علق" نبيل أبوالياسين"رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الخميس» للصحف والمواقع الإخبارية، وقال: إن زيار الرئيس الفرنسي" إيمانويل ماكرون" لدولة الجزائر اليوم بعد إنقطاع دام 5 سنوات خطوة جيده في إطارها الصحيح، تهدف في المرتبة الآولىّ لمعالجة عدة ملفات هامة، وتعُد تصفيراً للخلافات السابقة، وأبرزها الأزمة الدبلوماسية التي إستمرت لعدة أشهر بين البلدين.
وأضاف"أبوالياسين" في بيانه الصحفي، أن هذه الزيارة تمثّل خطوة على طريق طي صفحة سلسلة من التوترات التي بلغت ذروتها وأدت إلى إستدعاء السفير الجزائري في أكتوبر من العام الماضي 2021 بعد تصريحات الرئيس الفرنسي حول النظام السياسي العسكري الجزائري، وتعُد هذه الزيارة أيضاً
تمهيداً لعودة الدفئ للعلاقات الثنائية بين كلا الدولتين، وقد مهد لهذا سابقاً، وزير أوروبا، والشؤون الخارجية لجمهورية فرنسا، "جان إيف لودريان"، بزيارتين إلى الجزائر في ديسمبر من العام الماضي، و وشهر أبريل، وكان الهدف منهما إرساء «علاقات الثقة » يطبعها إحترام، وسيادة كل طرف، ورفع العوائق بين البلدين، فضلاً عن ؛ سوء حالات الفهم بين القيادة السياسية الفرنسية، والقيادة الجزائرية.
حيثُ: إستقبل الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون" نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في الجزائر في مستهل زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام هي الأولى منذ 5 سنوات.
وأعلنت "الرئاسة الفرنسية" بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري أن هذه الرحلة ستساعد في تعميق العلاقات الثنائية التي تتطلع إلى المستقبل، وتعزيز التعاون الفرنسي الجزائري في مواجهة القضايا الإقليمية ومواصلة العمل على تضميد الذكريات حسب بيان الرئاسة الفرنسية.
وكان "الرئيس الجزائري" قد دعا نظيره الفرنسي إلى زيارة الجزائر في رسالة تهنئة بعث له بها بمناسبة إعادة إنتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية في أبريل الماضي، أكد خلالها أن الرؤية الجديدة المبنية على الندية وتوازن المصالح، التي نتقاسمها فيما يتعلق بالذاكرة، وبالعلاقات الإنسانية، والمشاورات السياسية، والإستشراف الاستراتيجي والتعاون الإقتصادي، والتفاعلات في كافة مستويات العمل المشترك، من شأنها أن تفتح لبلدينا آفاقا واسعة من الصداقة، والتعايش المتناغم في إطار المنافع المتبادلة، أو حسبما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
ولفت"أبوالياسين" إلى أن تعود زيارة "ماكرون" إلى الجزائر هي الثانية له بعد ديسمبر من عام 2017،
ومقارنة بزيارته الأولى التي كانت مدتها 12 ساعة تقرياً، وسيقضي "ماكرون" وقتاً أطول في العاصمة الجزائر، وآخرىّ في مدينة وهران شمال غرب البلاد تستمر "لـ " ثلاثة أيام.
لافتاً: إلى أن زيارة"ماكرون" لدولة الجزائر ، جاءت في توقيت كانت بحاجه لها دولة فرنسا وخاصةً بعدما قطعت"روسيا" إمدادها بالغاز بشكل نهائي لها، وكانت للزيارة جانب إقتصادي مهم، فقد إضطرت فرنسا مجبره لا مخيرة، بسبب الحرب الأوكرانية للبحث عن شركاء جدد لها في مجال الطاقة، كالجزائر التي تمتلك أكثر من 28 في المائة من إحتياطي الغاز في إفريقيا.
وأكد"أبوالياسين" في بيانة الصحفي، أن المأمول من الزيارة هو إطلاق ديناميكية تدفع " دولة فرنسا، والجزائر"إلى التقدم في معالجة الملفات الكبرى، وإلى تكثيف وتوسيع العلاقات بين البلدين، وتطيح" بـ "الأزمة الدبلوماسية التي إستمرت لعدة أشهر، وكادت أن تتسبب في تدهور العلاقات بين "فرنسا، والجزائر" بشكل أسوء مما كانت عليه، حسب ما آفاد به مصدر مسؤول جزائري مطلع على مجريات الآمور.
مؤكداً: يجب على الطرفين، "الفرنسي والجزائري" أن يسعىّ للعمل على إلتئام الجروح الموروثة من الحقبة الإستعمارية، بعد أكثر من 60 عاماً من نيل الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إستقلالها الكامل عن فرنسا، فضلاًعن ؛ أنه يجب أن تتطرق الزيارة لمشكلة الهجرة غير الشرعية، وملف التأشيرات إثر تخفيض في عدد تأشيرات "الشنغن" التي تضم 26 دولة أوروبية، التي تمنحها باريس للجزائريين بنسبة 50 % على خلفية إعادة قبول المواطنين الجزائريين الذين يعتبرون غير مرغوب فيهم بفرنسا.