في دوري البقاء للأقوى... أندية الشركات تكتسح الأندية الشعبية
ربيع ياسين: الاستقرار المادي سبب اكتساح أندية الشركات للأندية الشعبية
أصبحت أندية الشىركات ورجال الأعمال ظاهرة متواجدة بشكل كبير في الدوري المصري وعامل مؤثر في مستقبل الكرة المصرية في جميع النواحي، في ظل اختفاء دور الأندية الجماهيرية وتأثيرها في الكرة المصرية باستثناء القطبين الأهلي والزمالك حيثُ يتواجد حاليًا في الدوري الممتاز (10) أندية للشركات والمؤسسات العسكرية والبترولية مقابل 8 فرق فقط شعبية.
ويشهد الدوري المصري كل موسم، إثارة كبيرة حيث تربعت عدد من أندية الشركات على جدول ترتيب الدوري مثل؛ سموحة، وادي دجلة، مصر المقاصة، بتروجيت، إنبي وذلك على حساب الأندية الجماهيرية, وتميزت أندية الشركات في كيفية إبرام الصفقات وإدارة الأزمات والتعامل مع اللاعبين في كافة الأمور وهو مانجح فيه ببراعة نادي وادي دجلة، برئاسة رجل الأعمال المصري ماجد سامي، الذي قام بضم مدربين ولاعبين عالميين مثل اللاعب الفرنسي المخضرم "مالودا" والمدرب الذي جذب أنظار قطبي الكرة المصرية للتعاقد معه "كارتيرون" للاستفادة من خبرتهم الكبيرة، ووصل الفريق إلي المراكز المتقدمة في الدوري المصري والوصول إلى المربع الذهبي بأداء قوي.
الجماهير وأندية الشركات
و تبتعد أندية الشركات عن الضغوط الجماهيرية وبالتالي تعمل بأريحية واطمئنان كامل دون مطالب قد تولد لحدوث أزمات بين الإدارة واللاعبين والجمهور على عكس أندية الجماهير التي تعمل تحت ضغط كبير يفجر مشكلات عديدة كرفض الجمهور الهزيمة ورغبتهم في التدخل في كافة شئون ناديهم وقيامهم بوقفات واحتجاجات أمام مقر ناديهم.
اكتشاف المواهب المغمورة
عملت هذه الأندية على إكتشاف العديد من المواهب التي كانت تندثر كل موسم مع أندية عديمة الامكانيات ولكنها ذو شعبية, بينما يرجع بعض الجماهير مسألة ارتفاع أسعار اللاعبين لوجود أندية الشركات التي من الممكن أن تختفي مع خسارة الشركة أو سقوط رجل الأعمال الذي ينفق على النادي والأمثلة كثيرة مع بداية إنطلاق الأندية الخاصة, وهناك فكر آخر يرى إن إرتفاع أسعار اللاعبين جاء نتيجة المنافسة بين أكثر من نادي على لاعب مميز هو الذى يؤدي إلى إرتفاع الأسعار.
أراء الرياضيين والنقاد حول مستقبل أندية الشركات وعوامل نجاحها:
قال عادل مصطفى، لاعب نادي إنبي السابق، إن أندية الشركات أكثر استقرارًا ماديًا و إداريًا، في حين إن تواجد الجمهور في الأندية الشعبية يمثل ضغوطً كبيرة على اللاعبين و المدربين أيضًا.
وأكد محمد شريف، صانع ألعاب وادي دجلة الشاب، إن أندية الشركات أفضل من الناحية المالية عن الأندية الشعبية، مُشيرًا إلى إن تواجد الجمهور في الأندية الشعبية يفرق معه كلاعب: "اللعب مع جمهور شيء آخر حتى لو جمهور منافس".
ويرى الناقد الرياضي، أبو المعاطي ذكي، إن أهم عامل من عوامل نجاح أندية الشركات أن لديها مال "سايب" عكس الأندية الشعبية التي تعاني من قلة الموارد المالية مثلًا نادي إنبي وبتروجيت تابعين لوزارة البترول ولديهما ميزانيات مفتوحة، وكان يترأسهم المهندس سامح فهمي الذي أسسهم على أعلى مستوى لذلك لديهم أموال كثيرة من الدولة وليس الأعضاء عكس الأندية الأخرى التي تراجعت مثل نادي المنصورة حاليًا ليس لديه أعضاء رغم إنه في وقت سابق في الثمانينيات والسبعينيات كان نصف المنتخب من لاعبيه، أيضًا الاتحاد السكندري والأولمبي الذي هبط درجة ثانية والترسانة الأندية الشعبية تعاني من الجانب المادي والتسويقي والتمويل، فأندية الشركات لديها استقرار إداري نتيجة لتعيين مجالس الإدارة التي تأتي من الوزير المسؤول، عكس الأندية الشعبية التي تعاني من الصراعات والخلافات الإنتخابية.
وقال كابتن ضياء السيد، المدرب العام السابق للمنتخب المصري: " الموضوع كله موضوع مالي بشكل كبير فالأندية التي تملك الأموال تستطيع أن تشتري لاعبين على مستوى عالي وتتعاقد مع مدربين كبار لتحسين أداء فرقهم، عكس الأندية الشعبية التي تعاني ماديًا، فأندية الشركات موجودة على الساحة وهي القوى المالية ولكن دخولها في المنافسة وخطف الدوري من الأهلي والزمالك شيء صعب".
وأوضح ربيع ياسين، مدرب منتخب مصر للشباب السابق، إن تراجع الأندية الشعبية جاء نتيجة عدم توافر الأموال و التسويق والمشاريع والفكر الاستثماري والتذاكر، الأعضاء، وتفتقد الجمهور أيضًا على عكس أندية الشركات التي تملك أموال استثمارية وأيضًا أموال اللاعيبة فهي تُخرج حوالي 30 أو 50 مليون جنيه في السنة فالأندية الشعبية لا تملك حتى 20 مليون بالإضافة إلى إن مستواهم متذبذب ويتعرضوا للهبوط بشكل مستمر.
وأشار عبد المنعم الأسطى، الناقد الرياضي بالأهرام، إن الأندية الشعبية ليس لديها جمهور ولا أموال تستطيع أن تجذب بهم النجوم، عكس أندية الشركات التي يترأسها مسؤولين مهمين لهم علاقة بكرة القدم بشكل كبيرة.
وعن العلاقة بين ارتفاع أسعار اللاعبين و "عبد المنعم": " أندية الشركات ليس لها علاقة بارتفاع أسعار اللاعبيين فالسبب الرئيسي هو رغبة الأهلي والزمالك في السيطرة على نجوم الأندية الأخرى، بدليل إن ماليك إيفونا لاع علاقة له بالدوري المصري وارتفع سعره إلى 2,3 مليون دولار فارتفاع الصفقات في الدوري المصري سببها الرئيسي هو تدخل الأهلي والزمالك لشراء اللاعب في وقت واحد"
ختامًا؛ فقد أكدت جميع الأراء على إن الأندية الشعبية حاليًا تفتقد التمويل والجماهير على عكس أندية الشركات التي غزت الكرة المصرية واحتلت الدوري المصري بل والمنافسة على لقب الدوري كما فعل سموحة في موسم 2014 واقترب من خطف الدوري من القلعة الحمراء لكن لم يحالفه الحظ.