ﺗﺮﺍﻗﺼﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﺸﻖ ﻗﺪﻳﻢ .. ﺣﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺻﺮﺧﺔ ﻟﻮﻟﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻗﺎﺋﻘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ .... ﻭﻏﺮﺑﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑﺈﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻲ .... ﻓﺬﺑﻞﺕ ﻭﺭﻭﺩﻫﺎ ﻭﻃﺄﻃﺄﺕ، ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﻘﻄﺮ ﺩﻣﺎ، ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﺻﺤﻮﻫﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻧﻮ ﻟﺤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ... ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺔ .. ﺗﺂﺧﺖ ﻣﻊ ﺍﻷﻟﻢ، ﻭﺗﻮﺣﺪﺕ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ، ﻭﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻻﻫﺜﺔ ﻋﻦ ﺣﻞ ﻟﻤﺮﺿﻪ .

ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺃﻣﻼ ﻓﻲ ﻓﻚ ﻃﻼﺳﻢ ﺍﻟﻤﺮﺽ ... ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺳﺎﺭﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ... ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺳﺘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺭﻓﻌﻬﺎ، ﻟﺘﺴﻤﺢ ﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻦ ﺃﻟﻤﺎ، ﻭﻛﻤﺪﺍ .. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﻟﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ :

ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﺠﺄﺓ ... ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻀﻐﻂ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ....

ﺗﺮﺍﻛﺾ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ....

ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﻲ ﺭﻭﺣﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ !!! ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﻬﺪ ﺃﺯﻟﻲ .. ﻓﻬﻞ ﺗﺨﻮﻧﻨﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ؟ !

ﺗﻴﺒﺴﺖ ﻳﺪﺍﻫﺎ .. ﺟﻒ ﺣﻠﻘﻬﺎ ... ﻭﺟﺤﻈﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ... ﺍﻧﺴﺪﻟﺖ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺩﻣﻌﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ .... ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺪﻳﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻭﻟﺪﻫﺎ ..... ﻟﻜﻦ ﺃﻟﻤﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺃﺳﻘﻄﻬﺎ ﺃﺭﺿﺎ