الصراع الثقافى صراع قديم جديد بدأ مع بداية ظهور وتطور حياة الجماعات والقبائل والعشائر وتتوارثها الأجيال عبر التاريخ وإلى أن وصل إلى المجتمعات والدول والأمم والشعوب الجديدة والحديثة والرقمية نتيجة لإختلاف وتعارض القيم والمفاهيم الثقافية والعقائدية والمذاهبية وتصادم الأفكار والرؤيا والأهداف والهوية، والتى زادت وتطورت نتيجة للتطور الإنسانى عبر التاريخ وساهمت التطورات العلمية والإلكترونية والتكنولوجية والثقافية وعصر السموات المفتوحة للأقمار الصناعية والهواتف الذكية والتواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا فى أن يصبح العالم قرية صغيرة تتطلع وتراقب وتشاهد الأمم والشعوب فيه إلى الثقافات والعقائد واللغة والعادات والتقاليد وتاريخ وجغرافية وثقافات الشعوب الأخرى المختلفة
وفى عصرنا المعاصر والحديث والرقمى ومع تطور الإنسانية عبر التاريخ وزيادة تأجيج هذا الصراع ليصل إلى تطرف فكرى وتصادمات وحروب وصرعات بين الحضارات الإنسانية والثقافات والأديان السماوية والعقائد والمذاهب والهويات والذى بداء مع نهاية الحرب الباردة بين القطبين الأمريكى والروسى وظهور اقطاب جديدة على الساحة السياسية والعسكرية الدولية وظهور تكتلات وتحالفات وثقافات مختلفة أوروبية وروسية وصينية وعربية و إيرانية، وليبداء عصر جديد من التطرف والإحتلال الفكرى والثقافى والأخلاقى والمعنوى بهدف السيطرة على مقدرات الأمم والشعوب والمجتمعات ومحو هويتهم وثقافتهم وعادتهم وتقاليدهم وولائهم وأنتمائتهم لأوطانهم ولمجتمعاتهم
وتعد الحروب والصراعات الثقافية والدينية من أخطر الظواهر السلبية للعصر الجديد التى تعوق مسيرة التطور والتقدم والرخاء والإستقرار لكوكب الأرض، لتسببها فى هجرة وفرار ورحيل الشعوب ذات الثقافات والحضارات والأديان والعادات والتقاليد واللغة عن أوطانهم للهروب من جحيم الحروب الأهلية والصراعات المذهبية والدينية والثقافية والإقتصادية، والتى قد تفشل فى التأقلم مع الثقافات والهويات والمذاهب والأديان والعادات والتقاليد والأفكار والرؤيا والهدف والولاء والإنتماء للدول التى تهاجر إليها هربا من الفقر أو سوء الأحوال الإقتصادية والإجتماعية فيحدث التصادم وتنشأ الصراعات
وللعصر الجديد والحديث والرقمى سلبيات ساهمت بقدر كبير فى زيادة الحروب والصراعات الحضارية والثقافية والإقتصادية والدينية والمذهبية ، نتيجة لأختلاف اللغات والعادات والتقاليد والأفكار والعقائد، وخاصتا للدول التى تفتح أبوابها لأستقطاب كافة المهاجرين بدافع قد يكون إنسانى أو سياسى أو إقتصادى أو أجتماعى أو دينى، وبدون مراعاة لهوية وفكر ورؤية وعادات وتقاليد وثقافة ودين هذه الفئة من المهاجرين، وتجلى ذلك وبدأت مخاطره بالفعل على دول كبرى مثل أمريكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وإيطاليا، وفى حين أن الدول العربية لم تتأثر من المهاجرين العرب بسبب أنتمائتهم الفكرية والثقافية واللغة والدين والولاء والإنتماء، وفى حين أن معظم الدول الآسيوية لم تسمح بدخول مهاجرين إلى أراضيها تجنبا لهذه المخاطر، علما بأن دولا أخرى مثل روسيا تسعى بقوة لتجذب المهاجرين من دول الإتحاد السوفيتي القديم للم الشمل وزيادة عدد السكان وزيادة الرقعة الجغرافية ولهذا لم تتأثر بمخاطر تواجد المهاجرين على أراضيها لتوحد الفكر والهدف واللغة والثقافة والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافيا بينهم