علق"نبيل أبوالياسين"رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأحد» للصحف والمواقع الإخبارية، وقال:إن وجوب النصرة، وتحريم الخذلان هذا أمر من آوامر الله عز وجل آمر به، ومسلمي الإيغور في الصين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، وبشكل منهجي، ومنظّم، وحرب إبادة، وسحق لهويتهم المسلمة بشكل غير مسبوقة، ومؤلم ولكن الأكثر ألمً هو أن 57 دولة إسلامية، 1,9 مليار مسلم عاجزون عن نصرتهم، أو حتى محاولة رفع الأذىّ عنهم.
وأضاف"أبوالياسين" أنه لا أحد يهتم في أن يدافع عن المسلميين غير المسلمين أنفسهم، وبيان مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "ميشيل باشليت" بعد الزيارة الرسمية للصين لأول مرة منذ 17 عاماً، الذي ما إنتظرناهُ كثيراً، لم يأتي بجديد، بل خيبت آمال الجميع وخذلان يلوهُ خُذلان، والمسلمين في الصين مازلوا يتعرضون لأبشع أنواع القهر، والتعذيب.
مضيفاً: أن المفوضة السامية لحقوق الإنسان، تدافع عن زيارتها قائلة إنها كانت قادرة على التحدث "بصراحة" إلى المسؤولين الصينيين، ولكن مثل هذه المحادثة الهادئة في الغرفة الخلفية هي فقط ما تريده بكين، وبدون تغطية عامة، ولا ضغط لإنهاء قمعها الشديد للإيغور وغيرهم، ولا شيء في رواية "ميشيل باشليت" عن زيارتها إلى الصين، ولا يوجد تحقيق، فقط المحادثات الخلفية مع المسؤولين الصينيين تبرر التأخير اللانهائي لتقريرها الذي طال إنتظاره عن إضطهاد بكين المستمر للإيغور المسلمين في شينجيانغ.
حيثُ أصدرت مفوضية الأمم المتحده السامية لحقوق الإنسان"ميشيل باشليت"بياناً صحفياً بعد زيارتها الرسمية للصين، وأبرز ماجاء فيه إنها تطرقت إلى قضية الإيغور، ولقد أثرت أسئلة، ومخاوف بشأن تطبيق تدابير مكافحة الإرهاب، والتطرف وتطبيقها على نطاق واسع، لاسّيما تأثيرها على حقوق الإيغور والأقليات الأخرى ذات الغالبية المسلمة، وأثارت مع السلطات مسألة التطرف العنيف، ومزاعم إستخدام القوة، وسوء المعاملة في المؤسسات، وتقارير عن قيود صارمة بشكل غير ملائم على الممارسات الدينية المشروعة.
وإنها شاركت آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مخاوفها بشأن الأنشطة المشروعة للمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وغيرهم ممن يعاقبون بموجب إطار الأمن القومي، بالإضافة إلى ذلك، أنها تمكنت من التفاعل مع منظمات المجتمع المدني والأكاديميين، وقادة المجتمع والدين، وغيرهم داخل وخارج البلاد، قبل زيارتها، وإلتقيت مع مكتبها تقريباً بعدد من منظمات المجتمع المدني التي تعمل على قضايا تتعلق بشينجيانغ، والتبت وهونغ كونغ، وأجزاء أخرى من الصين.
وأضافت: في البيان أنه يجب أن أذكر منذ البداية ما كانت هذه الزيارة، وما لم تكن كذلك، ولم تكن هذه الزيارة تحقيقاً، فالزيارات الرسمية التي يقوم بها المفوض السامي هي بطبيعتها رفيعة المستوى، ولا تفضي ببساطة إلى هذا النوع من العمل التفصيلي، والمنهجي والحصيف ذي الطبيعة الإستقصائية، وكانت الزيارة فرصة لإجراء مناقشات مباشرة، ومع كبار قادة الصين، حول حقوق الإنسان، والإستماع إلى بعضهم البعض، وإثارة المخاوف، وإستكشاف، وتمهيد الطريق لمزيد من التفاعلات المنتظمة، والهادفة في المستقبل، بهدف دعم الصين، في الوفاء بإلتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وفق ما جاء في البيان.
وأشار"أبوالياسين" إلى الصورة المسربة الأخيرة للمعتقلة المسلمة من أقلية الإيغور، التي تحاكي المعنى الحقيقي للإضطهاد، وإنتهاك حقوق الإنسان التي لقت تعاطفاً عالمياً واسعاً، على منصات التواصل الإجتماعي،
وتبدو السيدة من خلال ملامحها القاسية، والحزينة في حالة مأساوية، حيث بالإمكان رؤية عينيها الملأى بالدموع ووجهها العابس، الذي يكشف عما تقاسيه، هي والآلاف في مراكز الإعتقال الصينية، وتعود الصورة لإمرأة تبلغ من العمر 50 عاماً، وتُدعىّ "هواغول تيواكل"، وهي محتجزة من قبل السلطات الصينية في مراكز الإعتقال منذ أكتوبر الأول لعام 2017، والجريمة إنها مسلمة.
مشيراً: إلى مشاركة إبنة إحدى العائلات المسلمة المعتقلة في مراكز الإعتقال الصينية، صورةَ السيدة هواغول إلى جانب صورة والدتها، وكتبت “كواحدة من الإيغور، لا يمكنني أبدًا أن أنسى وجه، وعيني المعتقلة هواغول”، وأضافت؛ يمكنني أن أشعر بألمها، وعجزها في أعماقي، لا أستطيع أبداً تخيُّل الظروف التي تعيشها، والدتي "تاجيغول قادر" البالغة هي الأخرى 52 عاماً، والمحتجزة منذ عام 2017 أيضاً، وأضافت
يوجد الألاف من المعتقلات التي تصل أعمارهم الـ 60 عام منهم من هوا معتقل في نفس العام وآخرين منذ عام 2018.
كما أشار: إلى بيانه الصحفي الصادر عنه في 7 فبراير 2017، والذي قال فيه "المسلمون نائمون.. ولايبدون قلقهم وإغتصاب جماعي للمسلمات " الروهينغيا في ميانمار، والإضطهاد البشع ضد الإيغور في الصين، وأن أكثر من مليون من الإيغور، وغيرهم من الأقليات المسلمة معتقلون في شبكة سرية من مراكز الإعتقال والسجون، والتحريض الإعلامي، والسياسي الممنهج ضدالمسلمين في الهند.
ولفت"أبوالياسين"إلى التعليقات التي توالت على صورة"هواغول تيواكل"وكان أبرزهم محامية حقوق الإنسان الكندية "سارة تيش"، والتي قالت في تعليقها على الصورة “ظلت هذه الصورة محفورة في ذهني خلال الـ24 ساعة الماضية، هذه "هواغول تيواكل"، واحدة من ملايين الإيغور المحتجزين في معسكرات الإعتقال، إنظروا إلى هذا الوجه جيداً، لهذا لا نستطيع الشعور بالرضا.
لافتاً: إلى ما تم الحصول علية، وهو عدد كبير من الوثائق، والبيانات والمعلومات بعد إختراق خوادم الحواسيب العائدة للشرطة الصينية، وهي تضم أيضاً تفاصيل سياسة قتل أولئك المحتجزين الذين يحاولون الهرب من تلك المعسكرات، وتوافق موعد نشر هذه المعلومات الجديدة مع، وصول مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، "ميشيل باشليه"، إلى الصين في مهمة مثيرة للجدل "لـ" تقصي الحقائق في إقليم شينجيانغ، إذ يخشى منتقدون للسياسات الصينية بأن السلطات ستحدد جدول زيارتها، وتسيطر عليها إلى حد كبير، وهذا ما تم بالفعل فإنها لم تأتي بأي جديد من زيارتها التي كان ينتظرها الجميع.
وأكد "أبوالياسين" في بيانه الصحفي أنة لن يدافع عن المسلمين غير المسلمين أنفسهم، وأن المفوضة السامية لحقوق الإنسان دافعت عن زيارتها بعدما حست بالحرج الشديد، وأن تطرقها إلى قضية الإيغور كان محدوداً بل كان متواضعاً، ولا يترقي مع الإنتهاكات البشعه، والمستمره التي ترتكبها السلطات الصينية في حقهم.
مؤكداً؛ أنه سيطارد وجه، وعينا "هواغول تيواكل"التي تعاطف مع صورتها العالم بأسرة، كل المسؤولين في جميع الدول الإسلامية بصفه خاصة، ودول العالم بصفة عامة الصامتين تجاه مجزرة السلطات الصينية بحق الإيغور، ولا يمكن للديمقراطية أن توجد في دول العالم بدون إحترام حقوق الإنسان، ومجتمع مدني حر، ولا يمكن للمجتمع المدني أن يزدهر، وسط برامج التجسس لملاحقتهم.