة من التريث واختيار اللاعبين بعناية أكثر.
هناك عدد من المشاريع الاستثمارية التي تهدف لرفع اصول النادي وعلى رأس هذه المشاريع الاستثمار المشترك مع بلدية الظاهرية في الملعب القديم ، فهناك توقيع اتفاقية استثمار مشترك مع البلدية لإنشاء مجمع تجاري ضخم على أرض الملعب القديم تم مع البلدية السابقة، المخططات أصبحت على طاولة البلدية الجديدة، وهناك تواصل لتفعيل هذه الاتفاقية بأقرب وقت، الفائدة المرجوة التي يعول عليها مجلس الإدارة تبدي أريحية وحيوية لاستمرارية النادي، إضافة إلى الأصول التابعة للنادي من عقارات ( محلات تجارية، قاعات ومستودعات). وبذلك يرتقي نادي الغزلان ليكون أول الأندية التي تمتلك استثمارات خاصة وربما من أولى المؤسسات على مستوى الوطن.
مشروع ملعب الظاهرية انطلق بدعم من مؤسسة فلسطين الغد، ملعب دولي ضمن معايير دولية، تم تشييد الجزء الأساس لكن توقف الداعم الرئيس بعد أزمة المؤسسة، بات التواصل مع بلدية الظاهرية وكافة الأطراف لإكمال المشروع، تم الحديث مع السيد الرئيس محمود عباس في زيارة غزلانية وكذلك بوجود اللواء أبو رامي والوعود بمنحة منتظرة، نطرق كافة الأبواب لإكمال ستاد للظاهرية التي تستحق برأيهما أن يكون لها ملعب خاص.
أعادت إدارة الغزلان المدرب المحبوب القدير سعيد أبو الطاهر، ويسرد وريدات أهم أسباب اختيار أبو الطاهر، وتكمن في تدريبه الفريق سابقا وتحقيق العديد من البطولات، إضافة إلى الخبرة الفنية التي تميزه عن غيره، إلى جانب العلاقة المتينة مع الجماهير والمؤسسات المحلية، ويساعده المدرب ابن الظاهرية الكابتن يوسف عيسى الذي قاد الفريق أواخر إياب الدوري السابق بعد رحيل بهجت عودة، وكذلك مدرب اللياقة البدنية الكابتن خليل شما، إضافة إلى الخبرة مدرب الحراس الكابتن أحمد النتشة.
شمل ملف تجديد اللاعبين كافة أبناء البلد، الذين خاضوا غمار منافسات الموسم السابق، وأبدى الجميع الرغبة في مواصلة مشوارهم في صفوف الغزلان برغبة جامحة وانتماء عال، كما أن التجديد شمل لاعبين رافقوا الفريق من خارج الظاهرية كانوا ضمن توليفة الغزلان في البطولة الماضية، وكانت الفرصة مواتية لإضافة ستة لاعبين تم ترفيعهم للفريق الأول وهم خليط من الفريق الرديف ومدرسة الموهوبين الكروية.
عزز الظاهرية الفريق بالعديد من اللاعبين شملت ركائز الخطوط المطلوبة، ذلك بناء على رؤية الطاقمين الإداري والفني وبالتعاون مع دائرة الإشراف الرياضي، وضمت القائمة الحارس أمين الدراويش، جهاد صقر، امجد زيدان، ليث خروب والظهير الأيسر فادي أبو عيسى من الداخل لعب أولى مباريات الدوري المنصرم مع الظاهرية، وفي احتفال خاص برعاية شركة مسافات العقارية تم الإعلان عن انضمام اللاعب احمد ماهر وعودته إلى فريقه الأم، هناك صفقة بالانتظار الإعلان عنها خلال ساعات تختص بجلب مدافع، والباب مفتوح لإضافة لاعبين حسب المعطيات التي يراها المدرب وتخدم توليفة الفريق.
تم التوافق الإداري كما أفاد وريدات مع جميع اللاعبين الذين مثلوا الفريق ورحلوا عنه هذا الموسم والأغلبية العظمى هم لاعبي تعزيز، باستثناء مصعب البطاط، وبالوقوف عند البطاط أكدت الإدارة انه اختار الانتقال إلى أهلي الخليل بناء على رغبته بالرغم من محاولات ثنيه عن القرار، نتمنى له التوفيق مع الشقيق الأهلي. واللاعب الآخر انس أبو سيف رحل عن الفريق دون تسوية قانونية، لا تشكل عائق لكن بحاجة إلى تطبيق للوائح التي ترضي وتلزم الطرفين.
أكد وريدات بان الإدارة تسخر كل الإمكانيات للموسم الجديد، الفريق يستعد للتجمع والبدء في رحلة الاستعداد، لا نعد بالبطولات لأنها تأتي بالعمل والإعداد يرافقهما روح الفريق، الموسم والتوفيق من الله سيكون مختلف وقابل لتخطي كافة إخفاقات الموسم الماضي، وهذا ما كان قد أشار إليه أبو خلدون حول عاملي الإعداد واللعب بروح الفريق للفوز ويبقى التوفيق من الله لان يكون الفريق في المنافسة.
تم البحث عن أسباب عزوف الجماهير عن المدرجات خلال الموسم الماضي وسبل إعادتهم بالشكل الذي اعتدنا عليه وبالصورة التي كانت عليه الجماهير دائما، وتكمن الأسباب في ثقافة الانتصار وتحقيق البطولات الراسخة في عقولهم، ورفض أي مرتبة غير ذلك، وبالفعل عند الرجوع إلى أرشيف مسيرة الفريق، وجد أن ما حدث لم يكن قد مر به الغزلان، عدد كبير من الخسائر، غياب ثبات الأداء، وغياب الروح، مع أن الفريق كان في وضعية طيبة بداية الدوري، بالمقابل تم الوقوف على مسببات هذه الأحداث التي أدت الى العزوف وتبين أنها تتعلق بالتوليفة ذاتها، رحيل عدد من لاعبي الداخل دون مبررات، تغيير الإدارة الفنية، عجز ركائز الخطوط، المسؤولية مضاعفة، تم معالجة عدم تكرار والعبث في استقرار التوليفة، يبقى الإعداد وإيجاد روح الفريق أهم عناصر التقدم، جماهير الغزلان موجودة والعودة ستكون بقوة للوقوف مع القلعة الغزلانية رغم كل الظروف.
أكثر ما يثلج الصدر في منظومة الغزلان جماهيرها، فهي كما وصفها ابو خلدون "عقلها الرياضة "، وحديثها اليومي مسيرة الفريق، وهي الأقرب والأسرع لان تكون قائدة للفريق، داعمة لمسيرته، نحترم ونثمن أرائهم ومقترحاتهم لانهم الشريك الميداني. وريدات من جهته أعلن عن نية تنظيم الرابطة لبناء جسم قوي يشارك في تحمل المسؤولية، لا يوجد تحفظ على عضوية الرابطة، أبواب النادي مشرعة للجميع وسياسة المشاركة الفاعلة ابرز برامج عمل ونهج الإدارة.
وفي نهاية الحديث توجه رئيس النادي للجماهير والمؤسسات مبينا مدى حاجة الفريق للدعم والمساندة في الدوري، ومرتكزا على الثقة الكبيرة للحفاظ على المؤسسة تحت مبدأ الشراكة كأساس للعمل والانجاز. وريدات الناطق الرسمي للنادي أكد بان الأبواب مفتوحة وبانتظار اقتراحات الجماهير وتقبل الآراء والانتقادات من اجل التصويب الدائم، فتعزيز النجاح انجاز جماعي والمساندة في الإخفاق وتصويب الخطأ معيار التقدم بالمؤسسة، موسم خير قادم للغزلان بحمل اسم الفريق وتحقيق الطموح المشترك .