يحتفل الأقباط الأرثوذكس، غدًا الإثنين، بعيد الغطاس، وهو ذكرى تعميد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، حسب الاعتقاد المسيحي، فيما يستقبل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كعادته كل عام المهنئين بالعيد في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الكبري بالإسكندرية، من المسئولين والشخصيات العامة ورجال الكنيسة.
ومن المقرر، أنَّ تقيم مساء اليوم الأحد، الكنائس بتلك المناسبة قداسات صلاة، إذ يترأس البابا تواضروس، القداس في الكاتدرائية المرقسية الكبري بالإسكندرية.
ويعتبر عيد الغطاس من الأعياد "السيدية الكبرى" أي من الأعياد الخاصة بالسيد المسيح، ويتميز الاحتفال بالعيد، بتقديس ومباركة المياة خلال قداسات العيد والتي يتم الاحتفاظ بها طوال العام، وذلك خلال صلوات ما يسمي بـ"اللقان"، فيما يصوم الأقباط هذا العام لمدة ثلاثة ايام قبل العيد صيام "برامون الغطاس"، ويمتنعون فيه عن أكل اللحوم، بينما تستمر احتفالاتهم بالعيد لمدة 3 أيام، ويحرص الأقباط على أداء طقس المعمودية لأطفالهم وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، خلال صلوات قداس العيد بالكنائس.
ويشتهر الأقباط في عيد الغطاس بتناول "القلقاس والقصب" الذي يرجعه الأقباط لرموز روحية منها أن نبات القلقاس يزرع عن طريق دفنه كاملًا في الأرض ثم يصير نباتًا حيًا صالحًا للطعام، وتعتبر المعمودية هي دفن للإنسان تحت المياه وقيامه مع السيد المسيح كما حدث له عند التعميد في نهر الأردن، أما القصب فلونه الأبيض يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية حسب الاعتقاد المسيحي.
كما يقبل الأقباط على عمل "فانوس البرتقال" والذي يصنع عبر قطع رأس ثمرة البرتقال، ويفضل أن يكون حجمها كبير، ثم عمل تجويف داخلها دون أن تتأذى القشرة الخارجية، حتى لا يتبقى أي مواد سائلة بها، ويجرى وضع شمعة داخلها وتعليقها بثلاث سلاسل تزين بحبات المكرونة أو الخيوط الملونة، مع حفر شكل الصليب على القشرة وإشعالها حتى تنطلق رائحة البرتقال الذكية.
وتقام الاحتفالات بتلك المناسبة فيما تشهد الكنائس إجراءات أمنية مشددة، وأمَّنت قوات الأمن، الكنائس، ومشطت الشوارع الجانبية فى محيطها، ومنعت دخول السيارات والدراجات النارية إلى الكنائس أو الوقوف بجوارها، ونشرت كاميرات مراقبة فوق أسوارها، وعززت من الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة حولها.