لست من محبى الشتاء طوال سنوات عمرى وينتقدنى الكثير حتى ان المقربين يسخرون منى بضحكاتهم ويتهموننى بانى ارفض أشكال الرومانسيه او لا افهمها كبرودة الجو وشكل المطر وفنجان القهوه بجوار النافذه والضوء الخافت وأناقة المعطف الذى لم أكن حتى اخرجه من خزانتى لعلمى انى لن احتاجه وكثير من تلك المظاهر التى أراها انا مخيفه ..نعم مخيفه وبارده ...وارد قائله ما علاقة الرومانسيه بالوحده او البروده والمطر او حتى فنجان القهوه فأنا اجتماعيه أحب الناس والصيف واللمه والحريه بلا قيود والامان بلا خوف أحب ان أتحرك بلا قيد او شرط وعندما ياتى الشتاء اقبع واستكين وادخل البيات الشتوى فى احضان عائلتى الصغيره ليشعرونى بالدفئ والامان الى ان ينقضى هذا الفصل المخيف لاطير كما العصفور مع بدايات الربيع ولكن وبعد ان فقدت مصدر امانى وأعزهم الى قلبى بعد ان فقدت زوجى مع بدايات الشتاء الماضى قررت ان اهزم خوفى لأستعد لمواجهة الشتاء والحياه باكملها بمفردى فما كان منى الا ان ارتدى معطفى بمجرد هطول المطر واستقل سيارتى أجوب الشوارع واسمع الموسيقى فى محاولة منى لاقناع نفسى انه ليس هناك مايخيفنى الى ان وصلنا لآخر الشتاء وها انا اكتب كلماتى هذه فى احد الكافيهات بمفردى اشرب القهوه التى لم تكن صديقتى يوما وارتدى معطفى بجوار النافذه مستمتعه ببرودة الجو وكذلك بذكرياتى وابتسم لها برغم علمى بأنها لن تعود لكنى سعيده بانى تغلبت على خوفى وصاحبت أصدقاء جدد الشتاء والمطر والقهوه والمعطف وخوفى ونفسى حتى وان كنت حزينه ولكنى لست خائفه لاتعتاد على احد فكلهم سيرحلون بل اعتاد على إحساسك لتصاحبه فأحيانا للوحده فوائد .. رحمك الله يازوجى العزيز