اقترب موعد شهر الخير والخيرات ببهجته الدائمة، نرى الجميع يستعد له، كل بطريقته الخاصة، فرحة وسعادة واحدة لدى الجميع، من كبير وصغير، رجال ونساء، الزينة في كل بيت لاستقبال الشهر الكريم، استعدادات مرحة في كل مكان.
"مصر روحها في رمضان"، كلمة شهيرة، تتردد على كثير من الألسنة بهجة وسعادة، وهي بالفعل كلمة صحيحة مئة بالمئة
، ففي مصر هناك بهجة خاصة بالاحتفال بالشهر الكريم، الأجواء الرمضانية في كل صوب، نحتفل بها على أنغام كلاسيكية خالدة، ابتهالات النقشبندي وصوت محمد رفعت جزء لا يتجزأ من الروح الرمضانية المصرية، وكذلك "بكار" الكرتون التراثي الذي كنا نشاهده، ويشاهده الصغار حتى الآن.
"رمضان" شهر الطمأنينة، في رحابه لا يوجد خوف أو أي شيء من هذا القبيل، فهو الضيف العزيز الذي نستقبله من عام لعام، لنقف عند هذه النقطة لحظات، حيث تحول هذا الشهر الكريم من شهر البركات إلى شهر استقبال مسلسلات جديدة، الكل يتصارع على من يشاهد أكثر من غيره، وتفقد هذه المنافسة الشرهة من قيمة شهر فضيل مثل هذا الشهر.
وقد ساعدت القنوات التليفزيونية على ذلك، بشكل كبير جدا، حيث أنها المتهم الأول والأخير في كل ما يحدث، كل القنوات تتنافس على شراء كم هائل من المسلسلات حتى تأخذ السبق في العرض، والمدهش اكثر أن تجد العديد منها يتسابق على المسلسلات الحصرية، فأصبحت الوظيفة الاولى هي كسب أكبر عدد من المشاهدين.
ولا يمكننا إلقاء اللوم على القنوات فقط، لكن المشاهدين كذلك، فلولا مرضهم بمتابعة المسلسلات الجديدة لما تمادت القنوات في هذا العرض.
أما بعد، نخرج من رحاب الشهر الفضيل، لنجد أنفسنا في واقع آخر، هو عيد الفطر المبارك، الذي نعرف أجوائه وطلته الفرحة، لنرى التغير في ملامحه هو الآخر، الكل ينتظر تلك الأفلام والمسرحيات الجديدة التي سوف تعرض، فقد تحولت فيه البهجة من صلة الأرحام وزيارة الأهل والاقارب إلى أين ومتى سنشاهد ما يعرض.