ذكري وفاه الأسطورة أحمد زكي. 

ذكري وفاه الأسطورة أحمد زكي. 

 

 
عزة ابوالسعود. 

 رحل عن عالمنا الفهد الأسمر، نجم السينما المصرية وأحد علاماتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإلى ما لا نهاية، وبهذه المناسبة –وإن كانت حزينة- نتذكر أهم الأحداث واللقطات في حياة أحمد زكي، والتي يروي بعضها الكاتب محمود معروف، في كتابة «روائع النجوم»، ننشرها على حلقات متتالية.

ولد أحمد زكي في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة الزقازيق، يوم الأربعاء 18 نوفمبر عام 1949، في أسرة متوسطة، وقبل أن يكمل عامه الثاني توفي والده، وكان عمر الوالد آنذاك 31 عامًا، وكانت الأم في السابعة والعشرين من عمرها، وأصر أهلها على أن تتزوج بمن تقدم لخطبتها خشية عليها من الفتنة، فتولت جدته تربيته، وبذلك ولد الطفل الصغير محروما من حنان ودفء الأبوين. 

في  عام 1983، كان أحمد زكي يصور فيلم «الاحتياط واجب» بنادي الزمالك، وهناك كان المخرج أحمد فؤاد يجلس بالحديقة ومعه ابنته هالة فؤاد، وابنه الأصغر هشام، وجلس معهم أحمد زكي لحين تجهيز الكاميرا، وتطرق الحديث في موضوعات شتى، وفجأة قال أحمد لوالد هالة: «شوف يا عم أحمد، من غير لف ولا دوران، عايز أتجوز بنتك هالة ومفيش معايا فلوس، اللي جاي على أد اللي رايح.. الصراحة حلوة»، فقال أحمد فؤاد: «تعجبني صراحتك، وأحترم فيك إنك راجل دوغري، وأنت فنان محترم وملتزم وقدير، ولا أجد أفضل منك زوجًا لابنتي، بشرط أن توافق هالة».

لم يمض أسبوع حتى تمت الخطوبة وتحدد يوم 19 مايو 1983 للزفاف، وأثمر عن الابن الوحيد لهما هيثم، الذي ولد 4 أبريل عام 1984، ومرت الأيام وحدث خلاف أكثر من مرة، ويتدخل الأب والأصدقاء للإصلاح بين الزوجين، وبعد أشهر وصل الزوجان إلى طريق مسدود، فتم الطلاق في 29 سبتمبر 1985

كان أحمد زكي قد أستأجر شقة بشارع محمد حسن حلمي «جزيرة العرب سابقًا»، وكان يشكو مر الشكوى لأن العمارة التي يسكنها يوجد تحتها وحولها سبعة بنوك كبرى، تسبب زحامًا شديدًا حتى العصر يوميًا، ويقع المنزل بجوار استاد نادي الزمالك الذي يزدحم يوميًا بعشرات الآلاف من العصر وحتى المغرب، حتى تخرج مظاهرات تهتف لفريقها أو تسخط على لاعبيها، ويقع إلى جوار العمارة أيضًا مسجد الحامدية الشاذلية، وبه دار مناسبات يقام به واجبات العزاء لثلاثة أموات كل ليلة، وتصدح الميكروفونات حتى منتصف الليل. 

يقول زكي لمحمود معروف: «لقد اشتريت هذه الشقة وكانت المنطقة هادئة وجميلة، ثم اكتشفت أنني اشتريتها يوم جمعة وكانت البنوك مغلقة، ومفيش أموات اليوم دا».
إزاء هذا الزحام والتوتر وعدم وجود مكان يركن فيه سيارته، ونظرا لانشغاله 15 ساعة يوميًا لتصوير مسلسل «هو وهي»، ولعدم وجود استراحة بمبنى التلفزيون، اضطر أن يسكن الغرفة رقم 415 بفندق رمسيس هيلتون على النيل المجاور لمبنى التلفزيون، واضطر الابن هيثم أن يترك أبيه ويعيش مع جده المخرج أحمد فؤاد

وتشاء الأقدار أن يموت الجد أحمد فؤاد يوم 19 يوليو عام 1992، وتحزن ابنته هالة فؤاد حزنًا شديدًا، وما زاد من أحزانها وآلامها هو إصابها بمرض السرطان، فماتت ولحقت بأبيها بعد وفاته بعشرة أشهر فقط، يوم 11 مايو 1993، وأصبح الطفل هيثم يتيمًا، تركه أبوه وماتت أمه، وماتت جدته لأبيه ومات جده لأمه، ولم يبق له في الدنيا سوى خاله هشام وزوجته التي تحبه كابنها، وتحنو عليه حتى أنه يناديها بـ«ماما»، وتظلم الدنيا أكثر وأكثر في وجهه وعينيه يوم يسقط أحمد زكي مريضًا، ويكتشف الأطباء إصابته بمرض السرطان، حتى رحل عن عالمنا.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;