أكد سعادة ماديار مينيلبيكوف، السفير الكازاخي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن بلاده تحتفل اليوم بالذكرى السنوية ليوم "العاصمة" وقال إنها تهدف إلى الاحتفال باستقلال وثقافة كازاخستان، فيما تعتبر نور سلطان هي العاصمة الجديدة، وربما تكون هذه واحدة من أحدث العواصم في العالم، بعد أن أصبحت العاصمة بعد ألماتي، وأصبحت مركز ثقافي واقتصادي رائد ذي أهمية عالمية وأكثر من مدينة عادية بسيطة.
وأضاف السفير الكازاخي، بأن قرار نقل العاصمة جاء من قبل الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف الذي استند إلى دراسة وطنية أخذت بعين الاعتبار 32 عاملاً رئيسيًا كانت من بينها مؤشرات اجتماعية واقتصادية، المناخ، المناظر الطبيعية، الشروط الزلزالية، البيئة الطبيعية، النقل، البنية التحتية ووسائل خدمة البناء والعمل، كما تمثلت المزايا الحاسمة لصالح أستانا "نور سلطان" في ذلك الوقت من حيث مساحتها الشاسعة، موقعها في الجزء المركزي، وقربها من المراكز الرئيسية للاقتصاد الوطني والطرق، وإمكاناتها الديموغرافية، والبنية التحتية المتقدمة، وقد تمكنت الحكومة الكازاخية من نقل عاصمة الجمهورية من مدينة "ألماتى"؛ حيث بقيت ما يقرب من 70 عامًا عاصمة للجمهورية وذلك في يوليو1998؛ حيث كانت تسمى في ذلك الوقت "أكمولا" وهي الترجمة الدقيقة لــ"آق مول" التي تعني باللغة الكازاخستانية "البيضاء الوافرة".
وأوضح السفير، بأن نور سلطان تعتبر هي ثاني أكبر مدينة في كازاخستان وتقع في منطقة أكمولا، على الرغم من أنها تدار بشكل منفصل عن المنطقة باعتبارها مدينة ذات وضع عاصمة خاصة، فيما يعتبر الجزء الحديث من نور سلطان مدينة مخططة مشابهة لمدينة برازيليا في البرازيل وكانبيرا في أستراليا، وتم تصميم خطط هذا الجزء من أستانا من قبل المهندس المعماري الياباني الشهير كيشو كوروكاوا.
وقال: "لقد تغير الجزء القديم من المدينة كثيرًا، وقد اكتسب السد الحديث لنهر إيشيم منظرًا جميلًا، وقد ظهرت مباني حديثة جديدة في الساحة الرئيسية بالقرب من القصر الرئاسي "Ak-Orda"، ويبدو برج Baiterek الذي يبلغ ارتفاعه 105 مترًا مع منصة عرض على مستوى 97 مترًا رائعًا، وهذا الرقم (97) ليس من قبيل الصدفة بل هو العام الذي تم فيه نقل العاصمة، وذلك في العاشر من ديسمبر 1997 حيث وقع نزارباييف على القرار التاريخي المهم في تاريخ كازاخستان المعاصر، وهو نقل عاصمة الجمهورية من المدينة الحدودية "ألماتي" إلى مدينة "أستانا" التي تسمي حاليًا "نور سلطان"، وذلك بقرار الذي أصدره الرئيس قاسم جومارت توكاييف في 23 مارس 2019".
وأضاف السفير: "يوم العاصمة، المعروف أيضًا باسم يوم نور سلطان (أستانا) هو يوم عطلة رسمية في كازاخستان ويتم الاحتفال به في 6 يوليو، ويتم الاحتفال "يوم العاصمة" بمناسبة ذكرى تحويل عاصمة كازاخستان من ألماتي إلى أستانا، وفي مارس 2019، تم تغيير اسم أستانا إلى نور سلطان، تكريما للزعيم المخضرم نور سلطان نزارباييف الذي استقال من منصب الرئيس بعد 30 عامًا كقائد للبلاد، موضحا إنه عندما كانت كازاخستان جزءًا من الاتحاد السوفيتي، كانت عاصمة البلاد هي ألماتي، أكبر مدينة في كازاخستان، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تم الإعلان عن النية لإعادة العاصمة إلى العاصمة التاريخية لكازاخستان، أكمولا، وهكذا في 6 يوليو 1994، تم نقل عاصمة كازاخستان من ألماتي إلى أكمولا".
وأوضح السفير الكازاخي: "لقد بُذلت جهود بناء ضخمة منذ اللحظة التي اكتسبت فيها المدينة مكانة العاصمة، ولطالما اعتُبرت جوهرة معمارية لكازاخستان وواحدة من أجمل المدن الحديثة في جميع آسيا الوسطى، ومن أشهر روائعها المعمارية وزارة النقل ومركز الاتصالات، وأبراج كازاخستان، ومباني تيمير جولي والشفق القطبي، ومركز الأعمال، وبرج أستانا، ومطار نور سلطان نزارباييف الدولي، وبرج بيتراك، ومركز خان شاطر الترفيهي، فيما تتواصل مشاريع البناء على قدم وساق".
وحول علاقه بلاده بدولة الإمارات قال السفير الكازاخي، إن التشابه الكبير بين بلاده ودولة الإمارات في تحقيق النهضة والتطور في كافة المجالات، وقال: “لقد تحقق ذلك بفضل دعم القيادتين في كلا البلدين مشيرا إلى دور الإمارات الإقليمي والعالمي باعتبارها نموذجا تنمويا وانسانيا واقتصاديا فريدا، تجاوز الحدود الجغرافية لدولة الإمارات إلى مناطق عديدة من العالم ومنها كازاخستان".
وأضاف سعادة السفير مينيلبيكوف: "إن التميز الحضاري والإنساني الذي تتفرد به دولة الإمارات جعلها تحظى باحترام وتقدير دول العالم وشعوبها مشيرا الى الإنجازات المميزة التي تعكس تقدير واحترام المجتمع الدولي، وذلك في ظل قيام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمواصلة المسيرة التنموية على خطى نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه".
وأضاف السفير: "تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة المشهد العالمي، وأصبحت محط أنظار الجميع، من خلال إنجازاتها المتنوعة والتي أصبحت منذ قدوة للعديد من دول العالم وبوابة واسعة لتبادل الخبرات على المستوى العالم".
وقال سعادة السفير بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر عمقاً استراتيجياً لكازاخستان تنمويا واقتصاديا وانسانيا، والتي التي تساهم في استنهاض الركائز والمقومات الحضارية لمؤسسات الدولة بأسرها".
وأوضح السفير الكازاخي، بأن بلاده تستفيد وتقتدي بتجارب دولة الإمارات وخبرتها العالمية في شتى المجالات، وهو ما يمثل في حد ذاته، إضافة نوعية لخبرات التنمية في منطقة وسط آسيا بأسرها، ولاسيما في ظل ما تموج به الساحة من تطورات تكنولوجية، ومعرفية، وثقافية واسعة.
وقال السفير بأن رسالة كازاخستان والإمارات الحضارية تقدم نموذجا قادراً على قيادة العالم نحو مستقبل أفضل، تتحقق فيه شروط الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والاقتصادية، ويتعايش فيه جميع البشر في مناخ من السعادة والتسامح والسلام، ويأمن فيه الجميع على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.