نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع للهيئة العامة للاستعلامات ندوة صباح اليوم الاثنين بقاعة المؤتمرات بالمركز تحت عنوان " الهوية المصرية والتماسك المجتمعى " بمشاركة مجموعة كبيرة ممثلة من الجهات والمديريات الخدمية وعدد من مكلفات الخدمة العامة وبعض من الباحثين والمهتمين بالتراث والاثار والهوية المصرية
وبحضور فريق مركز النيل ا محمد هاشم مدير المركز ، ا حنان حمدى مدير البرامج
حيث استضاف المركز كل من، الاستاذ الدكتور شعبان الأمير رئيس قسم ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة الفيوم وعضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، والاستاذ الدكتور أمين الرشيدى استاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الفيوم
تناولت الندوة التعريف بمفهوم الهوية وأهمية التماسك المجتمعى فى تعزيز الأمن القومى والحفاظ على الثقافة والهوية المصرية ودور الثقافة والتراث فى تأصيل الهوية المصرية وبناء الشخصية
حيث أكد الدكتور شعبان الأمير على أهمية بناء الهوية المصرية كونها تعمل على تحقيق الاستقرار داخل المجتمع، وتوحيد جميع الفئات المختلفة، تحت قوانين وأنظمة ثابتة، وأن الناتج هو حماية كافة أطياف الشعب من الانقسامات.
وأضاف أن نشر الوعي بقضايا التراث والهوية المصرية تعد قضية أمن قومي و أن الحفاظ على التراث والهوية المصرية في الماضي والحاضر والمستقبل يساهم فى تعزيز الأمن القومي الثقافي المعرفي في ظل العولمة الثقافية وتغير المناخ واستخدام أدوات الثقافة والمعرفة المختلفة كقوي ناعمة في تعزيز الانتماء للهوية المصرية الاصيلة لدي الطلاب بالمدارس والجامعات واحياء قيمة وقيم التراث المادي والمعنوي في المجتمع لإثراء الحالة الثقافية للحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة. والعمل على تعزيز قيم الولاء والانتماء وتعزيز التماسك المجتمعى لافتا إلى أن انه اذا كنا كمصريين نفتخر بالتراث المصري وبالدولة المصرية القديمة يجب علينا استلهام الماضي والنهوض بالحاضر للبناء بالمستقبل في ظل الجمهورية المصرية الجديدة
وفى عرضه للهوية والثقافة والآثار والتراث بالدستور المصري: أشار الامير إلى أن الباب الثاني من الدستور المصرى : المقومات الاساسية للمجتمع ومن خلال الفصل الثالث: المقومات الثقافية ومن المواد من (مادة 47 وحتي مادة 50) تناولت التراث والاثار والهوية والثقافة المصرية وعناية واهتمام بل التزام الدولة المصرية بالمحافظة عليها
وتابع الأمير علي انه من اهم سمات الشخصية المصرية أنها متوارثة علي مدار الحقب والازمنة التاريخية: و كذلك الولاء والانتماء والوطنية وحب الوطن والخوف عليه والزود عنه ورفعة شأنه ونجاحه وتعميره والمساهمة في بنائه ورفعته .اما عن حقائق بناء الشخصية المصرية فهي حقائق كثيرة بأدلة وشواهد وبراهين ووثائق ليست بورقية او كلام يقال بل وثائق وشواهد وادلة تاريخية حجرية جدران مقابر وبرديات وتراث ثابت ومنقول تحكي وتصف وتعدد في تميز الشخصية المصرية وبنائها المتين.
ولكن كل الإشكالية عند اهل الشر هو محاولاتهم العديدة في تفتيت او كسر او ضياع الشخصية المصرية او الهوية المصرية بالذات الهوية القوية التي لم تتغير ولا تتأثر ولم يحدث لها كما حدث للشخصيات الأخرى فهي ثابته على مدار الأزمنة والحقبات التاريخية تؤثر فيما حولها او الدخيل عليها ولكنها لم تتأثر الا بالقدر الذي يسمح به التقاليد والأعراف والتاريخ الطويل لها تأخذ من الغير ما يتلاءم معها
مؤكدا ان الشخصية المصرية تعتبر نسبيا أكثر ثباتا خاصة فى مواجهة تغيرات العولمة , حيث نجد أن مجتمعات عربية أخرى قد ذابت تماما أو تكاد فى النظام العالمى الجديد بكل سلبياته وإيجابياته.وربما يعود ذلك الثبات النسبى للشخصية المصرية إلى تراكم سماتها فى طبقات حضارية عبر عصور طويلة وتأكد هذه السمات مع الزمن رغم التغيرات الطارئة
وأوضح دكتور شعبان الأمير أن الشخصية المصرية تقوم على سبعة أعمدة رئيسية أربعة منها تاريخية، وثلاثة جغرافية. والأعمدة التاريخية تتمثل في الحضارات (الفرعونية – اليونانية والرومانية – القبطية – العربية الإسلامية) أما الأعمدة الجغرافية فقد تجسدت في الانتماء الجغرافي المتمثل في (البحر الأبيض المتوسط – إفريقيا – الوطن العربي). قائلا إن " المصريون أمة محافظة تبحث عن التطور "
وشدد على ضرورة وجود مناهج وبرامج لتحصين الشخصية المصرية وتقوية مناعتها وزيادة دفاعاتها أمام أشكال الحروب الحديثة، من الشائعات إلى الأخبار الكاذبة والتقارير المفبركة التى تستهدف إفقاد المواطن ثقته فى وطنه وقيادته وتحطيم أحلامه بالنهوض والتنمية والتأكيد على دور مؤسسات التنشئة بدءا من الأسرة إلى المدرسة والجامعة ومؤسسات الدولة المختلفة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى ، وفى مقدمة هذه الدوائر والمؤسسات، المؤسسة الدينية
وأوصى الدكتور شعبان الأمير فى نهاية كلمته بضرورة تعزيز دور الثقافة لتعزيز الهوية الوطنية، حيث تعمل على زيادة الوعي والتماسك المجتمعي وتسهم في بناء هوية وطنية قوية وبناء مجتمعات مستدامة وواعية، وشدد على أن وحدة الشعب تعمل على تقليص الاختلاف بين الأفراد، وتغرس روح العطاء في المجتمع، بشرط البعد عن الشائعات التي تحاول جاهدة النيل من استقرار وسلام المجتمع المصري.
وفى كلمه موجزة فى نهاية اللقاء تناول الاستاذ الدكتور أمين الرشيدى استاذ الآثار والتراث الاسلامى أهمية الثقافة الإسلامية والتراث الاسلامى فى تكوين الشخصية المصرية مؤكدا على وحدة النسيج الوطنى المصرى وان شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين كان لهم دور كبير على مر العصور فى المساهمة فى التراث الاسلامي المصرى وأكد على ضرورة العمل على بث روح الولاء والانتماء لدى الشباب لمواجهة التحديات التى تحاول النيل من وحدة وتماسك المجتمع