في كلام مصاطب ” الحياه السياسيه بين الحلم والواقع ”

في كلام مصاطب ” الحياه السياسيه بين الحلم والواقع ”

بقلم : محمد فكري
إذا أردنا تقويم الحياه السياسية والوصول إلي الديمقراطية الحقيقية المنشودة فعلينا ببناء معارضة حقيقية قوية وواعيه ، وهذا يتحقق بنشر ثقافة المعارضة الصحيحة والحقيقية وذلك عن طريق ترسيخ المفاهيم الصحيحه لمعنى المعارضة وأنواعها وطرق وأوقات إستخدامها ، وهذا يحتاج إلى القضاء على الموروث الفكري الذي يتبني الفكر لمبدأ (من ليس معنا فهو ضدنا) والذي يتبناه الإنتهازيين ومقاومي التغير
فالمعارضه بالمعنى الحقيقي هي إعمال العقل والقدرة على الفهم للواقع ، والتفكير الناقد والقدرة على إبداء الأراء البناءة التي من خلالها يتم الإصلاح والتقدم عن طريق تقويم الأعمال بعد تقيمها ووضع الخطط والاطر الصحيحة لإعادة توجيه العمل في المسار الصحيح
فالمعارضه تعني الإيجابية البناءة في مواجهه السياسات الخاطئة من قبل الدولة والحكومات والتي من نتائجها الإضرار بمصلحة المواطنين والمجتمع ، وكذلك مواجهه التطرف والإرهاب والأفكار السلبية التي من شأنها الإضرار بالدوله وإسقاط الحكومه من أجل الهدم فقط
فالمعارضه بالمعني الإيجابي تمثل المحولجي الذي يوجه القطار إلي الطريق الصحيح في المسار المستقيم والذي بدونه ينحرف القطار عن مساره وتنقلب عرباته محققه كارثه حقيقيه .
والمعارضة الحقه هي دعوه لنبذ النفاق والتسلق السياسي والذي ينتشر في المجتمعات التي تحتاج الي رفع مستوى التعليم والثقافة وتعاني من سوء الأحوال الإقتصادية والخدمات ، والحديث الشريف يوضح لنا كيفيه أن الإيجابية في الفكر والعمل واجب علينا
فمن حديث حذيفه بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لاتكونوا إمعه ، تقولون :إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم ، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا فلا تظلموا ) رواه الترمذي.
فهذه دعوه لحسن الأعمال والأقوال والمعتقدات والإيجابية في نبذ الظلم وترسيخ مبدء الإحسان لمواجهة الضلال ، ولذلك يجب أن نفرق بين أنواع المعارضه ونوعية المعارضين حتي نتمكن من خلق نموذج إيجابي للمعارضة البناءه ، فالمعارضه المؤقته أو ما يعرف بالإحتجاجات أو الوقفات وهي ذلك النوع الذي يتجمع حوله مجموعه من عامة الشعب والطبقات المتضرره ويكون من أسبابها سوء الخدمات أو الإحتكار أو اختفاء السلع أو ارتفاع الأسعار المفاجئ وغير المبرر وغيره وهذا النوع ينتهي بإنتهاء أو زوال سبب المشكله
ونجد أيضا المعارضه المموله والموجهه والتي تعمل على تفكيك وهدم البنيان القيمي والعمل علي إسقاط الدوله والتعامل من الداخل أو الخارج عن طريق مؤسسات أو جمعيات أو جماعات يكون هدفها تفكيك المجتمع واللعب على أوتار الأحوال الاقتصادية والمعيشية لضرب السلم المجتمعي وإثارة الفتن وخلق جو يشير إلي عدم الإستقرار في الدوله .
ونجد البرلمان أو مجلس النواب كشكل من أشكال ضمان المعارضه ضد السياسات الخاطئة للحكومات التي تحيد عن المسار الصحيح عن طريق النواب المنتخبين من قبل الشعب للحفاظ علي حقوق كل فئة من فئات المجتمع ، وغيرها من أنواع المعارضه والتي نختص منها المعارضة الآمنه التي ندعوا الي إستخدامها كوسيلة للمعارضه المعلنه والواضحة والقابله للمناقشة والتطوير والإصلاح والإبتعاد عن الشكل الخفي للمعارضه والذي ينطوي علي سوء النوايا والإنحراف الفكري الذي يؤدي للإرهاب والتطرف ،
فهذه دعوه لإتخاذ المعارضه الآمنه والمعلنة منهج للدوله وإعطاء الفرصه لبناء حياه سياسيه إيجابيه من خلال الأحزاب السياسيه السليمه والمجتمع المدني البناء ،وهذا هو المنهج الإيجابي الذي تنتهجه كلام مصاطب.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;