أقاوم فترة العزل قدر استطاعتي بالبحث عني في كتاب الله، ليس مبالغة مني أو استعراض ونحن في عنق أزمة تسيطر على العالم.

أطالع الصحف اليومية رغمًا عني لمتابعة مجريات الأمور، لاستيائي من الوضع العام لبعض الأفراد أو لأن بعض القرارات الحكومية مجحفة بالنسبة لي.

أطالع باهتمام كأنه آخر ما تبق لدي، أعكف على سماع القرآن وأنا في جهادٍ تام مع النفس.

أسير بخطى متأنية في الشوارع وصولًا لمقر عملي في انتظار قراراتٍ حكوميةٍ جديدة كل لحظة، في محاولة لاستيعاب الأزمة أكثر فأكثر.

استهلكت نفسي كثيرًا في كتابة مقالات شتى عن فيروس كورونا المستجد والإجازات الاستثنائية ، عن القرارات الحكومية التي لم تكن أبدًا في الحسبان ، عن الأزمة ما بين الانتشار والانحسار.

فكلنا في بوتقةٍ واحدة لا يسعنا الخلاص إلا بالترابط و التكاتف و الالتزام قدر استطاعتنا بالاجراءات الاحترازية و الوقائية التي قررتها الدولة.

لا ننكر أن الدولة عليها عبء أكبر واشمل في توفير الكمامات والقفازات والمطهرات لكل الفئات التي تخوض معركة النزول للشارع للحفاظ على قوت يومها، من أطباء وعمال نظافة و إداريين ممن لا تسمح طبيعة عملهم بالاستغناء عنهم.

على الدولة الضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه استغلال الوضع الراهن ورفع الاسعار أو احتكار السوق لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة دون مراعاة منه لحال الاخرين.

الدولة عليها الكثير والكثير ليس فقط تقديم المساعدات و المستلزمات الطبية لايطاليا أو غلق المساجد والكنائس وكل دور العبادة، فالعبرة بالأساليب الملتوية التي يقوم بها البعض.

ونقطة أخرى لا يمكن اغفالها، ماكينات الصرف الألي التي تكالب عليها المواطنون لصرف رواتبهم الشهرية، تجمعات البنوك وغيرها صورة غير مناسبة تماما لما نحن بصدده.

كلها رؤى ومحاولة لعرض جزء من واقع كبير أتمنى تغييره للأفضل.