تنكسر الأقلام امام تاريخ الأبطال صناع الأحداث، الذين لم يسطروا التاريخ بريش اقلامهم بل سطر التاريخ عنهم بمداد دمائهم، لم يتكلموا عن حياتهم وتركوا للكلمات ان تحدث بافعالهم. تتزاحم الكلمات على بوابة مجد تليد صنعه الرجال، وتلوذ بستار الحياء عبارات تروي سيرة الأبطال، خالد السواركة ( أبو ياسر) قلب نبض بحرارة الايمان، وروح وثابه في كل ميدان، ونفس تسامت مضحية بلا اذعان، التزام وحسن معاملة صبر ومصابره رياده وقياده عناء وسهر وتضحيه. أبا ياسر السواركة قائد يتلألأ بين الكواكب، عظيما بحمل امانة شعبه، رحل عظيما بافعاله وتضحياته متسامح وصاحب عمل نوعي جريء، قائد متمرس ذوي عقلية عبقرية فذة ومعطاء بلا حدود، حروف اسمه كاشعة الشمس الذهبية الدافئة المضيئة لا تغيب عن وجه الكرة الأرضية ونجمه ساطع بين كواكب النجوم يتلألأ وبنورها المشرق تنير ظلمات الدجى. اليوم خالد السواركة ( أبو ياسر) الذي يرحل عنا بصمت مثالا للعطاء والتضحية والبساطة الآسرة التي لازمته طوال حياته ، عنيدا ومخلصا ومبدئيا وشجاعا في المواقف التي لا يمكن أن يساوم عليها ، سنفتقدك يا أبا ياسر أيها الباقي في عرين النضال ، يا قائدنا وقد علمتنا كيف يكون النزال وكيف تكون المواجهة وكيف يكون القرار ، السلام على روحك الطاهرة ، السلام عليك وأنت تلتحق بقادتنا الشهداء الذين جعلوا من دمائهم منارة للقضية الفلسطينية ننعاك أبا ياسر وندرك أن فراقك خسارة تتجاوز حدود هذا الوطن حيث عرفت بأنك صاحب الرأي الخيّر والأيادي البيضاء فغبت عنا جسداً ولم يغب عنا جهادك، وماغرسته لحركة فتح، ولهذه المقاومة فقد صنعت رجالا يخوض بهم البحر، رجال متى ما أرادوا فعلوا ولايردوهم الموت عما أرادوا، رجال جعلوا من جراحهم هامات شامخة كالبنيان، حملوا على عاتقهم جراح الوطن، صنعت رجالاً من أبطال كتائب شهداء الأقصى متى ما أرادوا لآن لهم الحديد وانحنت لهم الهامات وانكسرت تحت أحذيتهم غطرسة الاحتلال الاسرائيلي. رحل أبا ياسر في ظل ظروف عصيبة يعيشها شعبنا وقضيتنا، حيث يتمزق الشعب والوطن، ومخاطر عديدة تتهدد حقوقنا ومشروعنا الوطني بسبب الانقسام والمساعي الأمريكية الصهيونية المحمومة لتصفية قضيتنا وحقوقنا... رحل أبو ياسر وغزة تعاني الأمرين تجويعاً وحصاراً والقدس تئن من التهويد والاستيطان واللاجئون أصبحو موضوع مساومة. رحل القائد أبا ياسر بعد صراع شديد مع المرض , تاركا خلفه ارثا نضاليا حافلا باعلى درجات الرجولة الشرف و البطولة فى جبهات الاشتباك والقتال وميادين البطولة والمقاومة، فكنت رقمًا صعبًا أمام الاحتلال الاسرائيلي. القائد خالد السواركة ( أبو ياسر) ، هو النفس الزكية، وقصة المجدٍ والخلود، التي احتوت بمضامينها عنان سماء الوطن الفلسطيني، وأظلت بوهجها أصقاع الأرض الفلسطينية، وصرخةً مدويةً اخترقت الحجب والإتجاهات، فأسقطت قلاع الأعداء والطغاة، وزعزعت عروش المحتلين، إنه القول الفصل والكلمة الحق التي هي العليا. أبا ياسر سلام ستبقى نبراساً ومثلاً أعلى يُحتذى به، فسيرت الرجال مدرسة حقيقية تمشي على الأرض فسلام عليك يوم ولدت، وسلام عليك يوم ناضلت وقاومت، وسلام عليك يوم رحلت فطوبي لروحك الطاهرة.