لقد استشرت الخيانات الزوجية في الآونة الأخيرة ربما بمعناها الكامل وربما بأقل ماتعنيه.. وكادت أن تهدم بيوتًا كثيرة.. وربما القائمة على الحب والسعادة...
وبحق الله.. ليس من التكهن بأهم سبب على الإطلاق في الآونة الأخيرة، ألا وهو انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.. علي الرغم من أهميتها البالغة في التواصل العائلي الاجتماعي والفكر ي علي النطاق الأوسع .. إلا أنها فرقت شمل الأسرة الصغيرة..
حينما ساد صمت ألسنة البيوت.. تحدثت ألسن الأجهزة الإلكترونية..
لقد تحدثت أيمَّا تحدُث.. فأصبحت هي العالم الذي يعيش به المرء مع الآخرين.. بل مع الخيال.. مع الوهم.. مع السراب..
إن ذلك العالم المسحور شغل الأزواج عن الحياة.. عن السؤال عن بعضهما..
ويأتي السبب الرئيسي في الخيانات الزوجية.. لعله هو السبب الأهم على الإطلاق.. إنه سببٌ قمئ استشري أيضا.. وهو الثقة الزائدة.. بل والمبالغ فيها التي يسديها أحد الطرفين إلى الآخر.. والتي تصل إلى حد الإهمال وعدم المبالاة بأمر الآخر..
وربما يرى شريكه يحدِّث أي أحدًا ولا يسأله أي سؤالًا.. كأنه لا يعنيه..
هذه ليست دعوة للغيرة الزائدة.. ولكنها دعوة للإهتمام.. فكلٌ من الطرفين بحاجة إلى من يساند ضميره ويقوّمه حين يحيد عن الطريق الصحيح.. بل حين يضل في مفترق الطريق..
فمِن أفري الفري أن تسمع زوجة تقول عن زوجها أنا أثق به ثقة عمياء.. ويقول زوج عن زوجته أنا أثق بها ثقة عمياء..
وهذا عجب العجاب.. فقد دلت البراهين أن الإنسان لا يثق بنفسه حين تعرضه للفتن..
وقد جاء بكل الأديان السماوية أن النفس أمارة بالسوء..
وأيضًا هذه ليست دعوة للتجسس ولكنها دعوة للإهتمام.. للوجود.. لشعور كل طرف أن الآخر موجود بحياته.. هذه دعوة للحب..
بالإضافة طبعا إلى الأسباب التقليدية المتفق عليها.. وهي عدم اهتمام كلاهما بأحاسيس الآخر.. بمشاعره.. بعدم مشاركته في ذاته.. بعدم تلبية رغباته على قدر المستطاع.. فكلٌّ على قدر إمكاناته..
إذا كانت الخيانة الزوجية.. يعتبرها البعض عملًا فرديًا شخصيًّا لا دخل للمجتمع بها..
وهذا بالطبع من أكثر الأخطاء الشائعة..
فإن الخيانة الزوجية هي خيانة للمجتمع بأسره..
إن الله سبحانه وتعالى يصلح الأبناء بصلاح الأبوين..
فكفاكم إثما أن تقدموا للمجتمع أبناءًا غير صالحين.. حتى ولو بعد حين.