هل تصورت يوما أن الزواج إرتباط ذو نفقه فائقة تختلف عن تلك النفقات الماديه التي تنشغل بها وينشغل بها الطرف الآخر أيضا فتلهيك عن البحث داخل ذاتك لتعرف مدي قدرتك لتحمل تلك النفقات الغير مادية.
ففي الزواج تزداد مسئولية الفرد في الحياة إذ تتسع لتشمل أطرافا جدد بخلافك.
وفي الزواج ستتنازل عن حريتك الشخصية وستخرج من ذاتية التفكير والحركه إذا تعارضت مع مصلحة أفراد أسرتك الذين أصبحت مسئول عنهم.
وفي الزواج عليك أن تندمج مع شريك حياتك في تقبل كامل مهما كان بينكما من تناقضات أو إختلافات " الإحتمال برضا لما لا يتفق وتفكيرك الشخصي أو استعدادك النفسي في محاوله بتعديله بكياسه إن أمكنك ذلك" .
تقديم العديد من التنازلات وتذويب الآنا والذاتية حبا في الكيان الأسري
وفي الزواج أيضا انت مضطر أن تنفق من أعصابك إن لم تكن مهيئ لامتصاص المشاكل والصدمات وتعرف كيف تتقدم امامها.
فهل أنت مستعد لدفع هذه النفقات برضا وأرتياح؟
للأسف أن كثيرين لا يهتمون بحساب النفقه إما لأنهم منشغلون بحساب النفقات الماديه أو لأنهم يتخيلون أنه يمكنهم تحدي الأوضاع وتخطي المشاكل في تحايل منهم أو هروب من واقع قريب.
عزيزي القارئ
ليس الهدف مما سبق أن تهاب الزواج أو تتخوف منه بل الهدف أن تتقدم إليه في وعي وتفهم وأن تدرك أن الإرتباط الزوجي مستقبل الحياة كلها لسعاده أو تعاسه ، لبناء أو لهدم ، لتقدم أو تأخر وهذا يستدعي منك مراجعة رغباتك والوقوف علي المقاييس التي وضعتها في شريك حياتك.
ماذا تنتظر من الإرتباط الزوجي؟
كثيرين لا يرون في الإرتباط الزوجي إلا إشباع لرغباتهم الجسديه و إنجاب الأطفال وهذا هو أحد جوانب الزواج ولكنها ليست الوحيده ولا يجب أن تكون الأولي ، فالزواج هو تعاون طرفين علي مواجهة الحياة ومايمر خلالها من صعوبات كما أنه نوعا من أنواع الإستقرار المعيشي والنفسي ووجود من يحيا بحانب الواحد ويهتم به ويسعد بنجاحاته.
إيجاد آخر يفتح قلبه بالحب ويستمع بإصغاء ويخفف من متاعبك.
كما أنه مشاركة وجدانيه في كافة المواقف.
وأخيرا وليس آخرا إشباع الدوافع الطبيعيه والتي إن وضعت في مقدمة الأهداف كانت سببا في عدم النظر لكل ما سبق أو علي الأقل عدم الأخذ به في حال عدم وجوده وهو ما قد يؤدي بالزواج للفشل.
عزيزي القارئ
إن أردت لنفسك زواجا مثاليا فعليك أن تفكر أن تكون شخصا مثاليا وذلك بفحص ذاتك جيدا ومواجهة مشكلاتك وضعفات سلوكك.
كما يجب عليك التفكير بعمق ودراسة فكرة الزواج بنضج قبل الإقدام عليه.
أما عند الإختيار فيجب عليك أن تبحث في شريكك عن التوافق المادي والمعنوي والثقافي والأسري وغيرها من التوافقات فإذا ما كانت جميعها موجوده عليك سؤال نفسك عن مدي شعورك بالإرتياح للطرف الآخر من عدمه فإن كنت تشعر بالإرتياح فهذا يعني "نواة الحب " التي إن وجدت سار الإرتباط في طريق النجاح، عندها عليك أن تقدم للبيت من تريد الإرتباط "به أو بها" بالأسلوب والطريقة التي لا تتيح مجالا للرفض ولتدرك أن مطاردة الآخر أو الضغط عليه لتتميم ما تريد وتقديم المغريات اوالإسراف في الوعود كل هذا لا يصمد لتيارات الحياة الزوجيه التي تتطلب بناء علي الصخر.