استراتيجية القوة الذكية لردع الإرهاب بالقارة السمراء
لقد تغيرت السياسة الخارجية الأمريكية عقب الهجمات الإرهابية على رموز قوتها الاقتصادية (برجي مركز التجارة العالمي) والعسكرية (البنتاجون) في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م حيث اتخذت من الحرب العالمية على الإرهاب هدفاً معلناً لسياستها الخارجية. حيث أدرجت معظم جماعات وحركات الإسلام السياسي في أفريقيا-وخاصة في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الإفريقي ومنطقة شرق أفريقيا والقرن الإفريقي- في قائمة المنظمات الإرهابية واتهمتها بارتباطها بتنظيم القاعدة المتهم الرئيسي في تخطيط وتنفيذ تلك الهجمات وهو الأمر الذي جعلها هدفا من أهداف الحرب العالمية على الإرهاب. وبذلك أصبحت أفريقيا ساحة مواجهة بين التنظيمات الإرهابية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى؛ والتي رأت أن الإرهاب الموجه إليها يقطن أفريقيا حيث تنشط خلايا تنظيم القاعدة في كافة أنحاء القارة، وتضطلع المنظمات الإرهابية بتخطيط وتمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية في مناطق كثيرة في إفريقيا. حيث تستفيد تلك المنظمات من انعدام الرقابة على الحدود بين البلدان الإفريقية، وضعف القانون والمؤسسات القضائية، فضلا عن ضعف قوى الأمن، فتقوم بتحريك الرجال والسلاح والمال من إفريقيا باتجاه بقية أرجاء العالم، وتقوم باستغلال السكان الفقراء والمنطلقات الدينية أو الإثنية للمساعدة في تجنيدهم. وتتمثل الرؤية الأمريكية للحرب العالمية على الإرهاب في أنها معركة بالأسلحة والأفكار على الجماعات الإرهابية وذلك على المديين القصير والطويل فعلى المدى القصير تكون عبر معركة الأسلحة من خلال استخدام كل أجهزة الدولة ونفوذها في التخلص من الإرهابيين-إما بالقتل أو الاعتقال-وحرمانهم من الملاذ الآمن والسيطرة على أي دولة ومنعهم من الحصول على أسلحة الدمار الشامل وقطع مصادر التمويل وغيرها من الموارد التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة. وأما على المدى الطويل فتتم عبر معركة الأفكار من هذا المنطلق طبقت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية القوة الذكية والتي تجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة في حربها العالمية على الإرهاب في أفريقيا.