تقدم الامم لن يكون بالافلامً والاغاني الهابطة أوان يتصدر المشهد الاعلامي الغوغائين انصاف المثقفين مصدرين القصص المحروقه والتصرفات والافعال التافه التي لن تعود بالنفع المعرفي والثقافي علي الانسان ، لان الاعلام المرئي الان اصبح هو المؤثر الوحيد في الانسان العربي تحديدا بعد ان هجر القراءه الورقيه والاطلاع المعرفي ، ولذلك فان شخصيه المستمع وثقله الثقافي والمعرفي دائما هي نتاج ما يعطي له من جرعات ووجبات فكريه لتغذيه مدارك العقل ،لذلك اذا نقصت المعادن والفيتامينات من هذه الوجبات فقد يحدث للانسان ما يسمي بانيميا المعرفه التي تؤثر في مدارك العقل والتفكير والنمو المعرفي وهو ما تعاني منه المجتمعات العربيه منذ زمن ولذلك فانها قد تخلفت عن ركب الامم المتقدمه ولم يعد يسجل في تاريخها المعرفي شيء ، وذلك بسبب غياب الانسان القدوة في كل شيء في الامانه والصدق والاحترام والعمل والعلم والنظافه وفي الاخلاق وهذا الامر له عدة اسباب اهمها التقصير في الوجبات التربويه والاخلاقيه والعلميه والدينيه التي تقدم في المدارس ودور العبادات وكذلك قنوات الاعلام التي تخلو برامجها تماما من قيمه واحدة يستطيع من خلالها حتي اعاده الهدوء النفسي الي الانسان والاتزان والقيم ، لذلك فان اعادة تسليط الضوء علي الانسان القدوة في اي مجتمع يمكن ان يحتذي به باعتبار ذلك مقياس لنجاح الامم وسبيل للاقتداء به كنموذج ناجح مفيد لها ولذلك ينبغي اعاده النظر تماما فيما يقدم في القنوات الاعلاميه وجعل نصفها علي الاقل تنويري وثقافي وهادف لكي يعيد للانسان اتزانه وتوازنة المعرفي الذي فقدة تماما وكذلك تسليط الضوء علي النماذج الناجحه حتي يكونوا نموذج يقتضي بهم وهدف للوصول اليهم، وان يكون النصف الاخر ممايقدم في هذه القنوات تجاري لان الشارعً الان اصبح يفتقد الي القدوة والنموذج الذي يمكن ان يحتذي به وان يكون مثال للعلم والمعرفه ولذلك كثرت البلطجه والسلبية والخيانات والكذب والنفاق وعدم قول الحق والجهل وانعدام الثقافه بسبب غياب القدوة.
لذلك فأن القدوة في المجتمعات التي تأن بالحهل مهمه لتحريك المياه الراكده في دماء عديمي الثقافه والامانه والمعرفة وعلي كافه الجهات احياء القدوه في نفوس موظفيها ومرتاديها حتي يعيد ذلك الي الانسان توارنه بعد ان ماتت الغيرة المعرفية والاخلاقية والدينية والتربويه لدي الكثير ،
القدوة في كل الاحوال تنجب الرجال والشجاعه والاقدام في المجتمعات التي غلب عليها الطابع الذكوري وتطويرها والنهوض بها ،لذلك ينبغي اعاده خطة شاملة لاحياء النموذج القدوة في كل قطاعات المحتمع المختلفه حتي نتغير طبيعه الانسان مره اخري وبعاد اليه هدوءة وانزانه وصدقه وشهامته ورجولته وشجاعته التي افتقدها الكثير.
احياء القدوة في العلم والعمل والاقتصاد واحياء العداله الوظيفيه ستساهم بشكل كبير في تقدم الامم ونمو انتاجها لان العالم قد تغيرت طباعه ولن يكون لاحد موطئ قدم فيه الا بالعلم والمعرفه والانتاج. والادب وقد أشاد القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال عزَّ من قائل: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ